االحتالل يوّسع االستيطان في الخليل
تتواصل انتهاكات االحتالل ومستوطنيه في الضفة الغربية املحتلة، ســـواء بـاالعـتـداءات املـتـالحـقـة عـلـى الفلسطينيني، أو بتوسيع الــــنــــطــــاقــــات الـــجـــغـــرافـــيـــة لـــالســـتـــيـــطـــان. فــي السياق، يركز االحتالل على منطقة البويرة، شــــمــــال شــــرقــــي الــــخــــلــــيــــل، جــــنــــوبــــي الـــضـــفـــة الـغـربـيـة، لتحقيق هـــدف استيطاني يسعى مــــن خـــاللـــه إلـــــى ربـــــط الـــكـــتـــل االســتــيــطــانــيــة الصغيرة باملستوطنة الكبيرة كريات أربـع، عـبـر إقــامــة بـــؤرة استيطانية جــديــدة تدعى «مفسار»، وهو ما من شأنه أن يفصل مدينة الـخـلـيـل عــن الــقــرى الـشـرقـيـة لــهــا، وبـالـتـالـي مـــنـــع عــــشــــرات الــــعــــائــــالت الــفــلــســطــيــنــيــة مـن الوصول إلى أراضيها. وسبق للمستوطنني أن نـــصـــبـــوا أربــــعــــة كـــرفـــانـــات فــــي الــخــامــس مـــن مـــــــارس/آذار 2018 فـــي مـنـطـقـة الــبــويــرة، وتــحــديــدًا عــلــى جــبــل جــويــحــان، الـــواقـــع بني مـــســـتـــوطـــنـــتـــي كـــــريـــــات أربــــــــع وخـــارصـــيـــنـــا، تمهيدًا لتنفيذ املخطط االستيطاني إلنشاء «مـــفـــســـار». وكـــــان مــجــلــس املــســتــوطــنــات قد أودع فـي 1 إبـريـل/نـيـسـان الـحـالـي، مخططًا ينص على تحويل أراض زراعية في منطقة الــبــويــرة، إلــى بــؤر استيطانية، حيث سيتم بــنــاء وحـــــدات اسـتـيـطـانـيـة عـلـى مـسـاحـة 24 دونمًا، ستخصص 32 منها ملناطق ترفيهية، وذلك على حساب أراضي الفلسطينيني التي اســتــولــى عـلـيـهـا االحـــتـــالل قــبــل عـــقـــود عـــدة، ويـعـطـيـهـا صــفــة املــلــكــيــة، تــحــت بــنــد «أمــــالك الـــدولـــة»، بـحـسـب الــبــاحــث فــي مــركــز أبـحـاث األراضي، راجح التالحمة في حديث لـ «العربي الجديد». ووفق التالحمة، فإن االحتالل عمد مــنــذ نــصــب الــكــرفــانــات حــتــى نــهــايــة الـشـهـر املاضي، إلـى منع املـزارعـني من الوصول إلى أراضــيــهــم املـحـيـطـة بــالــبــؤرة االسـتـيـطـانـيـة، باإلضافة إلى تخريب محاصيلهم الزراعية مـــثـــل تـــقـــطـــيـــع أشـــــجـــــار الــــزيــــتــــون والـــعـــنـــب، ومنعهم من إجراء أي إصالحات زراعية، عدا عن حرمانهم من البناء والتوسع العمراني. وكـــشـــف أن «الـــكـــرفـــانـــات لــــم تـــســـتـــخـــدم مـنـذ نـصـبـهـا ولــــم يـقـطـنـهـا أحـــــد، لـكـنـهـا وضـعـت إلضافة شرعية استيطانية، وهذا ما يسمى وفـــق الــخــبــراء بـاالسـتـيـطـان اإلحـــاللـــي، الــذي يمهد إلحــالل مستوطنني غرباء على أراض يمتلكها الفلسطينيون، وذلك في توسع على حساب أراضيهم القروية واملدنية». ويتعامل االحـــتـــالل مـــع األراضــــــي الــتــي ســتــقــام عليها الـــبـــؤرة االســتــيــطــانــيــة عــلــى أنــهــا تــحــت بند «أمالك الغائبني»، وهو قانون أقره الكنيست اإلسرائيلي في 14 مارس ،1950 ينص على أن كل يهودي أو فلسطيني ترك أو هجر مكانه في عام 1947 بأنه «غائب»، ويحق للسلطات اإلســرائــيــلــيــة الــتــصــرف بــأمــالكــه تـحـت إطــار هـذا القانون. وينتهج االحـتـالل في الخليل، وفـــق الــتــالحــمــة، سـيـاسـة ربـــط املـسـتـوطـنـات ببعضها البعض، عبر إقامة بؤرة «مفسار»، كونها تقع في األراضـي الفارغة التي تفصل «كــــــريــــــات أربـــــــــع» عـــــن بــــــــؤرة «خــــارصــــيــــنــــا». وســـيـــعـــمـــل االحـــــتـــــالل عـــلـــى إنـــــشـــــاء مــنــطــقــة أمنية عازلة على حدود البؤر االستيطانية،
وبالتالي تـــزداد املـخـاوف مـن السيطرة على مئات الدونمات لألراضي الفلسطينية، عبر مـنـع أصـحـابـهـا مـــن الـــوصـــول لــهــا، ال سيما أن مدخل الـبـؤرة مرتبط بالشارع الرئيسي «خـــط ،»60 وهــــذا يـعـنـي قــطــع الــطــريــق على بـــلـــدات بــيــت عــيــنــون، وســعــيــر، وبــنــي نعيم، كما قـال التالحمة. بـدورهـا، أوضـحـت نائبة رئيس بلدية الخليل، أسـمـاء الشرباتي، في حـــديـــث مـــع «الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد»، أن الـبـلـديـة عقدت جلسات عدة في األسبوع األخير، مع الـجـهـات املعنية، مثل هيئة مـقـاومـة الـجـدار واالستيطان، ومجموعة من املحامني، وغرفة تـجـارة وصناعة الخليل الـتـي تملك أراضــي مـــحـــاذيـــة ملـــكـــان إقــــامــــة الــــبــــؤر، لــبــحــث سـبـل
يتوقع توجيه االحتالل الئحة اتهام بحق صباح هنية األحد
تعطيل إقــامــة الـــبـــؤرة االسـتـيـطـانـيـة. لكنها أعربت عن عـدم تفاؤلها من جــدوى الجهود القانونية، ألن االحـتـالل أصــدر قــرارًا وباشر تنفيذه على األرض بخصوص إقامة البؤرة. فــي سـيـاق آخـــر، مـــددت محكمة االحــتــالل في بـئـر الــســبــع، أمـــس الـخـمـيـس، اعــتــقــال صباح
هنية، شقيقة إسماعيل هنية رئـيـس املكتب الـسـيـاسـي لـحـركـة حـــمـــاس، حـتـى يـــوم األحـــد املقبل، وكذلك من املتوقع تقديم الئحة اتهام بـحـقـهـا، بـتـهـمـة الــتــواصــل مـــع عـمـيـل أجنبي والـتـحـريـض، وفــق محاميها خـالـد الـزبـارقـة. وكـانـت صـبـاح هنية قـد اعتقلت فـي 1 إبريل الحالي من منزلها في قرية تل السبع بالنقب، ونـقـلـت إلــى سجن الــدامــون الــواقــع فـي أعالي جبل الكرمل في قضاء حيفا. من جهتها، أكدت هيئة شؤون األسـرى واملحررين الفلسطينية إلــــى جـــانـــب نـــــادي األســـيـــر الــفــلــســطــيــنــي، في بــــيــــان، أمـــــس الـــخـــمـــيـــس، أن قــــــوات االحـــتـــالل اعتقلت مـسـاء األربــعــاء وأمـــس الخميس، 40 مواطنًا على األقل من الضفة، لترتفع حصيلة االعــتــقــاالت بعد الـسـابـع مــن أكتوبر/تشرين األول املــــاضــــي، إلـــــى نـــحـــو 8310 أشـــخـــاص، وهذه الحصيلة تشمل من أبقى االحتالل على اعتقالهم، ومن جرى اإلفــراج عنهم الحقًا. في سياق االعتداء ات، اقتحم عشرات املستوطنني، أمــــس الــخــمــيــس، املــســجــد األقـــصـــى، بحماية شرطة االحتالل. كما اقتحمت قوات االحتالل أمــس، مخيم عني السلطان في مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، واعتقلت أحد الشبان. بــــدورهــــا، أفـــــادت وكـــالـــة األنـــبـــاء واملــعــلــومــات الفلسطينية «وفـــا»، أمـس الخميس، بإصابة فتاة بكسور ورضوض، بعد تعرضها للدعس مــــن آلـــيـــة عــســكــريــة تــابــعــة لــجــيــش االحـــتـــالل اإلسرائيلي، في بلدة يعبد جنوب غربي جنني. كما أصيب عشرات املواطنني، أمس الخميس، بحاالت اختناق خالل اقتحام قوات االحتالل بلدة بيت أمر، شمالي الخليل.