تونس: معتقلون سياسيون متهمون بضرب األمن الغذائي والبيئي
ال يزال قرار إحالة المعتقلين السياسيين في تونس إلى االتهام، يثير غضبًا لدى هيئة الدفاع، فيما كشف عدد منهم ما تضمنته التهم التي اعتبروها غريبة
أثـــــــــارت الـــتـــهـــم املـــنـــســـوبـــة إلــــــى املــعــتــقــلــن السياسين فــي تــونــس، بما يــعــرف بملف التآمر على أمن الدولة، استغراب محامن فــــي هـــيـــئـــة الــــــدفــــــاع، ال ســـيـــمـــا أن األفــــعــــال املــنــســوبــة لـلـمـعـتـقـلـن تــتــعــلــق بــــاإلرهــــاب. يأتي ذلك في وقت كان من املفترض إطالق ســـراح جميع املعتقلن، األســبــوع الحالي، بعد مرور 14 شهرًا على اعتقالهم (تتفاوت األيــام بحسب تاريخ االعتقال)، وهـي املدة القصوى إليـقـاف املعتقلن، وفــق القانون، مـــا فـــجـــر مـــوجـــة غــضــب مـــن هــيــئــة الـــدفـــاع واملـــعـــارضـــن بــاعــتــبــار الـــقـــرار مـــنـــاورة من قبل السلطة. وقــال عضو هيئة الـدفـاع عن املعتقلن السياسين في تونس، املحامي ســـمـــيـــر بــــن عــــمــــر، فــــي حــــديــــث لــــ «الـــعـــربـــي الــجــديــد»، إن قــــرار خـتـم األبـــحـــاث جـــاء في 144« صـفـحـة، وشـمـل نـحـو 40 متهمًا (تـم حفظ التهم بشأن 12 آخرين)». وأضاف أنه «رغم أن لكل شخص تهمه الخاصة، إال أنه وجــهــت تـهـم ألغــلــب املعتقلن السياسين تتضمن تكوين وفـاق (تنظيم) إرهابي، له عالقة بالجرائم اإلرهابية، والتبرع بأموال أو جــمــعــهــا أو تـــوفـــيـــرهـــا بـــغـــرض تـمـويـل أشخاص أو تنظيمات أو أنشطة لها عالقة بالجرائم اإلرهابية». كما اتهم أغلب هؤالء بـ«التآمر على أمن الدولة الداخلي املرتبط بجرائم إرهابية، والتآمر على أمـن الدولة الخارجي املرتبط بجرائم إرهابية وارتكاب أمــر مـوحـش ضـد رئـيـس الــدولــة واإلضـــرار بــــاألمــــن الـــغـــذائـــي والـــبـــيـــئـــي»، إلـــــى جــانــب «تنظيم وفـــاق إرهــابــي لـه عـالقـة بالجرائم اإلرهابية». ولفت بن عمر إلى أنه «في إطار الحيثيات واألفـعـال املنسوبة (للمتهمن) فــإن هـنـاك مسائل ستجعل هــذا الــقــرار من النوادر»، مضيفًا أنه «لو نشر القرار بأكمله فستبدو التفاصيل غريبة جـــدًا». وكمثال على ذلــك فقد ذكــر الــقــرار أن «األمـــن العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، تواصل مـــع املــظــنــون (املــشــتــبــه) فــيــه رئــيــس جبهة الـخـالص الـوطـنـي نجيب الـشـابـي، وثبتت بعد الـفـحـص، نيتهما قلب نـظـام الحكم»، كذلك فقد جاء أن «الشابي يتآمر مع ممثل منظمة الـعـفـو الـدولـيـة بـتـونـس (لـــم يحدد اســمــه)، والـدلـيـل أن عضو جبهة الخالص الوطني (املعارضة) جوهر بن مبارك منحه الرقم (الهاتفي الخاص به)». مـــن جـهـتـهـا قــالــت عــضــو هـيـئـة الـــدفـــاع عن املــعــتــقــلــن الـــســـيـــاســـيـــن، املـــحـــامـــيـــة دلــيــلــة مـــصـــدق، فـــي حـــديـــث لــــ «الـــعـــربـــي الــجــديــد»، إن هــــــــذه الــــتــــهــــم طــــــاولــــــت أيـــــضـــــًا األمــــــن الـــعـــام الــســابــق لـلـتـيـار الــديــمــقــراطــي غـــازي الشواشي، والناشط السياسي عبد الحميد الجالصي، وبن مبارك، إلى جانب «آخرين بحالة فرار». كما وجهت تهم تشكيل تنظيم
إرهـابـي والـتـآمـر على أمــن الـدولـة وارتـكـاب أمـر موحش فـي حـق رئيس الـدولـة لكل من «الــنــاشــط الـسـيـاسـي خــيــام الــتــركــي ورجـــل األعمال كمال لطيف، ووزيـر العدل السابق واملحامي نور الدين البحيري، وهو بحالة سراح «بقضية التآمر. ولفتت إلى أن» بقية التفاصيل مـن لـقـاءات ومكاملات هـي أفعال مــنــســوبــة لــلــمــتــهــمــن إلثــــبــــات الـــعـــالقـــة مـع الشابي، أو بن األخير وبن مبارك»، في حن أنها «أفعال عادية وليست جرائم، كااللتقاء بن الشابي وممثل منظمة العفو الدولية، وهــــي مـنـظـمـة مــعــتــرف بــهــا ومــــوجــــودة في تونس منذ 70 عامًا». وأشـــــــارت إلــــى أنــــه نـــســـب مـــثـــال لـــن مــبــارك اجـتـمـاعـه بـرئـيـس الـــشـــؤون الـسـيـاسـيـة في السفارة األميركية لـم يحدد اسـمـه، «وهـذه ليست تهمة بل هو لقاء عادي بن سياسي ودبــلــومــاســي فــي إطـــار الـعـمـل الـسـيـاسـي». وأضافت مصدق أن «هناك معطيات كثيرة تـثـبـت غــيــاب الــجــديــة ومــــدى هــزلــيــة املــلــف، الفتة إلى أنه ال شي تغير منذ انطالق امللف في 25 فبراير/ شباط ،2023 إال أنه في تقرير الختم تغيرت عبارة «ادعى املخبر» بعبارة «ثـبـت لــديــنــا». وأشــــارت إلـــى أن الـعـديـد من «املعارضن املسجونن في قضايا أخرى ال عالقة لها بملف التآمر، تم حشرهم بطريقة غريبة»، إذ استبعدت مسائل تثبت براءتهم بسبب ترجمات خاطئة.