تعذيب ممنهج لألسرى
200 يوم من الجرائم اإلسرائيلية األقسى تاريخيًا
بلغ عدد إجمالي األسرى حتى بداية إبريل، أكثر من 9500
استشهاد ما ال يقل عن 16 أسيرًا معلنين منذ 7 أكتوبر
تزامنًا مع عدوانه على غزة، ينّفذ االحتالل جرائم مروعة بحق األسرى الفلسطينيين، فضًال عن أن عدد من استشهدوا منهم منذ 7 أكتوبر هو األعلى تاريخيًا قياسًا بالمدة الزمنية
كـــشـــفـــت مـــائـــتـــا يــــــوم مـــــن الـــــعـــــدوان اإلســـــرائـــــيـــــلـــــي عــــلــــى غـــــــــزة، مــــنــــذ 7 أكـــتـــوبـــر/تـــشـــريـــن األول املــــاضــــي، حجم العدوان الذي يشنه االحتال بالتوازي مــــع الـــــحـــــرب، عـــلـــى األســـــــرى الـفـلـسـطـيـنـيـن الذين تعتبر قضيتهم مركزية لـدى الشعب واملــقــاومــة الفلسطينية. وفـــي هـــذا الـسـيـاق، قال نادي األسير الفلسطيني، أمس الثاثاء، إن االحــــــتــــــال اإلســــرائــــيــــلــــي نــــفــــذ «جــــرائــــم مـروعـة وخـطـيـرة» بحق األســـرى واملعتقلن الفلسطينين، موضحًا تفاصيلها باألرقام، بــعــد مـــــرور مــائــتــي يــــوم عــلــى حــــرب اإلبـــــادة الجماعية فـي غــزة، إذ تواصلت «على مـدار أكـثـر مـن ستة أشـهـر مـن الــعــدوان املتواصل واملـــتـــصـــاعـــد». وأوضـــــــح الـــــنـــــادي، فــــي ورقــــة حقائق بمناسبة مــرور 200 يـوم على حرب غــزة، أن جرائم االحـتـال بحق األســـرى، أدت إلى «استشهاد ما ال يقل عن 16 أسيرًا ممن تم إعانهم فقط، في حن يواصل االحتال جريمة اإلخـفـاء القسري بحق معتقلي غزة ومنهم الشهداء الذين ارتقوا في املعسكرات، ليشكل هـذا الـعـدد مـن الشهداء بـن صفوف األسـرى واملعتقلن مقارنة بالفترة الزمنية، األعـــلـــى تـــاريـــخـــيـــًا، وذلـــــك وفـــقـــًا لـلـمـعـطـيـات املــــتــــوفــــرة تـــاريـــخـــيـــًا حـــــول أعــــــــداد الـــشـــهـــداء األســرى في السجون». ووفــق نــادي األسير، فـقـد نـــفـــذت قــــوات االحـــتـــال حــمــات اعـتـقـال واســعــة فــي أنــحــاء فلسطن كـلـهـا، وتمكنت مؤسسات األسرى من توثيق ما ال يقل 8430 حالة اعتقال في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر املـــاضـــي، والـــتـــي شـمـلـت كـــل فـــئـــات املـجـتـمـع الفلسطيني. ومن بن حاالت االعتقال، وفق الـــــنـــــادي، 280 ســـيـــدة وفــــتــــاة (حـــيـــث تـشـمـل هذه اإلحصائية النساء اللواتي اعتقلن من األراضي املحتلة عام ،1948 واللواتي اعتقلن من الضفة ويحملن هويات تشير إلى أنهن مـن سكان غـــزة)، وبلغ عــدد حــاالت االعتقال بن صفوف األطفال ما ال يقل عن ،540 علمًا أن حاالت االعتقال تشمل من أبقى االحتال على اعتقالهم، ومن تم اإلفراج عنهم الحقًا. وأشــــــــار الـــــنـــــادي إلـــــى أن غـــالـــبـــيـــة مــــن أبــقــى االحتال على اعتقالهم جرى تحويلهم إلى االعــتــقــال اإلداري، أو قــدمــت بحقهم لـوائـح اتـــهـــام بــالــتــحــريــض عــلــى مـــواقـــع الــتــواصــل االجتماعي. ويواصل االحتال تنفيذ جريمة اإلخـــفـــاء الــقــســري بــحــق مـعـتـقـلـي غــــزة، ولــم يـتـسـن للمؤسسات الفلسطينية الحصول على أعــداد دقيقة ملن تعرضوا لاعتقال في غزة، إال أن عددهم يقدر باآلالف. فمنذ بداية الـــعـــدوان، رفـــض االحـــتـــال اإلفـــصـــاح عــن أي معطيات حول أعدادهم، وأماكن احتجازهم، وكذلك أوضاعهم الصحية. وبــــلــــغ عـــــدد إجـــمـــالـــي األســــــــرى فــــي ســجــون االحـــتـــال حــتــى بـــدايـــة شــهــر إبــريــل/نــيــســان الــحــالــي، أكــثــر مــن ،9500 فــي حــن بـلـغ عـدد املــعــتــقــلــن اإلداريــــــــن فـــي ســـجـــون االحـــتـــال أكــــثــــر مـــــن ،3660 وبــــلــــغ عــــــدد مـــــن صـنـفـهـم االحــتــال بـ«املقاتلن غير الـشـرعـيـن»، 849 مـــعـــتـــقـــا، وفـــقـــًا ملــــا أعــلــنــتــه إدارة الــســجــون اإلســرائــيــلــيــة، وهـــذا املـعـطـى الـوحـيـد املعلن بـــشـــأن مـعـتـقـلـي غــــزة فـــي الـــســـجـــون، إضــافــة إلى عمليات االعتقال الواسعة في األراضـي املحتلة عــام 1948 وتـحـديـدًا على خلفية ما
يسمى بالتحريض. وبحسب نـادي األسير، عــكــســت حـــمـــات االعـــتـــقـــال بـــعـــد 7 أكـــتـــوبـــر، مستوى عاليًا من التوحش بحق املعتقلن وعـــائـــاتـــهـــم، والـــتـــي شــكــلــت كـــذلـــك امـــتـــدادًا للجرائم واالنتهاكات التي انتهجتها بحقهم قـبـل هـــذا الــتــاريــخ، إال أن املـتـغـيـر األســاســي
فــي ذلـــك هــو كـثـافـة هـــذه الــجــرائــم. ومـــن أبــرز تـــلـــك الــــجــــرائــــم، عــمــلــيــات اإلعــــــــدام املـــيـــدانـــي، وإطــاق النار عليهم مباشرة قبل االعتقال، أو الــتــهــديــد بـــذلـــك، بـــاإلضـــافـــة إلــــى الــضــرب املـــبـــرح، وعـمـلـيـات الـتـحـقـيـق املــيــدانــي الـتـي طـاولـت املـئـات، وعمليات الترويع واإلذالل، واالعـــتـــداءات الجنسية، واســتــخــدام الـكـاب الــبــولــيــســيــة، واســـتـــخـــدام املـــواطـــنـــن دروعــــًا بشرية ورهــائــن، عــدا عـن عمليات التخريب والـتـدمـيـر الـتـي طــاولــت املــنــازل واملمتلكات الخاصة ومصادرتها. وعكست شهادات معتقلي غزة املفرج عنهم، وآثــــار الـتـعـذيـب الــواضــحــة عـلـى أجـسـادهـم، دالئل على مستوى الجرائم والتوحش الذي ينفذه االحتال بحقهم، من بينهم معتقلون استشهدوا جراء عمليات التعذيب والجرائم الطبية ولم يكشف االحتال حتى اليوم عن هوياتهم وظـــروف احتجازهم، هــذا عــدا عن الــتــقــاريــر الــتــي كـشـف عـنـهـا االحـــتـــال حـول ذلــك، واعترافه بـإعـدام معتقلن، إضافة إلى أحـد التقارير الــذي يتضمن شهادة لطبيب إسرائيلي أفاد ببتر أطراف معتقلن مرضى ومــــصــــابــــن فـــــي إحــــــــدى املــــنــــشــــآت الـــتـــابـــعـــة ملعسكر «سيدي تيمان» (في تقرير لصحيفة «هآرتس» في 7 إبريل الحالي). يشار إلى أن إدارة السجون اإلسرائيلية كانت قـــد أعــلــنــت مـطـلـع الــشــهــر الـــحـــالـــي، احـتـجـاز 849 معتقا ممن صنفتهم بـ«املقاتلن غير الشرعين»، وهـذا املعطى ال يشمل معتقلي غزة املحتجزين في املعسكرات، يضاف إليه وجــــود 24 طــفــا مــن غـــزة فــي سـجـن مـجـدو، بــاإلضــافــة إلـــى مـجـمـوعـة مــن األســـيـــرات في ســجــن الـــــدامـــــون، وهـــــذه املــعــطــيــات كـــذلـــك ال تــشــمــل كــــل األطــــفــــال املــعــتــقــلــن مــــن غـــــزة أو الـنـسـاء. مـن جهة أخـــرى، بلغ عــدد املعتقلن اإلداريــــــن حـتـى بــدايــة إبــريــل الــحــالــي، أكثر مــن 3660 معتقا إداريـــــًا، مــن بينهم 22 من الــنــســاء، وأكـــثـــر مـــن 40 طـــفـــا، عـلـمـًا أن عـدد أوامـــر االعـتـقـال اإلداري التي صــدرت بعد 7 أكــتــوبــر، بــن أوامــــر جــديــدة وأوامــــر تجديد، بلغت .5210 واعتقلت سلطات االحتال بعد 7 أكتوبر املاضي، املئات من املواطنن على خلفية مــا يـسـمـى بـالـتـحـريـض عـلـى مـواقـع التواصل االجتماعي أو عبر وسائل اإلعام، وقد استهدفت كل فئات املجتمع الفلسطيني. ومــن لــم يتمكن االحــتــال مــن توجيه الئحة اتـــهـــام إلـــيـــه حــــول الـــتـــحـــريـــض، تـــم تـحـويـلـه إلــى االعـتـقـال اإلداري. ومــع بــدايــة الــعــدوان، فــرضــت إدارة الــســجــون اإلســرائــيــلــيـة جملة مــن اإلجـــــراءات لتضييق الـخـنـاق واالنـتـقـام مــن األســــرى الفلسطينين داخـــل الـسـجـون، باإلضافة إلى االعتداءات وعمليات الضرب املبرح والتعذيب التي بلغت ذروتها بعد 7 أكـتـوبـر. وسـجـلـت املـئـات مـن اإلصــابــات بن صفوف األسرى واألسيرات بما فيها األطفال واملـــــرضـــــى وكــــبــــار الــــســــن الــــذيــــن تـــعـــرضـــوا لاعتداء من وحدات القمع. وتــنــوعــت ســبــل الـتـنـكـيـل مــنــذ ذلـــك الــتــاريــخ بن تعطيش وتجويع، باإلضافة إلى سحب كــل مـسـتـلـزمـات الـحـيـاة األســاســيــة واإلبــقــاء عـــلـــى الــــحــــد األدنـــــــــى مـــنـــهـــا، حـــيـــث سـحـبـت إدارة الـسـجـون جميع األدوات الكهربائية، واملــــــابــــــس، والــــطــــعــــام الــــخــــاص بــــاألســــرى، وعزلتهم عن العالم الخارجي لغاية اليوم، إضــافــة إلـــى زيــــادة حــالــة االكــتــظــاظ العالية جـــدًا، والـجـرائـم الطبية الـتـي تـصـاعـدت، مع تـحـويـل كــل اإلجــــــراءات إلـــى مـحـطـة لــــإذالل. ووفـــق نـــادي األســيــر، يـواصـل االحــتــال منع اللجنة الدولية للصليب األحـمـر مـن القيام بزيارات لألسرى واملعتقلن في سجونه.