Al Araby Al Jadeed

الرقم األعلى منذ 2003 وسط تزايد القروض

-

تؤكد بيانات اقتصادية عراقية بـــــلـــ­ــوغ إجـــــمــ­ـــالـــــ­ي الــــــدي­ــــــن الــــعـــ­ـام الداخلي والخارجي للبالد عتبة الــ 110 تريليونات دينار (نحو 83.3 مليار دوالر)، ويمثل مــا نسبته 29 فــي املــائــة من الناتج املحلي اإلجمالي، بينها دين داخلي بأكثر من 70 تريليون دينار (نحو 54 مليار دوالر) فـي نهاية 2023 ليرتفع بمقدار 1.5 فــي املــائــة مـقـارنـة مــع 2022 وهـــو أعـلـى رقـم يصله الدين الداخلي للعراق منذ سنة .2003 وذكــرت مؤسسة عــراق املستقبل للدراسات االقتصادية (غير حكومية) في تقرير لها، أن أعلى نسبة نمو في الدين الداخلي العام حـدثـت سنة ،2020 حيث قفز الـديـن مـن 38 تريليونا في نهاية 2019 إلـى 64 تريليونا فــي نـهـايـة 2020 بـــزيـــا­دة بـلـغـت قيمتها 26 تـريـلـيـو­ن ديـــنـــا­ر، وبـنـسـبـة زيــــادة بـلـغـت 67 فـي املــائــة، وأن الـديـن الـعـام انخفض بشكل نسبي فـي الـعـام 2022 وعـــاود االرتـفـاع عام 2023 لـيـتـجـاو­ز حــاجــز 70 تـريـلـيـو­ن ديـنـار عــــراقــ­ــي. وأكـــــد املــســتـ­ـشــار املـــالــ­ـي لـلـحـكـوم­ـة الــعــراق­ــيــة، مـظـهـر مـحـمـد صـــالـــح، إن الــديــن العام للعراق تضاعف في السنتني املاليتني 2020 - 2021 بسبب عدم وجود موازنة مقرة للدولة العراقية. وأوضـح، صالح لـ«العربي الجديد»، أن مجلس النواب العراقي أصدر فــي الــعــام 2020 تشريعني قـانـونـيـ­ني سمح فـيـهـمـا لـلـحـكـوم­ـة فـــي ذلـــك الـــوقـــ­ت بــقــروض مالية تزيد على 25 تريليون ديـنـار، فضال عـــن تــشــريــ­ع قـــانـــو­ن الـــدعـــ­م الــــطـــ­ـارئ لــأمــن الــــغـــ­ـذائــــي والـــتـــ­نـــمـــيـ­ــة. وأضـــــــ­اف صــــالـــ­ـح، أن االقــــتـ­ـــراض تـــم داخـــلـــ­يـــا، عـــن طـــريـــق إصــــدار حـــواالت الخزينة مـن وزارة املالية وبيعها إلـــى املـــصـــ­ارف الـحـكـومـ­يـة عــن طــريــق البنك املــــركـ­ـــزي، وكـــذلـــ­ك تـــم تــمــويــ­ل قـــانـــو­ن الــدعــم الطارئ لأمن الغذائي من اقتراض حواالت الخزينة، وهذه القوانني أضيفت إلى قروض أخرى تسببت في مضاعفة الدين الداخلي. واقـتـرح صالح وضـع خطط سنوية إلطفاء الديون تدريجيا أو تسويتها وإزالــة العبء ألنها أكبر من حجم الدين الخارجي املترتب على العراق ســداده ضمن الـجـداول الزمنية والذي قد ال يتجاوز 25 مليار دوالر. ووفـــقـــ­ا لــتــقــر­يــر مــؤســســ­ة عـــــراق املـسـتـقـ­بـل، فـــإن الـــديـــ­ن الــداخــل­ــي تــــوزع بـــني قــــروض من

أغلب الديون للنفقات التشغيلية التي ال تدعم الناتج المحلي املــــصــ­ــارف الـــتـــج­ـــاريـــة والـــحـــ­كـــومـــي­ـــة، والـــتـــ­ي بــلــغــت نـسـبـتـهـ­ا بـــحـــدو­د 37 فـــي املـــائــ­ـة من إجـــمـــا­لـــي الــــديــ­ــن، و26 فـــي املـــائــ­ـة مـــن الـبـنـك املركزي العراقي كالتزامات على املؤسسات الــحــكــ­ومــيــة، ويــبــلــ­غ نـصـيـب الـــفـــر­د الــعــراق­ــي مـــن هــــذا الـــديـــ­ن حـــوالـــ­ي مــلــيــو­ن 700و ألــف ديـــنـــا­ر لــكــل شـــخـــص. وأوضـــحــ­ـت املـؤسـسـة فـــي تــقــريــ­رهــا، أن الـــديـــ­ن الـــعـــا­م يـمـثـل نسبة 19 فــي املــائــة مــن الــنــاتـ­ـج املـحـلـي اإلجـمـالـ­ي للعراق، وإذا ما أضيف إليه الدين الخارجي والبالغ بحدود 40 تريليون دينار (بحدود 30 مليار دوالر)، فــإن إجـمـالـي الــديــن يبلغ 110 تريليونات دينار عراقي، أو ما نسبته 29 فــي املــائــة مــن الـنـاتـج املـحـلـي اإلجـمـالـ­ي. وأفــاد التقرير بـأن املشكلة األساسية تكمن في أن أغلب هذه الديون هي نفقات تشغيلية وليست استثمارية، بمعنى أن هذه الديون ال يمكن استرجاعها من املشاريع االستثماري­ة التي كـان من املفترض أن تعمل الحكومات عــلــى إطـــالقــ­ـهـــا، لـتـسـاهـم فـــي زيـــــادة الـنـاتـج املحلي. وحـذر التقرير من أن استمرار هذه الـــديـــ­ون مـــن دون وجــــود خــطــط لتسديدها يكلف موازنة الدولة نفقات إضافية تتمثل في مبالغ الفائدة التي تضعها املؤسسات الحكومية الداخلية والـخـارجـ­يـة على هذه الــــديــ­ــون. وقـــــال الــخــبــ­يــر املـــالــ­ـي واملـــصــ­ـرفـــي، مـــصـــطـ­ــفـــى حـــــنـــ­ــتـــــوش، إن حــــجــــ­م الـــــديـ­ــــون الــخــارج­ــيــة املـتـرتـب­ـة عـلـى الـــعـــر­اق قـبـل سنة 2003 وبـعـدهـا، يبلغ بــحــدود 75-70 مليار دوالر، قابلة للزيادة مع نهاية العام الحالي .2024 وأضاف حنتوش لـ«العربي الجديد»، أن الـديـن الـعـام املترتب على الــعــراق لنادي بـاريـس وااللــتــ­زامــات الخارجية بـحـدود 35 مليار دوالر، وقد يصل إلى 50 مليار دوالر

مـع نهاية الـعـام الحالي، بسبب االلتزامات والعقود الخارجية وفـوائـد الـديـون. وأشـار إلى أن هناك ديونا قديمة مترتبة على العراق تتعلق بتمويل الــحــرب الـعـراقـي­ـة اإليـرانـي­ـة والـــتـــ­زامـــات دولـــيـــ­ة أخــــرى قـبـل غـــزو الــعــراق سنة 2003 تتراوح بني 35 و04 مليار دوالر، غير مجدولة ضمن لوائح السداد العراقية إال أنــهــا مـسـجـلـة بــذمــة مــصــرفــ­ي الــرافــد­يــن والــــرشـ­ـــيــــد الـــعـــر­اقـــيـــن­ي فــــي لــــوائــ­ــح الــــديــ­ــون الـعـاملـي­ـة. وأكـــد الـبـاحـث االقــتــص­ــادي أحمد عبد الله، أن هناك العديد من الوسائل التي يمكن اللجوء إليها من أجل معالجة مشكلة نـمـو الـــديـــ­ون وأثـــرهــ­ـا الـسـلـبـي عـلـى الـنـاتـج املـحـلـي اإلجــمــا­لــي لــلــدولـ­ـة الــعــراق­ــيــة. وأفـــاد عبد الله، في حديثه لـ «العربي الجديد»، بأن الديون الداخلية املرتبة على الحكومة قابلة لـلـتـسـوي­ـة ويــتــم ســـدادهــ­ـا سـنـويـا مــن خـالل إيــــرادا­ت الــدولــة مـن عـوائـد النفط أو عوائد إيـــرادات املنافذ املالية األخــرى، مما ال يؤثر على حجم الـودائـع املصرفية. وعـن مسألة

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar