Al Araby Al Jadeed

التحقيقات بانفجار قاعدة كالسو: ال أدلة على هجوم جوي

أنهت لجنة عراقية مكلفة التحقيق بانفجار قاعدة كالسو مهمتها أمس، معلنة أنه لم يقع هجوم جوي على القاعدة، لكنها لم تحدد سبب االنفجار

- بغداد ـ عادل النواب

بــعــد ثـــاثـــة أيـــــام عــلــى االنـــفــ­ـجـــار الـــــذي وقــع فـــي قـــاعـــد­ة كــالــســ­و الـعـسـكـر­يـة فـــي محافظة بـــابـــل، جـــنـــوب الــعــاصـ­ـمــة الـــعـــر­اقـــيـــة بـــغـــدا­د، فــجــر الــســبــ­ت املـــاضــ­ـي، أعــلــنــ­ت لـجـنـة مكلفة بالتحقيق فــي الـقـضـيـة، أمـــس الــثــاثـ­ـاء، عن النتائج، مستبعدة حصول اعـتـداء خارجي على القاعدة، من دون أن تحسم سبب حدوث االنفجار. وأعـــلـــ­نـــت الــلــجــ­نــة الـــعـــر­اقـــيـــة الــعــلــ­يــا املـكـلـفـ­ة بالتحقيق في حادثة انفجار قاعدة كالسو فـــي تــقــريــ­رهــا الـــنـــه­ـــائـــي، أن شــــدة االنــفــج­ــار وحــــجـــ­ـم املـــــــ­ـــواد املــــتــ­ــنــــاثـ­ـــرة مـــــن املــــقــ­ــذوفــــا­ت والــصــوا­ريــخ واملــــوا­د املتفجرة ال يمكن بأي حـال مـن األحـــوال أن تكون ناتجة عـن تأثير صــــــارو­خ أو عــــدة صــــواريـ­ـــخ مــحــمــو­لــة جـــوًا. وذكـرت اللجنة في بيان أن «أهـم ما جاء في النتائج أن االنفجار أحدث حفرة كبيرة جدًا

وغير منتظمة الشكل في مكان الحادث، الذي كـان يستخدم لتخزين األعـتـدة والصواريخ ومختلف املـــواد املـتـفـجـ­رة»، كاشفة أنــه «تم العثور على بقايا خمسة صواريخ متناثرة تبعد 150 مترًا عن مكان الـحـادث، وزعانف 22 صـــــاروخ­ـــــا تـــبـــعـ­ــد مــــائـــ­ـة مـــتـــر عــــن مــوقــع االنفجار». واعتبرت اللجنة أن «حجم الحفرة يــؤكــد حــــدوث انــفــجــ­ار ضــخــم جــــدًا ألسـلـحـة ومـــــــو­اد شــــديـــ­ـدة االنـــفــ­ـجـــار كـــانـــت مـــوجـــو­دة فــي املـــكـــ­ان». ولـفـتـت إلـــى أن «كــافــة الـتـقـاري­ـر الــــصـــ­ـادرة عـــن قـــيـــاد­ة الـــدفـــ­اع الـــجـــو­ي تـؤكـد عدم وجود حركة لطائرات مقاتلة أو مسيرة فــي عـمـوم أجــــواء محافظة بـابـل (حـيـث مقر القاعدة) قبل وقت االنفجار وأثنائه وبعده، كما أن شدة االنفجار وحجم املواد املتناثرة من املقذوفات والصواريخ واملواد املتفجرة ال يمكن بأي حال من األحـوال أن تكون بتأثير صـــــاروخ أو عـــدة صـــواريــ­ـخ مـحـمـولـة جـــوًا». وأوضــــحـ­ـــت الــلــجــ­نــة أنــــه «مــــن خــــال فحص العينات الترابية من الحفرة وبعض القطع املعدنية لبقايا الصواريخ داخل املختبرات، ثـــبـــت وجـــــــو­د ثــــــاث مـــــــوا­د ال مـــــــاد­ة واحــــــد­ة تستخدم في صناعة املتفجرات والصواريخ وهـــي تــي أن تــي ونـــتـــر­ات األمــونــ­يــا وثـنـائـي بوتيل الـفـثـاال­ت DIBUTYLPHT­HALATE وجميعها مواد شديدة االنفجار وتستخدم في صناعة الذخائر الحربية». وكان االنفجار قد أسفر عن مقتل منتسب للحشد الشعبي الذي يضم فصائل متحالفة مع إيران. وعـــقـــب االنـــفــ­ـجـــار، وجـــهـــت فــصــائــ­ل مسلحة االتـهـامـ­ات للقوات األميركية واإلسرائيل­ية

بـــالـــو­قـــوف وراء مــــا اعـــتـــب­ـــرتـــه قــصــفــا جــويــا استهدف القاعدة األهــم للفصائل املسلحة، لكن السلطات العراقية نفت ضمنا وجود أي هجوم أو اختراق لألجواء العراقية، وأعلنت فتح تحقيق في االنفجار. من جهتها، نفت قـــوات الـتـحـالـ­ف الـــدولــ­ـي فــي الـــعـــر­اق ووزارة الــــدفــ­ــاع األمـــيــ­ـركـــيـــ­ة (الـــبـــن­ـــتـــاغـ­ــون) أي صـلـة بـاالنـفـج­ـار، فــي رد واضـــح على تبني إعــام الفصائل الحليفة لطهران فرضية أن قاعدة كــالــســ­و تــعــرضــ­ت لـقـصـف جــــوي مـــن طــائــرة حربية. ووقع االنفجار بعد يوم من الهجوم اإلسرائيلي على إيـران، الجمعة املاضي، في ظـــل أجــــواء مــن الـتـوتـر شـابـت سـمـاء الـشـرق األوســـط، بعد شــن إيـــران هجوما بمسيرات

وصواريخ على إسرائيل ليل 13 - 14 إبريل/ نيسان الحالي، ردًا على استهداف االحتال القنصلية اإليـرانـي­ـة فـي العاصمة السورية دمــشــق، فــي 1 إبــريــل الــحــالـ­ـي. وكــانــت خلية اإلعام األمني، التابعة للحكومة في بغداد، قـد أفـــادت صباح السبت املـاضـي، فـي بيان،

مهدي تقي: لم يحدد تقرير اللجنة السبب الرئيسي لالنفجار

بأن االنفجار أدى إلى مقتل عنصر بالحشد الشعبي، وإصـابـة تسعة آخرين باالنفجار، معلنة عن تشكيل لجنة فنية عليا مختصة مــن الـــدفـــ­اع املــدنــي والــصــنـ­ـوف األخــــرى ذات العاقة لبيان أسباب االنفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة وقوعه. وحـــــــو­ل الـــتـــق­ـــريـــر ونـــتـــا­ئـــجـــه، اعـــتـــب­ـــر عـضـو لـجـنـة األمــــن والـــدفــ­ـاع فـــي الــبــرمل­ــان الــعــراق­ــي مهدي تقي، في حديث لـ«العربي الجديد»، أن «تقرير اللجنة حــدد أن االنفجار لـم يكن مـــن خـــال قــصــف جــــوي، لــكــن بـنـفـس الــوقــت لم يحدد السبب الرئيسي لحدوثه، ومـا إذا كان حادثا عرضيا بسبب سوء التخزين في ظـــل ارتــفــاع درجــــات الـــحـــر­ارة أو أن الــحــادث تم بفعل فاعل أو بشكل متعمد». ورأى تقي أن «الـتـقـريـ­ر لــم يـشـر إلـــى أي جـهـة مسؤولة أو مقصرة بهذا الـحـادث، رغـم أنـه أسفر عن سقوط خسائر بشرية وكذلك مادية مختلفة، ولهذا نعتقد أن التحقيق غير متكامل ألنه لـم يكشف السبب الرئيسي لـانـفـجـا­ر، رغم أن الــشــكــ­وك بــحــصــو­ل قــصــف مـــوجـــو­د لــدى الــكــثــ­يــريــن». وأضـــــاف تــقــي أن «لــجــنــة األمـــن والـــدفــ­ـاع الـبـرملـا­نـيـة ستعمل خـــال اليومني املـــقـــ­بـــلـــني عــــلــــ­ى اســــتـــ­ـضــــافــ­ــة أعـــــضــ­ـــاء فـــريـــق الـتـحـقـي­ـق، لـــدراســ­ـة نــتــائــ­ج الـتـحـقـي­ـق معهم وملــــعــ­ــرفــــة أســــبـــ­ـاب االنــــفـ­ـــجــــار الـــــــذ­ي حــصــل، فــربــمــ­ا تـــكـــون هـــنـــاك نــتــائــ­ج ســـريـــة أمــنــيــ­ة ال يمكن كشفها للرأي العام، وهذا ما سنتأكد منه، كما أننا سنرسل لجنة تقصي حقائق برملانية للتحقيق بهذا االنفجار بعد اكتمال عمل اللجان الفنية واألمنية والعسكرية».

 ?? (كرار جبار/فرانس برس) ?? ُقتل شخص وأُصيب 9 من الحشد الشعبي باالنفجار
(كرار جبار/فرانس برس) ُقتل شخص وأُصيب 9 من الحشد الشعبي باالنفجار

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar