Al Araby Al Jadeed

كواد كابتر... عندما يُدمج الذكاء االصطناعي بالمسيّرات لإلبادة

تحولت مسيرة كواد كابتر إلى إحدى أبرز أدوات االحتالل إلبادة الفلسطينيي­ن في غزة، بفعل دمج االحتالل الذكاء االصطناعي فيها

- يوسف أبو وطفة

مـــنـــذ بـــــدايـ­ــــة حــــــرب اإلبــــــ­ــــادة اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـيـــة عــلــى قـــطـــاع غــــزة فـــي الـــســـا­بـــع مـــن تـشـريـن األول/أكــتــوبـ­ـر املــاضــي، استخدم االحـتـال اإلسرائيلي جميع أدوات القتل بحق أكثر مــــن 2.4 مـــلـــيـ­ــون نـــســـمـ­ــة. وتــعــتــ­بــر مــســيــر­ة كـــــواد كــابــتــ­ر أبـــــرز األســـلــ­ـحـــة اإلســرائـ­ـيــلــيــ­ة التي حضرت بكثافة في الحرب املتواصلة للشهر السابع على التوالي، واستخدمها االحـــتــ­ـال عــلــى نـــطـــاق واســــع عــنــد مـقـارنـة اسـتـخـدام­ـهـا بــالــحــ­روب واملـــعــ­ـارك السابقة مع املقاومة في غــزة. ومسيرة كــواد كابتر عبارة عن مروحية صغيرة الحجم، طورت ألغــــــر­اض الـــتـــص­ـــويـــر، لــكــنــه­ــا تــحــولــ­ت إلــى ســـاح جـــوي اسـتـخـبـا­ري إسـرائـيـل­ـي خـال السنوات األخـيـرة، وهـي من تطوير شركة الصناعات العسكرية اإلسرائيلي­ة «إلبيت ســـيـــسـ­ــتـــمـــ­ز»، واســـتـــ­خـــدمـــه­ـــا االحــــتـ­ـــال فـي الفترة بن 2018 2019و في عمليات املراقبة

والرصد واالغتياال­ت في قطاع غزة والضفة الـــغـــر­بـــيـــة املـــحـــ­تـــلـــة، ويـــمـــك­ـــن اســـتـــه­ـــدافـــه­ـــا بسهولة باستخدام البنادق الهجومية أو األسلحة الخفيفة. وتختلف «كـواد كابتر» عن باقي املسيرات بوجود مروحيات في كل زواياها، وتتميز بـسـهـولـة بـرمـجـتـه­ـا واســتــخـ­ـدامــهــا بشكل ســـلـــس، كـــمـــا أنـــهـــا ال تـــحـــتـ­ــاج إلـــــى مـــهـــار­ة عالية في االستخدام مع إمكانية توظيفها فـــي املـــيـــ­دان مــبــاشــ­رة. وجــــاء تـطـويـرهـ­ا من قـــبـــل االحـــــت­ـــــال لــلــتــم­ــكــن مــــن الــــتـــ­ـوغــــل فـي املناطق السكنية، التي يصعب على املشاة اقـــتـــح­ـــامـــهـ­ــا، وتـــحـــل­ـــق عـــلـــى ارتـــــفـ­ــــاع مــئــات األمــــتـ­ـــار، لــتــمــد جــيــش االحــــتـ­ـــال بــالــصــ­ور وبــمــســ­ح مـــيـــدا­نـــي لــلــهــد­ف قــبــل اســتــهــ­دافــه لـتـسـهـيـ­ل اقــتــحــ­امــه مـــن قــبــل الـــجـــن­ـــود، مع إمكانية تنفيذ االغتياالت بصورة آلية. وفي ظل العدوان اإلسرائيلي الحالي على القطاع، سجل استشهاد مئات الفلسطينين وإصــابــة اآلالف جـــراء استهدافهم مــن قبل هذه املسيرة، عاوة عن استخدامها من قبل املؤسسة العسكرية واألمنية اإلسرائيلي­ة للتضليل ميدانيًا. وخال عمليات التوغل الــــبـــ­ـري واملـــــن­ـــــاورة الـــتـــي يـــقـــوم بـــهـــا جـيـش االحــتــا­ل، عمد الـجـنـود اإلسـرائـي­ـلـيـون في امليدان الستخدام أسلوب جديد في «كواد كـابـتـر» مــن أجــل مباغتة املـدنـيـن أو حتى املـــقـــ­اومـــن الــفــلــ­ســطــيــن­ــيــن يـــقـــوم عـــلـــى بـث أنـاشـيـد ثــوريــة أو مـقـاطـع لـبـكـاء أطــفــال أو استغاثة نساء. وتكرر هذا األمر عدة مرات وفقًا لشهادات رصدتها «العربي الجديد»، كـــان أبـــرزهــ­ـا خـــال العملية الـعـسـكـر­يـة في منطقة شمالي مخيم النصيرات لاجئن الـفـلـسـط­ـيـنـيـن وســــط الـــقـــط­ـــاع، بــاإلضــا­فــة إلـــى مـنـطـقـة شـمـالـي الــقــطــ­اع ومــديــنـ­ـة غـزة ومدينة خانيونس. وكثيرًا ما حلقت هذه املـسـيـرة عـلـى ارتــفــاع­ــات منخفضة للغاية في مناطق النزوح وبن خيام الصحافين الـفـلـسـط­ـيـنـيـن بــالــقــ­رب مـــن املـسـتـشـ­فـيـات، للتصوير ونقل املعطيات لجيش االحتال. وحــــــول هـــــذه املـــســـ­يـــرة، يـــقـــول مـــديـــر مــركــز عـروبـة لـأبـحـاث والتفكير االستراتيج­ي، أحـــمـــد الـــطـــن­ـــانـــي، لــــ«الـــعـــر­بـــي الـــجـــد­يـــد» إن اعتماد جيش االحـتـال على أدوات الذكاء االصطناعي والدمج الكبير الذي جرى خال السنوات األخيرة ما بن القوات التقليدية واألدوات التكنولوجي­ة واملسيرات، زاد من مـــعـــدل االســـتــ­ـهـــداف الـــعـــش­ـــوائـــي لـلـمـدنـي­ـن الفلسطينين. ويلفت إلــى أن االسـتـهـد­اف العشوائي زاد بفعل العديد من التطبيقات الــخــاصـ­ـة والــتــشـ­ـخــيــصــ­ات الــخــاطـ­ـئــة الـتـي تـــعـــمـ­ــل وفــــقـــ­ـهــــا مــــنــــ­ظــــومـــ­ـات تـــخـــلـ­ــيـــق بــنــك األهداف في أجزاء من الثانية، استنادًا إلى تطبيقات الذكاء االصطناعي، التي تجمع املـــؤشــ­ـرات مـــن عـــدد ضـخـم جـــدًا مـــن أدوات التجسس اإلسرائيلي­ة العاملة على مـدار الـسـاعـة فــي الـقـطــاع. ويـشـيـر الـطـنـانـ­ي إلـى أن هــذا االســتــخ­ــدام املــفــرط لـــ«كــواد كابتر» واملـــســ­ـيـــرات عــمــومــًا يـعـكـس مــــدى صـعـوبـة املــيــدا­ن واملـتـاعـ­ب العملياتية الـتـي يعاني منها جيش االحــتــا­ل. مـن جـانـبـه، يوضح املــديــر الــعــام للمكتب اإلعـــامـ­ــي الحكومي فـــي غـــــزة، إســمــاعـ­ـيــل الـــثـــو­ابـــتـــة، لـــ«الــعــربـ­ـي الجديد»، أن االحـتـال استخدم هـذا النوع من األسلحة لتنفيذ مجازر بحق املدنين الفلسطينين، عبر االستهداف العشوائي الـذي يتم خال الحرب املتواصلة. ويشرح كـيـف أن هـــذه الــطــائـ­ـرات نــفــذت الـعـديـد من املـهـام؛ ســواء على الصعيد االستخبارا­تي واألمني أو عمليات االغتيال وإلقاء أنـواع مـتـنـوعـة مـــن الــقــنــ­ابــل، وهـــو مـــا تـسـبـب في استشهاد اآلالف. ويــشــيــ­ر الـــثـــو­ابـــتـــة إلــــى أن هــــذه الـــطـــا­ئـــرات تــســبــب­ــت فـــي الـــعـــد­يـــد مـــن الـــجـــر­ائـــم بـعـدمـا اســـتـــخ­ـــدمـــهـ­ــا االحــــتـ­ـــال بــشــكــل كــبــيــر ضـد الـنـسـاء واألطـــفـ­ــال واملــدنــ­يــن وفـــي عمليات اســتــهــ­داف املــنــاز­ل ومــراكــز اإليـــــو­اء. ويلفت إلـــى أنـهـا أطـلـقـت الــنــار بشكل كثيف حتى داخـــل مـــدارس وكـالـة األمـــم املـتـحـدة إلغاثة وتشغيل الجئي فلسطن في الشرق األدنى «األونـــــ­روا». ويـشـدد على أن «كـــواد كابتر» عملت بشكل عشوائي في مختلف مناطق الـــقـــط­ـــاع، طــــــوال هـــــذه الــــحـــ­ـرب، ومـــثـــل هـــذا الـــســـا­ح مــحــرم دولـــيـــًا، ال سـيـمـا أن عملية استخدامه كانت تتركز على املدنين.

طور االحتالل «كواد كابتر» لمباغتة المدنيين في غزة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar