دعوة إلى مقاطعة عشاء الصحافيين في البيت األبيض
وقع عدد من الصحافيين الفلسطينيين رسالة تحث وسائل اإلعالم في أميركا على رفض حضور العشاء المقرّر إقامته في البيت األبيض للصحافيين
دعــا الصحافيون فـي قطاع غــزة نظراءهم املـقـيـمـني فــي الـــواليـــات املــتــحــدة األمـيـركـيـة إلــى مقاطعة حفل عـشـاء جمعية مراسلي الـــبـــيـــت األبــــيــــض املـــقـــبـــل، احـــتـــجـــاجـــًا عـلـى عـــدوان االحـتـال اإلسرائيلي على القطاع. ووزع املدافعون عن حقوق الفلسطينيني، هذا األسبوع، رسالة باإلنكليزية والعربية، تحث وسائل اإلعام في أميركا على رفض حضور العشاء املقرر عقده يوم السبت 27 إبريل/نيسان. ونـــــشـــــر مـــــوقـــــع ذا نــــيــــو آراب (الـــنـــســـخـــة اإلنــكــلــيــزيــة مـــن «الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد») جـــزءًا من مضمون الرسالة وفيها: «كصحافيني فــلــســطــيــنــيــني، نـــنـــاشـــدكـــم بـــشـــكـــل عـــاجـــل، زمــــاء نــــا عــلــى مــســتــوى الـــعـــالـــم، املــطــالــبــة باتخاذ إجراءات فورية وثابتة ضد تواطؤ إدارة بايدن املستمر في املذبحة املنهجية واضطهاد الصحافيني في غـزة». وتمضي الرسالة في وصف الظروف القاسية للعمل كصحافي في قطاع غزة، مقارنة مع عشاء املراسلني الحصري، وهـو تناقض يعتبره الـصـحـافـيـون فــي غـــزة امـتـيــازًا ومسؤولية فــي الــوقــت نـفـسـه، نــظــرًا إلـــى الـسـلـطـة التي تمارسها واشنطن. وقـــــالـــــت املـــــصـــــورة الـــصـــحـــافـــيـــة املــســتــقــلــة وإحــــدى مـنـظـمـات املـــبـــادرة، إيــمــان محمد، لـ«ذا نيو آراب» إن «تطبيع الصحافيني مع اإلدارة وممارسة أعمالهم كاملعتاد في بيئة غير رسمية ال يبدو صحيحًا عندما تكون هـنـاك إبـــادة جـمـاعـيـة». وأضــافــت املـصـورة التي غطت حفات عشاء عدة للمراسلني في البيت األبيض: «عشت كمصورة صحافية فـــي غــــزة. ولـــم يـمــر يـــوم مـــن دون أن أسـمـع قصة مروعة من أحد الزماء». وبصفتها شخصًا عـــني لتصوير العشاء، تـــقـــول إنـــهـــا الحـــظـــت أن الـــحـــدث «حــصــري جدًا ألولئك الذين يغطون البيت األبيض»، مـضـيـفـة: «لــقــد حـاضـرتـنـا وســـائـــل اإلعـــام الـغـربـيـة مــــرارًا وتـــكـــرارًا حـــول أهـمـيـة حياد األخـــــبـــــار. لــكــنــهــا لــيــســت مـــحـــايـــدة عــنــدمــا يتعلق األمر بالرئيس». تأمل إيمان وغيرها من املدافعني عن حقوق الـشـعـب الفلسطيني بــقــيــادة الصحافيني عــلــى األرض، فـــي اســـتـــخـــدام عـــشـــاء الـبـيـت األبيض البارز، لــإدالء ببيان مؤثر. وجاء في الرسالة: «تلعب الصحافة دورًا أساسيًا فـــي الــــوقــــوف ضـــد الـــظـــلـــم، مـــن خــــال إلــقــاء الــضــوء على الحقيقة ومحاسبة السلطة. وال يمكن للصحافيني فـي غــزة االستمرار في تحمل عبء القيام بذلك بمفردهم». كما قال املوقعون عليها: «من غير املقبول أن نبقى صامتني بسبب الخوف أو القلق املهني، بينما ال يزال الصحافيون في غزة
يتعرضون إلى االعتقال والتعذيب والقتل، بسبب قيامهم بعملنا». بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الـعـدوان اإلسرائيلي على القطاع، دمر جيش االحتال، كليًا أو جزئيًا، 80 مقرًا ملؤسسات إعامية محلية ودولية، وفقًا لنقابة الصحافيني الفلسطينيني، كما
أنـــه يــواصــل اســتــهــداف الـصـحـافـيـني خـال التغطية املـيـدانـيـة، رغــم ارتــدائــهــم خــوذات وســــتــــرات تـــبـــني بـــوضـــوح طـبـيـعـة عـمـلـهـم. كـــذلـــك، اســتـشــهــد 140 صــحـافــيــًا ومـــصـــورًا وعاما في املجال اإلعامي، باإلضافة إلى إصــابــة الـعـشـرات منهم، جـــراء االسـتـهـداف
والـقـصـف الـعـشـوائـي الـــذي طـــاول مختلف مناطق القطاع. وأعلنت نقابة الصحافيني الــــفــــلــــســــطــــيــــنــــيــــني، أن جـــــيـــــش االحــــــتــــــال اإلسرائيلي اعتقل 100 صحافي منذ بداية عدوانه، كما أنه يمنع الصحافيني األجانب من الدخول إلى قطاع غزة.