Al Araby Al Jadeed

جودي غينسبيرغ تجّدد المطالبة بدخول الصحافيين إلى القطاع

- نيويورك ــ العربي الجديد

جــــددت الـرئـيـسـ­ة الـتـنـفـي­ـذيـة للجنة حماية الـصـحـافـ­يـني، جـــودي غينسبيرغ، املطالبة بدخول املراسلني األجانب إلى غزة، وشددت على أن هـذه الخطوة عنصر حاسم تعتمد عـلـيـه حــيــاة الفلسطينين­ي الــذيــن يــرزحــون تحت وحشية الـعـدوان اإلسرائيلي الحالي على القطاع حيث «يعمل الصحافيون في ظل ظروف مؤملة لم يشهدها سوى عدد قليل من مراسلي الحرب األكثر خبرة، فال طعام وال مأوى وسط انقطاع االتصاالت السلكية والالسلكية والـتـدمـي­ـر الـروتـيـن­ـي للمعدات واملـــراف­ـــق املــهــنـ­ـيــة». وفـــي مــقــال رأي نشرته صـحـيـفـة نــيــويــ­ورك تـايـمـز الـــيـــو­م األربـــعـ­ــاء، ذكرت غينسبيرغ بأنه «عندما غزت روسيا أوكـــرانـ­ــيـــا عــــام ،2022 ســـارعـــ­ت املــؤســس­ــات اإلعــالمـ­ـيــة حـــول الــعــالـ­ـم إلرســــال مراسليها إلــى الخطوط األمـامـيـ­ة. وقـــدم الصحافيون للجمهور الــدولــي نـظـرة مـبـاشـرة لـلـصـراع. انطلقت صــفــارات اإلنــــذا­ر لــلــغــا­رات الجوية أثناء بث التقارير الحية على الهواء. وشعر الـــصـــح­ـــافـــيـ­ــون بـــالـــخ­ـــوف مــــن االنــــفـ­ـــجــــار­ات القريبة. لقد أخذوا العالم إلى قلب القتال». فـــي املـــقـــ­ابـــل، «لــــم تــكــن مــثــل هــــذه الـتـغـطـي­ـة الدولية ممكنة في غزة» كتبت غينسبيرغ، وأوضـــــح­ـــــت أنــــــه لـــــم يـــســـمـ­ــح لــلــصــح­ــافــيــن­ي بدخول القطاع إال في جوالت محدودة برفقة الجيش اإلسرائيلي. ولفتت إلـى أن «رفض الـسـمـاح لـوسـائـل اإلعـــالم الـدولـيـة بتغطية غــــزة مـــن الـــداخــ­ـل هـــو مـــجـــرد عـنـصـر واحـــد مــن نـظـام الــرقــاب­ــة اإلسـرائـي­ـلـي الـــذي يشتد يوميا ويـتـرك املـكـان فـارغـا لتمأله الدعاية

واملعلومات الخاطئة واملضللة واالدعـاءا­ت واالدعــــ­ــاءات املــضــاد­ة الـتـي يصعب للغاية التحقق منها بشكل مستقل». وشــــددت عـلـى أن مـنـح املــراســ­لــني األجـانـب حــريــة الـــوصـــ­ول إلـــى غـــزة «قـــد يمكننا من فهم أفـضـل» ملـا يـحـدث هـنـاك، «ومــن شأنه أن يسلط الـضـوء على مقتل مـا ال يقل عن 95 صــحــافــ­يــا وغـــيـــر­هـــم مـــن الــعــامـ­ـلــني فـي مـجـال اإلعـــــا­لم... علما أن هـــذا الــصــراع هو األخــطــر بالنسبة للصحافيني والعاملني في مجال اإلعالم منذ أن بدأنا بتوثيق هذه الــبــيــ­انــات فــي .»1992 وفــقــا ملـكـتـب اإلعـــالم الحكومي فـي قطاع غــزة، فقد قتلت قـوات االحتالل اإلسرائيلي 140 صحافيا وعامال فــي مـجـال اإلعـــالم مـنـذ بــدء الــعــدوا­ن فــي 7 أكـتـوبـر/تـشـريـن األول املــاضــي. وأضــافــت: «إســـرائــ­ـيـــل تـــقـــول إنـــهـــا دولـــــة ديــمــقــ­راطــيــة ومـــعـــق­ـــل لـــحـــري­ـــة الـــصـــح­ـــافـــة فــــي املــنــطـ­ـقــة. لكن أفعالها على النقيض. ارتــفــاع معدل الـــوفـــ­يـــات واالعـــتـ­ــقـــاالت بـــني الــصــحــ­افــيــني، بـــمـــا فـــــي ذلــــــك الـــصـــح­ـــافـــيـ­ــون فـــــي الــضــفــ­ة الغربية؛ والقوانني التي تسمح لحكومتها بــــإغـــ­ـالق وســــائــ­ــل اإلعــــــ­ـالم األجـــنــ­ـبـــيـــة الــتــي تعتبرها خـطـرًا أمـنـيـا، والـتـي هـــدد رئيس الـــــوزر­اء صـــراحـــ­ة بـاسـتـخـد­امـهـا ضــد قناة

اقتصر دخول المراسلين األجانب على جوالت رفقة جيش االحتالل

الــجــزيـ­ـرة؛ ورفـضـهـا الـسـمـاح للصحافيني األجــــان­ــــب بـــالـــو­صـــول بــشــكــل مــســتــق­ــل إلـــى غــزة، كلها تعكس قـيـادة تقيد عمدًا حرية الــصــحــ­افــة. هـــذه سـمـة الــديــكـ­ـتــاتــور­يــات، ال الدول الديمقراطي­ة». ونبهت إلى أن «كثيرًا مــــا تــصــنــف إســــرائـ­ـــيــــل الـــصـــح­ـــافـــيـ­ــني عـلـى أنهم إرهابيون ومتعاطفون مع اإلرهــاب، مـــمـــا يـــدفـــع املـــتـــ­ابـــعـــن­ي إلـــــى الــتــشــ­كــيــك فـي صـدقـيـتـه­ــم. ومـــن شـــأن وجــــود صحافيني من خارج غزة أن يساعد في مواجهة مثل هــــذه االدعـــــ­ــــاءات. ومــــن دونـــهـــ­م، سيستمر الـــصـــح­ـــافـــيـ­ــون الــفــلــ­ســطــيــن­ــيــون فـــي تـحـمـل املـــخـــ­اطـــر كــلــهــا واملـــســ­ـؤولـــيــ­ـة الـــكـــا­مـــلـــة فـي تغطية هذا الصراع». ومـــنـــذ بـــــدء الـــــعــ­ـــدوان اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي، طــالــب صحافيون ومؤسسات إعالمية ومنظمات حـــقـــوق­ـــيـــة دولــــــي­ــــــة، بـــيـــنـ­ــهـــا لـــجـــنـ­ــة حـــمـــاي­ـــة الــــصـــ­ـحــــافــ­ــيــــني ومــــنـــ­ـظــــمـــ­ـة مـــــراسـ­ــــلـــــ­ون بــال حــــــدود، بــالــســ­مــاح لـلـصـحـاف­ـيــني األجـــانـ­ــب بدخول قطاع غزة، من دون جدوى. وكانت املحكمة العليا فــي إســرائــي­ــل قــد ردت، في يناير/كانون الثاني املاضي، أول التماس تــقــدمــ­ت بـــه وســـائـــ­ل إعــــالم عـاملـيـة للسماح لصحافييها بـدخـول غــزة. وفــي ديسمبر/ كانون األول املاضي، كشف تحقيق ملنظمة مراسلون بال حــدود أن السلطات املصرية تعمدت هي األخرى منع دخول الصحافيني إلــى غــزة عبر معبر رفــح. وأشـــارت املنظمة إلـــــى أن الـــقـــا­هـــرة «تـــتـــهـ­ــم وســــائــ­ــل اإلعـــــا­لم الــدولــي­ــة بــاالنــح­ــيــاز إلســـرائـ­ــيـــل، لـكـنـهـا في الـوقـت نفسه تمنع الصحافيني مـن دخـول قطاع غــزة عبر معبر رفــح الــحــدود­ي الـذي يفترض أنه تحت سيطرتها».

 ?? (أشرف أبو عمرة/األناضول) ?? نقل صحافي فلسطيني مصاب في مخيم النصيرات، إبريل 2024
(أشرف أبو عمرة/األناضول) نقل صحافي فلسطيني مصاب في مخيم النصيرات، إبريل 2024

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar