كوريا الشمالية تختبر «رأسًا حربيًا كبيرًا جدًا»
كشفت وسائل اإلعالم الرسمية في كوريا الشمالية، عن اختبار البالد «رأسًا حربيًا كبيرًا جدًا» مصممًا لصاروخ كروز، في تجربة جديدة لبيونغ يانغ
اخــتــبــرت كـــوريـــا الــشــمــالــيــة «رأســــــا حـربـيـا كبيرًا جــدًا» صمم لتحميله على صواريخ كـــروز اسـتـراتـيـجـيـة، وفـــق مــا أورد اإلعـــام الــرســمــي، أمـــس الـسـبـت، فــي أحـــدث تجربة تجريها منذ أن أنهت روسيا الشهر املاضي النظام األممي ملراقبة العقوبات املفروضة على الـبـلـد. وذكـــرت وكـالـة األنــبــاء املركزية الكورية الشمالية أن «إدارة الصواريخ في جــمــهــوريــة كـــوريـــا الــديــمــقــراطــيــة الشعبية (االســـم الـرسـمـي لـكـوريـا الشمالية) أجــرت اختبار قوة لرأس حربي كبير جدًا مصمم لصاروخ كروز االستراتيجي هواسال-1 را.»3 وأضـافــت أن كـوريـا الشمالية اختبرت
أيـــــضـــــا، أول مـــــن أمـــــــس الــــجــــمــــعــــة، إطـــــاق «صــــاروخ بــيــولــجــي-1-2 املــضــاد للطائرات من طراز جديد فوق البحر الغربي لكوريا». وأوردت وكـــالـــة األنـــبـــاء املـــركـــزيـــة الــكــوريــة الشمالية، أن كا االختبارين كانا جزءًا من «األنـشـطـة الـعـاديـة لــــإدارة ومـعـاهـد علوم الــــدفــــاع الــتــابــعــة لـــهـــا». واعـــتـــبـــرت أن هــذه التجارب العسكرية «ال عاقة لها بالوضع املـــحـــيـــط» بــالــبــلــد، مـــن دون أن تــعــطــي أي مـعـلـومـات أخــــرى. وأشـــــارت إلـــى أن «هـدفـا معينا قــد تحقق» مــن خــال االخـتـبــار، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وكشف الجيش الكوري الجنوبي من جهته أنــه رصــد «عــدة صـواريـخ كــروز وصـواريـخ أرض ـ جـو» أطلقت باتجاه املنطقة عينها املــعــروفــة أيـضـا بـاسـم الـبـحـر األصــفــر، أول مــن أمـــس الـجـمـعـة. وأشــــار فــي بــيــان، أمـس السبت، إلى أنه يراقب «من كثب» األنشطة الـعـسـكـريـة فــي الــشــمــال، وفـــي حـــال أقـدمـت بيونغ يانغ على «االستفزاز، فسننزل بها عقابا قاسيا وحازما». مــن جهته، كشف أهــن تـسـان ـ إل، الجندي السابق في كوريا الشمالية الذي بات يعمل فـــي مــجــال األبـــحـــاث فـــي كـــوريـــا الـجـنـوبـيـة حيث يدير املعهد الـدولـي للدراسات حول كوريا الشمالية، أن االختبار املعلن يبدو أنه
ينطوي على «نوع جديد من الوقود الصلب، ويبدو أنه جزء من اإلنتاج املقرر تصديره لتلبية الطلب الروسي». بدوره، رجح يانغ مو ـ جني رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في العاصمة الكورية الجنوبية سـيـول، أن يكون الـهـدف مـن هــذه التجارب الجديدة «تحديد نوع الرأس الحربي الذي
يـمـكـن تـحـمـيـلـه عــلــى صـــــاروخ كــــروز سهل املـنـاورة بدرجة كبيرة وفاعليته، من جهة الــوزن والـقـدرة التدميرية». وقـال إن كوريا الــشــمــالــيــة ســـتـــواصـــل «إجـــــــراء تـحـسـيـنـات عـلـى أداء أسلحتها التقليدية، فـضـا عن صواريخها من نوع كروز»، وذلك باإلضافة إلـى برنامجها الـنـووي. وأتــى هـذا اإلعـان
بـــعـــدمـــا اســـتـــخـــدمـــت روســــيــــا حــــق الــنــقــض (الــفــيــتــو) فـــي مـجـلـس األمــــن الــتــابــع لـأمـم املـتـحـدة فــي مــــــارس/آذار املــاضــي لتعطيل تجديد تفويض لجنة خبراء مكلفة مراقبة تطبيق العقوبات الـدولـيـة املـفـروضـة على كوريا الشمالية، بسبب برامجها النووية وبرامجها لأسلحة. وقد حذر محللون من احتمال أن تقوم كوريا الشمالية باختبار صــواريــخ كـــروز قـبـل إرســالــهــا إلـــى روسـيـا لـتـسـتـخـدمـهـا األخــــيــــرة فـــي أوكــــرانــــيــــا، في ظل تقارير من واشنطن وسيول تفيد بأن حــكــومــة كــيــم جـــونـــغ أون صــــــدرت أسـلـحـة إلى موسكو، بالرغم من العقوبات األممية التي تحظرها. وفــي الـعـام الحالي، أعلنت كوريا الشمالية، املسلحة نوويا، أن كوريا الجنوبية هي «العدو الرئيسي» لها، وقد تـــخـــلـــت عــــن الـــــوكـــــاالت املــخــصــصــة إلعـــــادة التوحيد والـتـواصـل وهـــددت بـالـحـرب في حال انتهاك أي شبر من أراضيها. واختبار صــــواريــــخ كـــــروز لــيــس مـــحـــظـــورًا بـمـوجـب الـــعـــقـــوبـــات األمـــمـــيـــة الــحــالــيــة عــلــى كــوريــا الــشــمــالــيــة. وهــــذه الـــصـــواريـــخ تـعـمـل عـــادة بالدفع النفاث وتحلق على علو أدنــى من الصواريخ البالستية املتطورة، ما يصعب رصدها واعتراضها.