التحكيم األفريقي
أخطاء فادحة يعجز «كاف» عن تالفيها
شهدت كأس أمم أفريقيا األخيرة حاالت تحكيمية مثيرة للجدل
يالحق شبح األخطاء التحكيمية وتعرض الحكام لضغوطات كبيرة على أرض الملعب االتحاد األفريقي لكرة القدم نظرًا لعدم الوفاء بالوعود السابقة لتحّسنه وتطوره نحو األفضل
عـــــاد الــتــحــكــيــم األفــــريــــقــــي لـيـثـيـر الجدل في القارة السمراء ويكذب كل الوعود التي أطلقها مسؤولو االتــحــاد األفـريـقـي لـكـرة الـقـدم (كـــاف)، وسط مــــــخــــــاوف مــــــن اســـــتـــــمـــــرار تــــأثــــيــــر األخـــــطـــــاء التحكيمية الـفـادحـة عـلـى نـتـائـج املـبـاريـات في املستقبل. وشهدت مواجهات الـدور ربع الــنــهــائــي لــبــطــولــتــي دوري أبـــطـــال أفـريـقـيـا وكأس الكونفيدرالية األفريقية حاالت مثيرة للجدل من املمكن أن تؤثر سلبًا على التحكيم األفـــريـــقـــي فـــي الـــفـــتـــرة الـــقـــادمـــة. ولـــعـــل أكـبـر كارثة شهدها الدور ربع النهائي في بطولة الـكـونـفـيـدرالـيـة األفــريــقــيــة تـمـثـلـت بـتـعـرض الــحــكــم املـــصـــري مــحــمــد مـــعـــروف لــالعــتــداء بالضرب مـن جـانـب العـبـي فـريـق أبــو سليم الـلـيـبـي أثــنــاء إدارتـــــه مـبـاراتـهـم ضــد نهضة بركان املغربي في املغرب، والتي شهدت فوزًا صعبًا لنهضة بـركـان ،)2-3( وبلوغه الــدور نصف النهائي من البطولة ذاتها. وبـــرز اعــتــداء العـبـي أبـــو سليم الليبي على الحكم محمد معروف متهمني إياه بمجاملة نهضة بركان، بعد تسجيل الفريق املغربي هدفًا ثالثًا في الوقت املحتسب بدل الضائع، بــخــالف إصـــــدار إدانــــــات رســمــيــة مـــن جـانـب الـــنـــادي الــلــيــبــي ضـــد الــحــكــم، تــــاله تـضـامـن رسـمـي مــن اتــحــاد الــكــرة املــصــري مــع الحكم املــعــتــدى عـلـيـه. وأكــــد مـحـمـد مـــعـــروف، حكم مباراة أبو سليم ونهضة بركان، في تقريره بــشــأن الـــواقـــعـــة، تــعــرضــه لــالعــتــداء عــلــى يد العب أبو سليم حسام ألباني، الذي تنتظره عقوبات كبيرة من جانب االتحاد األفريقي. وتــســبــب مــحــمــد مـــعـــروف فـــي إثــــــارة جــدل واســـع، مـا بـني أصـــوات تــرى أنــه لـم يخطئ في قراراته، وألغى هدفًا لنهضة بركان في الــوقــت املحتسب بـــدال مــن الـضـائـع سجله يـــوســـف الــفــحــلــي بــعــد الــــعــــودة إلــــى تقنية الـفـيـديـو، وأخـــرى تــرى أنــه كــان مبالغًا في تقدير الوقت املحتسب بدل الضائع، الذي تخطى 15 دقيقة. ولـم تكن تلك هي األزمـة الوحيدة في التحكيم األفريقي خالل الدور ربـع النهائي، إذ ظهرت أزمـة تقنية فادحة تــمــثــلــت فـــي تـــوقـــف تــقــنــيــة الــفــيــديــو خــالل لـقـاء األهــلــي املــصــري مــع سيمبا التنزاني في إيـاب الــدور ربع النهائي لــدوري أبطال أفـريـقـيـا، والــتــي كـشـف عنها حـكـم املــبــاراة الـنـقـاب لالعبي الفريقني فــي أرض امللعب خالل سير األحـداث، وهو ما اعترض عليه فريق سيمبا التنزاني بعد اللقاء. وتـــعـــكـــس الــــواقــــعــــة عــــــدم وصــــــــول االتــــحــــاد األفريقي لكرة القدم إلى نسبة اإلتقان %100 فــــي تــقــنــيــة الـــفـــيـــديـــو، رغـــــم مـــــــروره بــوقــائــع سيئة سابقة تسببت في إلغاء مباراة الدور الـنـهـائـي لــــدوري أبــطــال أفـريـقـيـا بــني الـــوداد املـــغـــربـــي والـــتـــرجـــي الـــتـــونـــســـي، عــــام ،2019 بــانــســحــاب الـــفـــريـــق املـــغـــربـــي بــســبــب تقنية الــفــيــديــو حـيـنـهـا، إذ حــــاز الـــكـــاف عــلــى دعــم كبير من االتحاد الدولي (فيفا)، في الفترات األخــــــيــــــرة، لـــتـــصـــحـــيـــح املـــــســـــار الــتــحــكــيــمــي واالعتماد على تقنية الفيديو بشكل كبير في تالفي حدوث أخطاء تحكيمية فادحة. ومن الحاالت التي أثارت الجدل أيضًا أزمة الهدف غير املحتسب في مباراة صن داونز الجنوب أفريقي ويانغ أفريكانز التنزاني في ملعب األول بإياب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفــريــقــيــا. وبــــات فـــي حــكــم املـــؤكـــد أن الــهــدف سيصبح مثار أزمة كبيرة تالحق نادي صن داونز الجنوب أفريقي واتهامات بمجامالت صريحة. وأعلن نادي يانغ أفريكانز تقديمه احتجاجًا رسميًا لـ «كاف» بوجود تالعب في النتيجة لعدم احتساب هدفه في مباراة صن داونز، ما تسبب في انتهاء املباراة بالتعادل السلبي، ثــم خـسـارتـه بــركــالت الترجيح من نـقـطـة الـــجـــزاء أمــــام بــطــل «األفـــريـــكـــان لــيــغ»، وتأهل صن داونز على حساب يانغ أفريكانز إلى الدور نصف النهائي. وحـمـل يـانـغ أفـريـكـانـز مسؤولية خسارته لحكم عــربــي، هــو املــوريــتــانــي دحـــان بـيـدا، وذلـك عبر بيان رسمي حمل عنوانًا مثيرًا لــلــجــدل مـــن جـــانـــب يـــانـــغ أفـــريـــكـــانـــز، وهــو «العدالة الظاملة». وما يثير املخاوف الكبرى مـــن الــتــحــكــيــم األفـــريـــقـــي أن كــــــوارث دوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية األفريقية في الدور ربع النهائي تأتي في أعقاب أزمات ال تزال حديث الساعة وقعت في بطولة كأس
اﻷﻣـﻢ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺴﺎﺣﻞ اﻟﻌﺎج اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﻣﻨﺬ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ. وﻫــﻨــﺎ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ إﻏـــﻔـــﺎل اﻟـــﻘـــﺮار اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ اﻟـــﺬي اﺗــــﺨــــﺬه »ﻛـــــــﺎف« ﻓــــﻲ أﻣـــــﻢ أﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻴـــﺎ اﻷﺧـــﻴـــﺮة ﺑــﺎﺳــﺘــﺒــﻌــﺎد اﻟــﺤــﻜــﻢ اﻟــﻐــﺎﺑــﻮﻧــﻲ ﺑــﻴــﻴــﺮ آﺗــﺸــﻮ، اﻟـــﺬي أدار ﻟـﻘـﺎء ﺳـﺎﺣـﻞ اﻟـﻌـﺎج واﻟﺴﻨﻐﺎل ﻓﻲ اﻟﺪور ﺛﻤﻦ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ، وﺷﻬﺪ أﺧﻄﺎء ﺗﺤﻜﻴﻤﻴﺔ ﻣــﺪوﻳــﺔ، وﺷــﻜــﻮى ﻣــﻦ اﻻﺗــﺤــﺎدﻳــﻦ اﻟﺴﻨﻐﺎﻟﻲ واﻟـﻌـﺎﺟـﻲ أﻳـﻀـﴼ، وأوﻗـــﻒ ﺑـﻌـﺪه ﻋـﻦ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟـــﻘـــﺎرﻳـــﺔ وﺳــــﻂ ﺟــــﺪل ﻋــﻨــﻴــﻒ، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺧﺮوج ﻣﻨﺘﺨﺐ اﻟﺴﻨﻐﺎل )ﺣﺎﻣﻞ اﻟﻠﻘﺐ(، وأﻗــــــــﻮى ﻓــــﺮﻳــــﻖ ﻓــــﻲ دور اﳌـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺎت أﻣــــﺎم اﳌﻨﺘﺨﺐ اﻟﻌﺎﺟﻲ، ﻣﺴﺘﻀﻴﻒ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗـﻮج ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ. وﻟـﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻷﻣــﺮ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﺑﻴﻴﺮ آﺗﺸﻮ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ اﻣﺘﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻟــﺤــﻜــﻢ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ اﳌـــﻐـــﺮب، ﺳـﻤـﻴـﺮ ﻛـــــﺰاز، اﻟـــﺬي ﺗـﻢ إﻳﻘﺎﻓﻪ أﻳﻀﴼ واﺳﺘﺒﻌﺎده ﻣـﻦ إدارة ﺑﺎﻗﻲ اﳌـﺒـﺎرﻳـﺎت، وﻫــﻮ ﻗــﺮار أﺛــﺎر اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﺠﺪل ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة. وﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ أزﻣﺎت اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﻷﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻲ ﻫــــﻮ وﺟــــــﻮد ﺣـــﺎﻟـــﺔ ﻓـــﻮﺿـــﻰ ﺑــﺎﺗــﺖ ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻬﺪ واﻋﺘﺮاﻓﺎت ﺑﻔﺸﻞ إدارة »ﻛــﺎف« اﻟﺘﺤﻜﻴﻤﻴﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ دﻳﺰﻳﺮي ﻧﻮﻣﺎﻧﺪﻳﺰ دوي، رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺤﻜﺎم، اﻟـﺬي ﺗﻠﻘﻰ دﻋــﻤــﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻣــﻦ ﺑـﺎﺗـﺮﻳـﺲ ﻣﻮﺗﺴﻴﺒﻲ، رﺋـﻴـﺲ اﻻﺗــﺤــﺎد، ﻓـﻲ اﻷﺷـﻬـﺮ اﻷﺧــﻴــﺮة، وﺑـﺎت ﻣﺘﻬﻤﴼ ﺑﺎﻹﺧﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﺎم. وﻫـﻨـﺎك وﻗـﺎﺋـﻊ أداﻧــﺘــﻪ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ، وﻟـﻌـﻞ أﺷﻬﺮﻫﺎ واﻗﻌﺔ رﻓﺾ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ، اﳌﻐﺮﺑﻲ رﺿــﻮان ﺟﻴﺪ، إدارة ﻣﺒﺎراة ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺻﺎﺣﺒﻲ اﳌﺮﻛﺰﻳﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺮاﺑﻊ ﺑﲔ ﻣﻨﺘﺨﺒﻲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﻜﻮﻧﻐﻮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓـﻲ ﻧﺴﺨﺔ ﻣـــﻦ ﺑــﻄــﻮﻟــﺔ ﻛــــﺄس أﻣــــﻢ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻋــﺪم اﺧﺘﻴﺎره ﻹدارة اﳌﺒﺎراة اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ، وﻛﺎﻧﺖ أﻛﺒﺮ أزﻣـــﺎت اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻓــﻲ »ﻛـــﺎف« ﺧــﻼل ﻧﻬﺎﺋﻴﺎت أﻣﻢ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻷﺧﻴﺮة، ﻣﻊ ﻋﺪم ﻇﻬﻮر أي ﺗﻄﻮر ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ.