نشاط عسكري أجنبي متزايد في ليبيا
تـــتـــصـــاعـــد مـــامـــح الـــنـــشـــاط األمـــيـــركـــي والــــــــروســــــــي الــــعــــســــكــــري والــــســــيــــاســــي فـــي لــيــبــيــا، عــلــى وقــــع غـــمـــوض املـشـهـد الـــســـيـــاســـي، إثـــــر الــــفــــراغ الــــــذي خـلـفـتــه اســـتـــقـــالـــة املـــبـــعـــوث األمــــمــــي عـــبـــد الــلــه بـــاتـــيـــلـــي الــــثــــاثــــاء املــــــاضــــــي. ونـــشـــرت وسائل إعـام ليبية عبر منصاتها في األيام األخيرة، فيديوهات تظهر وصول مــــعــــدات عــســكــريــة روســــيــــة إلـــــى مــيــنــاء طــــبــــرق، شـــرقـــي الــــبــــاد، فــيــمــا تـنـاقـلـت وسائل إعام أخرى أنباء عن تشديدات أمنية وعسكرية منذ أيــام حـول امليناء وعــلــى طـــول بـعـض الــطــرق املـتـصـلـة به لـحـمـايـة نـقـل تـلـك املـــعـــدات وتسهيلها. كـــمـــا كـــشـــف مــــصــــدران عـــســـكـــريـــان عـلـى صـلـة بمعسكر الـــلـــواء املـتـقـاعـد خليفة حفتر، عـن أن مـعـدات عسكرية روسية وصلت على ثاث دفعات في الشهرين املاضيني. وأوضح املصدران لـ«العربي الجديد»، أن «املعدات ذات طابع قتالي، وتشمل كميات من بنادق الكاشنيكوف وعربات قتالية للمشاة، ومدافع ثنائية الــــفــــوهــــة». وعـــــن مـــصـــيـــر تـــلـــك املــــعــــدات توافقت معلومات املصدرين أنـه جرى نقلها إلى قاعدة الخروبة، شرقي الباد، ثم قاعدة الجفرة وسط جنوبي الباد، بـإشـراف مليشيات يقودها خالد نجل خليفة حفتر لتأمني نقلها ووصولها. وفــــــي ســــيــــاق مـــتـــصـــل، الـــتـــقـــى الــســفــيــر الـــــروســـــي لـــــدى لـــيـــبـــيـــا، حـــيـــدر أغـــانـــني، الخميس املــاضــي، خـالـد حفتر قـبـل أن يـلـتـقـي خـــيـــري الــتــمــيــمــي مـــديـــر املـكـتـب الخاص لحفتر، وفقًا للمكتب اإلعامي لــــقــــيــــادة حـــفـــتـــر مـــــن دون الـــكـــشـــف عــن تــفــاصــيــل أخـــــــرى. كـــمـــا الـــتـــقـــى الــســفــيــر الـروسـي، أول من أمـس الجمعة، رئيس مجلس الــنــواب عقيلة صــالــح، ملناقشة مــســتــجــدات األوضــــــاع الــســيــاســيــة بعد استقالة باتيلي، بحسب مكتب صالح اإلعامي، الذي نقل عنه تأكيده للسفير الـــــــروســـــــي ضـــــــــــرورة تـــشـــكـــيـــل حـــكـــومـــة موحدة في ليبيا. وشهدت آخـر إحاطة قدمها باتيلي، الثاثاء املـاضـي، تبادل مندوبي موسكو وواشنطن لـدى األمم املـتـحـدة االتــهــامــات فــي انـتـهـاك سـيـادة ليبيا والتدخل في شؤونها، ففيما اتهم املندوب األميركي روبــرت وود موسكو بالسعي لتعزيز وجودها العسكري في ليبيا، اتهم في املقابل املندوب الروسي فـاسـيـلـي نـيـبـنـزيـا واشــنــطــن بتدخلها فـي الـشـأن الليبي والـعـمـل على تدريب عناصر مسلحة ليبية، كاشفًا عن وجود «شـــركـــة أمــيــركــيــة عــلــى ارتـــبـــاط بــــوزارة الـــدفـــاع األمــيــركــيــة تـــعـــزز وجـــودهـــا في لــيــبــيــا». وســبــق ملـــصـــادر لـيـبـيـة عـــدة أن كشفت لــ«الـعـربـي الــجــديــد»، عــن تعاقد شــركــة أمــنــتــوم األمــيــركــيــة، الــتــي تعمل مـــقـــاوال لــــــوزارة الـــدفـــاع األمـــيـــركـــيـــة، مع وزارة الــدفــاع فــي حكومة عبد الحميد الدبيبة لتدريب الشرطة، وتأهيل عدد من املجموعات املسلحة في غرب الباد ضمن قــوة نظامية مشتركة، وذلـــك في إطـــار العمل على تنفيذ خطة أميركية لانتشار فـي مـواقـع عسكرية فـي غرب الباد. وتزامن العمل بها مع تصريحات لـــوزيـــر الــداخــلــيــة فـــي حــكــومــة الـدبـيـبـة، عــــمــــاد الـــطـــرابـــلـــســـي، عــــن وجـــــــود خـطـة لحكومته إلخاء طرابلس من مجموعات املسلحة وبــدء نشر الشرطة والـوحـدات األمـنـيـة الـتـابـعـة لـــوزارتـــه. ورأى أسـتـاذ الـــعـــاقـــات الـــدولـــيـــة رمــــضــــان الــنــفــاتــي، أن الــــتــــحــــركــــات الـــعـــســـكـــريـــة الـــروســـيـــة واألميركية «تشير إلى أمر وشيك ربما ال يمكن التنبؤ بتفاصيله»، معتبرًا في تصريح لـ«العربي الـجـديـد» أن «شكله العام يشير إلى اتجاه الختيار الساحة الــلــيــبــيــة مــنــطــقــة ســـاخـــنـــة جــــديــــدة، مـن أجـــل اسـتـثـمـارهـا فــي مـلـفـات أخـــرى في الــعــمــق األفـــريـــقـــي وفــــي شــــرق املـتـوسـط وأوكرانيا وغيرها».