سيمون هاريس
ســيــكــون عــلــى رئــيــس الــحــكــومــة األيـــرلـــنـــدي الــجــديــد، سـيـمـون هـــاريـــس، الــــذي اسـتـلـم مـنـصـبـه فـــي الـتـاسـع مــن إبـــريـــل/ نــيــســان، مــواجــهــة الـكـثـيـر مــن الـتـحـديـات االقــتــصــاديــة فــي بــلــده، إال أن املــلــفــات الــتــي يتابعها تترافق مـع اهتمامه الكبير بـاإلبـادة الجماعية التي ترتكب في غزة من قبل االحتال اإلسرائيلي. ويتولى هاريس رئاسة الحكومة، بعد استقالة ليو فارادكار في مـارس/ آذار املاضي، وينتظر أن يسعى إلــــى تـحـسـني وضــعــيــة حــزبــه «فــيــنــي غـــايـــل» (الـيـمـني الوسط) الذي يتقدم عليه حزب «شني فني» اليساري في استطاعات الـرأي، دون أن يغفل طمأنة مواطنيه حـــول املــشــكــات الــتــي يــواجــهــونــهــا، خــاصــة تـلـك ذات الصلة بالسكن. وهاريس هو ابن سائق سيارة أجرة ومـسـاعـدة مـدرسـيـة، مــارس السياسة فـي سـن مبكرة مـــع انــخــراطــه فـــي حـمـلـة مـــن أجـــل الـتـكـفـل بـاملـصـابـني بالتوحد، واستحضر أخاه الصغير الذي كان مصابا بمتازمة أسبرغر. التحق بصفوف حزب فاين غايل منذ سن السادسة عشرة، وتخلى عن دراسة الصحافة والفرنسية، وانتخب نائبا برملانيا قبل ثاثة عشرة عاما، وهو في سن الرابعة والعشرين. لم تلهه التحديات التي تنتظره داخليا عن مواصلة التمسك بـاملـوقـف الـــذي عـبـر عـنـه بــلــده مـنـذ الــعــدوان اإلسرائيلي على غزة، حيث طالب بوقف فوري إلطاق الـنـار، قائا في تصريح «مـا نشهده في غـزة وأعمال الحكومة اإلسرائيلية هي أمور شنيعة بالكامل. إنها فظيعة وشائنة»، داعيا إلى «مسار سياسي يؤدي إلى بلورة حل الدولتني». أيرلندا التي يقول عنها هاريس إنها تتوفر على تاريخ طويل في الحلول السياسية، لم يتردد وزير ماليتها ميكاييل ماك غرايت، في اإلعان عن عزم صندوق االستثمار السيادي األيرلندي، الذي تـصـل قيمته إلـــى 15 مـلـيـار دوالر، االنــســحــاب مــن 6 شركات إسرائيلية، بما فيها مصارف، بسبب نشاطها في الضفة الغربية والقدس الشرقية. ســيــتــوجــب عـــلـــى هــــاريــــس تــحــســني أوضـــــــاع الـــســـواد األعظم من األيرلنديني الذين لم يستفيدوا من النمو االقــتــصــادي الــقــوي الـــذي عـرفـه الـبـلـد واالسـتـثـمـارات الكبيرة، بما لذلك من تأثير إيجابي على فرص العمل، ما دامت البطالة ال تتعدى نحو 4.3 في املائة. وســـيـــوجـــد هـــاريـــس تــحــت بـــــؤرة ضــــوء املـــراقـــبـــني في أوروبا، خاصة أنه يتولى أمر بلد نما ناتجه اإلجمالي املحلي للبلد الذي أضحى يوصف بـ «النمر السيلتي»، بـمـسـتـويـات جـــد مــرتــفــعــة، وصــلــت فـــي الـــعـــام مـــا قبل املاضي إلـى 12.2 في املائة، قبل أن يتراجع في العام املاضي إلى 5,5 في املائة. يعزى هـذا النجاح إلـى بيئة مائمة لاستثمار ويد عاملة كـفـؤة وسـيـاسـات حكومية جـاذبـة لاستثمار األجنبي، حيث أضحت أيرلندا قطبا تكنولوجيا على الصعيد األوروبي، مستقطبة الشركات التكنولوجية الــكــبــيــرة مــثــل غــوغــل وفــيــســبــوك وآبـــــل. غــيــر أنــــه رغــم النجاح االقتصادي، ظلت العديد من التحديات ماثلة أمــام املسؤولني السياسيني، حيث استمرت الـفـوارق االجتماعية، خـاصـة مـع وجـــود فـــوارق على مستوى اإليـــــــــرادات والــــولــــوج لـلـتـعـلـيـم والـــعـــاجـــات الــطــبــيــة. وتطرح على رئيس الحكومة الجديد مسألة توضيح الرؤية في مجال السكن بقوة في أيرلندا، حيث إن غاء أسعار اإليجار يدفع 68 في املائة من الشباب املتراوحة أعمارهم بني 25 و92 عاما، للعيش في منازل العائلة، حسب بيانات االتحاد األوروبي. وقـد الحـظ تقرير برملاني حديث أنـه في الوقت الذي ارتفعت أسعار اإليجار بني 2012 2022و بنسبة 90 في املائة، لم ترتفع األجور سوى بنسبة 27 في املائة. في مؤتمر فيني غايل األخير صرح سيمون هاريس بأنه حـان الوقت من أجـل تحويل النجاح االقتصادي إلى مكاسب للمواطنني، خـاصـة فـي مـجـال السكن، حيث يعد بتوفير 250 ألــف سكن خــال خمسة أعــــوام. وال تغيب عـن أصغر رئيس حكومة البالغ مـن العمر 37 عاما، الصعوبات التي يعاني منها النظام الصحي واستقبال املهاجرين. وكان وعد بعد انتخابه رئيسا للحزب في مــارس املاضي بدعم الشركات الصغيرة، وعــبــر رئــيــس الـحـكـومـة الـــذي يــقــود ائـتـافـا حكوميا يــضــم حـــزبـــه فـــايـــن غـــايـــل وحـــزبـــي فــيــانــا فــيــل وحـــزب الخضر عن تأييده للجهود األوروبية في هذا املجال.