اليورو نحو انخفاض جديد أمام الدوالر
رفع املستثمرون رهاناتهم على أن اليورو قد يتراجع مرة أخرى إلى مستوى التعادل مع الدوالر هذا العام، حيث إن التضخم املرتفع بشكل عـنـيـد والــنــمــو املــــرن فــي الـــواليـــات املـتـحـدة يزيدان من التوقعات بـأن بنك االحتياطي الفيدرالي لن يبدأ في خفض أسعار الفائدة إال بعد أشهر من البنك املركزي األوروبي. يقول االستراتيجيون في بنك «أوف أميركا» إن فرص انخفاض اليورو نحو التعادل مع الــــدوالر خــال األشـهـر الستة املقبلة تزيد. وانــخــفــض الـــيـــورو بــالــفــعــل بـنـسـبـة %3.5 مقابل العملة األميركية منذ بداية يناير/ كانون الثاني املاضي. وسيتطلب التكافؤ انخفاضا إضافيا بنسبة %6.5 تقريبًا. وقــــال فـرانـشـيـسـكـو بــيــســول، اسـتـراتـيـجـي العمات في مجموعة «آي إن جي» املصرفية الـدولـيـة: «يـبـدو اآلن أن األســـواق قـد تخلت عن التخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة في الواليات املتحدة، في حني أن املتداولني على يقني تام من أن البنك املركزي األوروبي ســيــبــدأ فـــي الـتـيـسـيـر الــنــقــدي فـــي يـونـيـو/ حــــزيــــران املـــقـــبـــل». وأضــــــاف بـــيـــســـول، وفــق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أمس السبت، أن الـرهـان على مزيد مـن الضعف في اليورو في سوق الخيارات «زاد بشكل كبير في اآلونة األخيرة». ودفـعـت عـامـات التضخم العنيد والنمو املــــــرن فــــي الـــــواليـــــات املـــتـــحـــدة املـــتـــداولـــني إلــــى خــفــض رهــانــاتــهــم عــلــى مــــدى سـرعـة انـــخـــفـــاض تــكــالــيــف االقـــــتـــــراض فــــي أكــبــر اقتصاد في العالم. ويقوم املتداولون اآلن بتسعير تخفيضات أسعار الفائدة بأقل مــن ربـــع نـقـطـة مـئـويـة هـــذا الــعــام مــن قبل الـبـنـك الــفــيــدرالــي. فـــي املــقــابــل، انخفضت وتيرة التضخم السنوية في منطقة اليورو إلى %2.4 في مــارس/آذار، وهو ما يقترب مـن هــدف البنك املــركــزي األوروبــــي البالغ 2%، فـــي حـــني يــظــل الــنــمــو بـطـيـئـًا نسبيًا أيــضــًا. وقـــال صــنــدوق الـنـقـد الـــدولـــي، يـوم الـثـاثــاء املــاضــي، إن االقـتـصـاد األمـيـركـي في طريقه للنمو بنسبة %2.7 خال العام الجاري، أي أكثر من ثاثة أضعاف وتيرة منطقة اليورو. كما أدت املخاوف من اتساع نطاق الصراع فــــي الــــشــــرق األوســــــــط، والـــتـــأثـــيـــر املـحـتـمـل الرتفاع أسعار النفط، إلى إطاق تحذيرات بشأن تضرر العملة األوروبية املوحدة، مع اعتماد أوروبا على واردات الطاقة. وانــخــفــض الـــيـــورو إلـــى مـسـتـوى الـتـعـادل مـع الــــدوالر آخــر مــرة فـي عــام ،2022 وهي املــرة األولـــى منذ عقدين مـن الـزمـن، وسط صدمة أسـعـار الطاقة الناجمة عـن الغزو الــروســي واســـع النطاق ألوكـرانـيـا وخـال موجة صعود ضخمة على الـــدوالر. وقال أثناسيوس فامفاكيديس، الرئيس العاملي الســتــراتــيــجــيــة الــنــقــد األجــنــبــي ملجموعة الـــعـــشـــر فــــي بـــنـــك أوف أمــــيــــركــــا: «ال يــــزال خـطـر ارتـــفـــاع أســـعـــار الـنـفـط يــتــزايــد، كما أن االقتصاد األميركي لـم يـتـراجـع.. وهـذا يـــؤدي إلـــى زيــــادة كـبـيـرة فــي خـطـر ضعف اليورو مقابل الدوالر». وقـــالـــت رئــيــســة الــبــنــك املـــركـــزي األوروبـــــي كريستني الغارد لشبكة «سي ان بي سي» الثاثاء املاضي، إن البنك املركزي سيراقب أســعــار الـنـفـط «عـــن كــثــب»، لكنها أشـــارت إلى أن رد فعل السوق في أعقاب الضربات الجوية اإليرانية على إسرائيل في نهاية األســبــوع املـاضـي كــان حتى اآلن «معتدال نسبيًا». لكن املخاوف تتصاعد من انزالق املنطقة إلـى حـرب أوســـع، مـا يدفع العملة األمـــيـــركـــيـــة إلــــى االرتـــــفـــــاع، حــيــث يـنـجـذب املستثمرون عــادة نحو الـــدوالر اآلمــن في أوقات التوتر.