Al Araby Al Jadeed

المغرب يضبط استيراد األغنام قبل األضحى

- الرباط ـ مصطفى قماس

يتخوف مغاربة من ارتفاع أسعار األغنام فــي عـيـد األضــحــى املـقـبـل، فــي ظــل الجفاف العنيف الـــذي أثـــر عـلـى اإلنــتــا­ج الحيواني وتـسـبـب فــي غـــاء املـــدخــ­ـات الــتــي تتسبب في ارتفاع كلفة اإلنتاج. وأطلقت الحكومة صفقة من أجل استيراد األغنام في الفترة املقبلة، وهي املـرة الثانية التي تعمد فيها إلــى جلب األغــنــا­م مـن الــخــارج فـي ظـل عدم توافر عرض كاف في السوق بسبب الجفاف. واعــتــبـ­ـر املـسـتـشـ­ار بـالـغـرفـ­ة سـعـيـد شـاكـر، مخاطبا وزيـــر الـفـاحـة محمد الصديقي، الذي حضر إلى مجلس املستشارين لتناول وضـــعـــي­ـــة املــــوسـ­ـــم الـــفـــا­حـــي، أن الــحــكــ­ومــة تمكنت في العام املاضي من توفير عرض كـــاف مــن األضــاحــ­ي، غير أن هــدف التحكم فـــي األســـعــ­ـار لـــم يـتـحـقـق، عــلــى اعــتــبــ­ار أنــه في ظل االستيراد يفترض أن يتراوح سعر األضحية بني 140 350و دوالرًا. وأوضـح أنه رغم الدعم املالي التي وفرته الدولة للمستوردين واإلعفاء من الرسوم الجمركية والضريبة من القيمة املضافة، تـــراوحــ­ـت األســـعــ­ـار بـــني 200 دوالر 800و دوالر، وهو فارق أثر في نظره على القدرة الشرائية لـأسـر، بسبب تدخل الوسطاء واملـضـارب­ـني، متسائا حــول الــجــدوى من الـــدعـــ­م الـــــذي يـــتـــاح الـــيـــو­م لـلـمـسـتـ­ورديـن. ودعــــا املــســتـ­ـشــار فـــي الــغــرفـ­ـة الــثــانـ­ـيــة من البرملان، يونس مال، إلى ضرورة تجاوز مــا اعـتـبـرهـ­ا اخـــتـــا­الت قــد تــشــوب عملية االســتــي­ــراد، مـؤكـدا أن يـكـون للدعم املالي الــــــذي تــــوفـــ­ـره الــــدولـ­ـــة لــلــمــس­ــتــورديـ­ـن أثـــر إيــجــابـ­ـي عــلــى األســـعــ­ـار، مــوصــيــ­ا بـوضـع آلية للمراقبة حتى ال يستفيد املضاربون. ويـعـتـبـر عـبـد الـعـالـي رامــــو، نــائــب رئيس الــجــامـ­ـعــة املــهــنـ­ـيــة لــلــحــو­م الـــحـــم­ـــراء، أنــه يــــجــــ­ب دعــــــــ­م املــــــر­بــــــني املــــحــ­ــلــــيــ­ــني خـــاصـــة الصغار منهم، كي يتم تخفيف تداعيات ارتـــفـــ­اع تـكـالـيـف اإلنـــتــ­ـاج وإتـــاحــ­ـة عــرض كـاف في املستقبل، من أجل عدم االرتهان لاستيراد. ويؤكد لـ «العربي الجديد» أن ضبط أسعار األغنام املستوردة يبقى رهن الـتـدابـي­ـر الـتـي ستتخذها الـحـكـومـ­ة، بما يضفي نوعا من الوضوح على التكاليف الــتــي تحملها املــســتـ­ـوردون وهـوامـشـه­ـم، مــع التحسب للمضاربة ومـــن يستغلون ارتــــفــ­ــاع الــطــلــ­ب مـــن أجــــل زيــــــاد­ة األســـعــ­ـار أكثر. ويرنو املغرب كما في العام املاضي إلـــــى تـــحـــدي­ـــد وتـــرقـــ­يـــم 6.8 مـــايـــن­ي رأس

مــن األغـــنــ­ـام واملـــاعـ­ــز عـبـر اإلنـــتــ­ـاج املحلي واالستيراد، غير أن األسعار قد ترتفع في ظـل غـاء األعـــاف رغـم الـدعـم الــذي وفرته الـــدولــ­ـة. لـــم يستبعد املـــغـــ­رب الــلــجــ­وء إلـى مضاعفة استيراد األغـنـام لتلبية الطلب عــلــى األغـــنــ­ـام فـــي عــيــد األضـــحــ­ـى، بـعـدمـا كـــانـــت وزارة الــفــاحـ­ـة حـــــددت قــبــل ثـاثـة أسابيع الـــواردا­ت املستهدفة في 300 ألف رأس. وأكد وزير الفاحة والصيد البحري واملـــــي­ـــــاه والــــغــ­ــابــــات والـــتـــ­نـــمـــيـ­ــة الـــقـــر­ويـــة، عند حــضــوره مجلس املستشارين أمس الـــثـــا­ثـــاء، أنـــه قـــد يــتــم بــلــوغ مــلــيــو­ن رأس مستوردة، إذا اقتضت الحاجة ذلــك، غير أنــــه شــــدد عــلــى أن الـــعـــد­د املــســتـ­ـهــدف إلــى حــدود اآلن حــدد فـي 600 ألــف. وقــد قـررت الحكومة في نهاية مـارس / آذار املاضي ومع قرب عيد األضحى إتاحة دعم جزافي عــن كــل رأس مــن األغـــنــ­ـام املــســتـ­ـوردة هـذا العام أيضًا، حددته في حـدود 50 دوالرًا، حيث إن عملية االســتــي­ــراد تستغرق بني منتصف مارس ومنتصف يونيو املقبل. يفترض فـي كـل مستورد جلب 1000 رأس عــلــى األقــــــ­ل، ويـــرتـــ­قـــب أن يـــأتـــي جــــزء مهم مــن تـلـك الــــــوا­ردات، وهـــو مــا دفـــع نــوابــًا في الــغــرفـ­ـة الــثــانـ­ـيــة مـــن الـــبـــر­ملـــان إلــــى الـــدعـــ­وة

لــتــأطــ­يــر عـمـلـيـة االســـتــ­ـيـــراد بـــهـــدف تــفــادي استغال املستوردين للظرفية الحالية من أجـــل االســتــف­ــادة مــن الــدعــم عـبـر املــضــار­بــة. وأكــــد مــســتــش­ــارون فــي الــغــرفـ­ـة الـثـانـيـ­ة من الـــبـــر­ملـــان، أن املـــغـــ­رب يـضـطـر إلـــى اسـتـيـراد الــلــحــ­وم الــحــمــ­راء، رغـــم الــدعــم الــــذي وفـرتـه الـــدولــ­ـة لــلــمــر­بــني فـــي األعــــــ­وام األخــــيـ­ـــرة، ما يعني أن سنوات قليلة من الجفاف تعصف باملكتسبات التي حققت. وأقـر الوزير بأن االســتــي­ــراد لـيـس مـسـألـة عــاديــة الــيــوم. فقد كــان املـغـرب يفرض رسـومـا جمركية بـــ002 فـــي املـــائــ­ـة أمـــــام واردات الـــلـــح­ـــوم مـــن أجــل حماية اإلنتاج الوطني، مؤكدا أن االستيراد مؤقت من أجل الحفاظ على القطيع املحلي. وأشــار الـوزيـر إلـى أن 100 مستورد عبروا عــن رغبتهم فــي اســتــيــ­راد األغـــنــ­ـام، مـشـددا عـــلـــى أن هــــــؤال­ء املـــســـ­تـــورديــ­ـن ســيــضــع­ــون ضـــمـــان­ـــة مـــالـــي­ـــة قـــبـــل الــــــشـ­ـــــروع فـــــي جــلــب األضـــاحـ­ــي، حـيـث إن تـلـك الـضـمـانـ­ة تؤشر على جدية واضعيها في جلب ما التزموا به. وكانت الحكومة لجأت في ظل عدم توفر الـكـأ الطبيعي إلـــى مـواكـبـة مـربـي األبـقـار واألغــنــ­ام عبر توفير دعــم ألسـعـار الشعير بـــ02 دوالرًا للقنطار بكلفة إجمالية تصل إلى 280 مليون دوالر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar