كواد كابتر... عندما يُدمج الذكاء االصطناعي بالمسيّرات لإلبادة
تحولت مسيرة كواد كابتر إلى إحدى أبرز أدوات االحتالل إلبادة الفلسطينيين في غزة، بفعل دمج االحتالل الذكاء االصطناعي فيها
مـــنـــذ بـــــدايـــــة حــــــرب اإلبــــــــــادة اإلســـرائـــيـــلـــيـــة عــلــى قـــطـــاع غــــزة فـــي الـــســـابـــع مـــن تـشـريـن األول/أكــتــوبــر املــاضــي، استخدم االحـتـال اإلسرائيلي جميع أدوات القتل بحق أكثر مــــن 2.4 مـــلـــيـــون نـــســـمـــة. وتــعــتــبــر مــســيــرة كـــــواد كــابــتــر أبـــــرز األســـلـــحـــة اإلســرائــيــلــيــة التي حضرت بكثافة في الحرب املتواصلة للشهر السابع على التوالي، واستخدمها االحـــتـــال عــلــى نـــطـــاق واســــع عــنــد مـقـارنـة اسـتـخـدامـهـا بــالــحــروب واملـــعـــارك السابقة مع املقاومة في غــزة. ومسيرة كــواد كابتر عبارة عن مروحية صغيرة الحجم، طورت ألغــــــراض الـــتـــصـــويـــر، لــكــنــهــا تــحــولــت إلــى ســـاح جـــوي اسـتـخـبـاري إسـرائـيـلـي خـال السنوات األخـيـرة، وهـي من تطوير شركة الصناعات العسكرية اإلسرائيلية «إلبيت ســـيـــســـتـــمـــز»، واســـتـــخـــدمـــهـــا االحــــتــــال فـي الفترة بن 2018 2019و في عمليات املراقبة
والرصد واالغتياالت في قطاع غزة والضفة الـــغـــربـــيـــة املـــحـــتـــلـــة، ويـــمـــكـــن اســـتـــهـــدافـــهـــا بسهولة باستخدام البنادق الهجومية أو األسلحة الخفيفة. وتختلف «كـواد كابتر» عن باقي املسيرات بوجود مروحيات في كل زواياها، وتتميز بـسـهـولـة بـرمـجـتـهـا واســتــخــدامــهــا بشكل ســـلـــس، كـــمـــا أنـــهـــا ال تـــحـــتـــاج إلـــــى مـــهـــارة عالية في االستخدام مع إمكانية توظيفها فـــي املـــيـــدان مــبــاشــرة. وجــــاء تـطـويـرهـا من قـــبـــل االحـــــتـــــال لــلــتــمــكــن مــــن الــــتــــوغــــل فـي املناطق السكنية، التي يصعب على املشاة اقـــتـــحـــامـــهـــا، وتـــحـــلـــق عـــلـــى ارتـــــفـــــاع مــئــات األمــــتــــار، لــتــمــد جــيــش االحــــتــــال بــالــصــور وبــمــســح مـــيـــدانـــي لــلــهــدف قــبــل اســتــهــدافــه لـتـسـهـيـل اقــتــحــامــه مـــن قــبــل الـــجـــنـــود، مع إمكانية تنفيذ االغتياالت بصورة آلية. وفي ظل العدوان اإلسرائيلي الحالي على القطاع، سجل استشهاد مئات الفلسطينين وإصــابــة اآلالف جـــراء استهدافهم مــن قبل هذه املسيرة، عاوة عن استخدامها من قبل املؤسسة العسكرية واألمنية اإلسرائيلية للتضليل ميدانيًا. وخال عمليات التوغل الــــبــــري واملـــــنـــــاورة الـــتـــي يـــقـــوم بـــهـــا جـيـش االحــتــال، عمد الـجـنـود اإلسـرائـيـلـيـون في امليدان الستخدام أسلوب جديد في «كواد كـابـتـر» مــن أجــل مباغتة املـدنـيـن أو حتى املـــقـــاومـــن الــفــلــســطــيــنــيــن يـــقـــوم عـــلـــى بـث أنـاشـيـد ثــوريــة أو مـقـاطـع لـبـكـاء أطــفــال أو استغاثة نساء. وتكرر هذا األمر عدة مرات وفقًا لشهادات رصدتها «العربي الجديد»، كـــان أبـــرزهـــا خـــال العملية الـعـسـكـريـة في منطقة شمالي مخيم النصيرات لاجئن الـفـلـسـطـيـنـيـن وســــط الـــقـــطـــاع، بــاإلضــافــة إلـــى مـنـطـقـة شـمـالـي الــقــطــاع ومــديــنــة غـزة ومدينة خانيونس. وكثيرًا ما حلقت هذه املـسـيـرة عـلـى ارتــفــاعــات منخفضة للغاية في مناطق النزوح وبن خيام الصحافين الـفـلـسـطـيـنـيـن بــالــقــرب مـــن املـسـتـشـفـيـات، للتصوير ونقل املعطيات لجيش االحتال. وحــــــول هـــــذه املـــســـيـــرة، يـــقـــول مـــديـــر مــركــز عـروبـة لـأبـحـاث والتفكير االستراتيجي، أحـــمـــد الـــطـــنـــانـــي، لــــ«الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد» إن اعتماد جيش االحـتـال على أدوات الذكاء االصطناعي والدمج الكبير الذي جرى خال السنوات األخيرة ما بن القوات التقليدية واألدوات التكنولوجية واملسيرات، زاد من مـــعـــدل االســـتـــهـــداف الـــعـــشـــوائـــي لـلـمـدنـيـن الفلسطينين. ويلفت إلــى أن االسـتـهـداف العشوائي زاد بفعل العديد من التطبيقات الــخــاصــة والــتــشــخــيــصــات الــخــاطــئــة الـتـي تـــعـــمـــل وفــــقــــهــــا مــــنــــظــــومــــات تـــخـــلـــيـــق بــنــك األهداف في أجزاء من الثانية، استنادًا إلى تطبيقات الذكاء االصطناعي، التي تجمع املـــؤشـــرات مـــن عـــدد ضـخـم جـــدًا مـــن أدوات التجسس اإلسرائيلية العاملة على مـدار الـسـاعـة فــي الـقـطــاع. ويـشـيـر الـطـنـانـي إلـى أن هــذا االســتــخــدام املــفــرط لـــ«كــواد كابتر» واملـــســـيـــرات عــمــومــًا يـعـكـس مــــدى صـعـوبـة املــيــدان واملـتـاعـب العملياتية الـتـي يعاني منها جيش االحــتــال. مـن جـانـبـه، يوضح املــديــر الــعــام للمكتب اإلعـــامـــي الحكومي فـــي غـــــزة، إســمــاعــيــل الـــثـــوابـــتـــة، لـــ«الــعــربــي الجديد»، أن االحـتـال استخدم هـذا النوع من األسلحة لتنفيذ مجازر بحق املدنين الفلسطينين، عبر االستهداف العشوائي الـذي يتم خال الحرب املتواصلة. ويشرح كـيـف أن هـــذه الــطــائــرات نــفــذت الـعـديـد من املـهـام؛ ســواء على الصعيد االستخباراتي واألمني أو عمليات االغتيال وإلقاء أنـواع مـتـنـوعـة مـــن الــقــنــابــل، وهـــو مـــا تـسـبـب في استشهاد اآلالف. ويــشــيــر الـــثـــوابـــتـــة إلــــى أن هــــذه الـــطـــائـــرات تــســبــبــت فـــي الـــعـــديـــد مـــن الـــجـــرائـــم بـعـدمـا اســـتـــخـــدمـــهـــا االحــــتــــال بــشــكــل كــبــيــر ضـد الـنـسـاء واألطـــفـــال واملــدنــيــن وفـــي عمليات اســتــهــداف املــنــازل ومــراكــز اإليـــــواء. ويلفت إلـــى أنـهـا أطـلـقـت الــنــار بشكل كثيف حتى داخـــل مـــدارس وكـالـة األمـــم املـتـحـدة إلغاثة وتشغيل الجئي فلسطن في الشرق األدنى «األونـــــروا». ويـشـدد على أن «كـــواد كابتر» عملت بشكل عشوائي في مختلف مناطق الـــقـــطـــاع، طــــــوال هـــــذه الــــحــــرب، ومـــثـــل هـــذا الـــســـاح مــحــرم دولـــيـــًا، ال سـيـمـا أن عملية استخدامه كانت تتركز على املدنين.
طور االحتالل «كواد كابتر» لمباغتة المدنيين في غزة