إيران تتغاضى عن هجوم أصفهان: رّدنا كان حازمًا
بعد الضربتن اإليـرانـيـة واإلسـرائـيـلـيـة في إطـــار الـــرد والــــرد املــضــاد بــن طــهــران ودولـــة االحــــــتــــــال إثـــــــر االســـــتـــــهـــــداف اإلســــرائــــيــــلــــي للقنصلية اإليرانية في دمشق في األول من إبريل/نيسان الحالي، ال تـزال التصريحات اإليـــرانـــيـــة تــتــوالــى بــشــأن الــهــجــوم اإليـــرانـــي بالصواريخ واملسيرات على األراضي املحتلة ليل 14- 13 إبريل، في إطار خطاب «انتصار» لـطـهـران، تقابله تـقـاريـر إعـامـيـة تشير إلى آثـــار لــم تعلن طــهــران عـنـهـا، بــشــأن الضربة اإلسرائيلية فـي أصـفـهـان، الـتـي نـفـذت فجر يوم الجمعة املاضي. وقال رئيس األركــان العامة للقوات املسلحة اإليــــرانــــيــــة، الـــجـــنـــرال مــحــمــد بــــاقــــري، أمـــس الــثــاثــاء، إن «أوضـــــاع املـنـطـقـة تـغـيـرت بعد ردنا االنتقامي ومعاقبة الكيان الصهيوني من خال استهداف مناطق حساسة ومواقع عسكرية»، وفق تعبيره. وأضــاف باقري في كلمة لــه بـجـامـعـة الـــدفـــاع الـوطـنـي اإليــرانــي في طـهـران، أن عملية «الـوعـد الـصـادق»، في إشارة إلى الهجوم اإليراني، حققت «انتصارًا وكـــــانـــــت ردًا حـــــازمـــــًا عـــلـــى جـــــرائـــــم الـــكـــيـــان الصهيوني األخيرة». وكـــــــان املــــتــــحــــدث بــــاســــم وزارة الـــخـــارجـــيـــة اإليرانية، ناصر كنعاني، قد أوضح أول من أمس، أن القوات املسلحة اإليرانية ردت على اســتــهــداف القنصلية اإليــرانــيــة فــي دمـشـق، واغتيال قيادات عسكرية إيرانية، باستهداف قـــــاعـــــدتـــــن عـــســـكـــريـــتـــن واســــتــــخــــبــــاريــــتــــن إسرائيليتن شاركتا في هجوم دمشق، من دون استهداف «أي هدف مدني أو مواطن»، مـشـيـرًا فــي مـؤتـمـره الـصـحـافـي األسـبـوعـي، إلـــى أن مـــا قــامــت بـــه إيـــــران كـــان مـبـنـيـًا على «حقها الذاتي»، ومشددًا في الوقت ذاته على
أهمية الهجوم اإليراني على اعتبار أنه «الزم ألجل خلق الردع». وكان الحرس الثوري اإليراني بالتعاون مع الجيش اإليــرانــي، قـد شــن ليل 14-13 إبريل هجمات مركبة على أهـــداف داخــل إسرائيل باستخدام مجموعة متنوعة مـن املسيرات والــــــصــــــواريــــــخ مـــحـــلـــيـــة الــــصــــنــــع، تــــراوحــــت أعـــــدادهـــــا بــــن 250 و003، وذلــــــك ردًا عـلـى الهجوم اإلسرائيلي على القنصلية اإليرانية فـي دمـشـق فـي األول مـن الشهر ذاتـــه. وفجر الجمعة املاضي، سمع دوي انفجارات عدة في محافظة أصفهان، وسط إيــران، وفي مدينة تبريز، غربي الباد، وسط تقارير إسرائيلية وأميركية عن هجوم إسرائيلي على منشآت فــي أصـفـهـان، لــم تـؤكـدهـا إسـرائـيـل رسميًا، فيما نفت السلطات اإليرانية تعرض الباد لـــهـــجـــوم أجـــنـــبـــي، عــــازيــــة االنــــفــــجــــارات إلـــى تــصــدي الـــدفـــاع الــجــوي اإليـــرانـــي لـــ «أجــســام طائرة جوية»، مع تقليلها من حجم الحادث.
وتـشـيـر وســـائـــل إعــــام إسـرائـيـلـيـة إلـــى شـن إسرائيل هجومًا «محدودًا للغاية»، قيل إنه استهدف مواقع في محافظة أصفهان التي تحتضن منشآت نووية وعسكرية حساسة، كــمــا أن مـــســـؤولـــن إســرائــيــلــيــن ملـــحـــوا إلــى وقوع هجوم إسرائيلي محدود. وبــحــســب وكـــالـــة «أســوشــيــيــتــد بــــــرس»، في تـقـريـر لـهـا نـشـرتـه أول مــن أمـــس، فـــإن صـور أقـــمـــار اصــطــنــاعــيــة تـــعـــود لــشــركــة «بــانــيــت البــز»، التقطت أول من أمــس، أشــارت إلـى أن الضربة االنتقامية اإلسرائيلية في أصفهان، أصـــابـــت نـــظـــام رادار ملــنــظــومــة دفـــــاع جــوي روســيــة الـصـنـع، وهــو مــا يتناقض مــع نفي املـــســـؤولـــن فـــي طـــهـــران املــتــكــرر ألي أضــــرار ناجمة عن الهجوم. ووفــق الوكالة، فـإن الضربة التي استهدفت رادار إس ،300 وفـي مـا يبدو أنها محدودة للغاية من قبل اإلسرائيلين، إال أنها ستمثل ضــــــررًا أكـــبـــر بــكــثــيــر مــــن هـــجـــوم إيـــــــران ضـد
إسـرائـيـل. وبـــرأي الـوكـالـة، فــإن هــذا ربـمـا ما يكون دفع إيران ومسؤولن إيرانين، وحتى املرشد األعلى علي خامنئي، لرفض مناقشة ما فعله الهجوم على األراضي اإليرانية، في العلن. ولفتت الـوكـالـة إلــى اعتقاد املحللن بأن كا الطرفن، إيـران وإسرائيل، يحاوالن اآلن تخفيف الــتــوتــرات، لـكـن الــخــبــراء قـالـوا إن تـوجـيـه ضـربـة إلـــى نـظـام الــدفــاع الـجـوي األكثر تقدمًا الذي تمتلكه إيران وتستخدمه لحماية مواقعها النووية، يبعث برسالة. ونقلت الوكالة عن زميلة برنامج السياسة الــــنــــوويــــة فــــي مـــؤســـســـة كـــارنـــيـــغـــي، نــيــكــول غرايفسكي، قولها إن «هـــذه الـضـربـة تظهر امتاك إسرائيل القدرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي اإليرانية»، الفتة إلى أن الدقة في الهجوم «كانت ملحوظة للغاية». وبــــحــــســــب الــــــوكــــــالــــــة، فــــــــإن صــــــــور األقـــــمـــــار االصطناعية الـتـي التقطتها «بــانــت البــز» بالقرب من مطار أصفهان والقاعدة الجوية ذات االستخدام املــزدوج، والواقعة على بعد حوالي 320 كيلومترًا جنوب طهران، تظهر منطقة قريبة كانت بمثابة نقطة نشر لنظام الدفاع الجوي، كما تظهر بوضوح عامات الــحــريــق حـــول مــا حــــدده املــحــلــلــون، بـمـا في ذلك كريس بيغرز، وهو محلل سابق للصور الـحـكـومـيـة، والــــذي سـبـق أن حـــدده عـلـى أنـه نظام رادار «غطاء قاب» يستخدم في نظام إس .300 وأظهرت الصور األقل تفصيا التي التقطت بــعــد يــــوم الــجــمــعــة عـــامـــات حـــــروق مـمـاثـلـة فـي جميع أنـحـاء املنطقة، رغــم عــدم اتضاح مـــا كـــان فـــي املـــوقـــع. وقــــال بــيــغــرز، إنـــه يـبـدو أن املكونات األخــرى للنظام الصاروخي قد أزيــلــت مــن املــوقــع قـبـل الــهــجــوم، عـلـى الـرغـم مـــن أنــهــا تــوفــر غــطــاء دفــاعــيــًا ملـنـشـأة نطنز لتخصيب اليورانيوم تحت األرض في إيران.