Al Araby Al Jadeed

بوادر حرب تجسسية بين الصين وأوروبا

دفعت االعتقاالت األخيرة في ألمانيا وبريطانيا ألشخاص اتهموا بالتجسس لمصلحة الصين، بكين لنفي ذلك، خصوصًا أن بعض المتهمين عملوا مساعدين لنواب في لندن وبرلين

-

اتخذت حرب التجسس األوروبية ـ الصينية مـــســـارًا جـــديـــدًا عــقــب إعــــان أملــانــي­ــا توقيف مساعد لنائب أملاني في البرملان األوروبـي بتهمة التجسس ملصلحة بكني، وذلـك بعد يــوم مـن توقيف ثاثة أشـخـاص فـي قضية مماثلة، فضا عن توجيه القضاء البريطاني اتهامات ملواطنني في ملف مماثل. مع العلم أن الصني نفت هذه االتهامات. وأعـــلـــ­ن االدعـــــ­ـاء فـــي بـــرلـــن­ي، أمــــس الــثــاثـ­ـاء، تـوقـيـف مـسـاعـد لـنـائـب أملــانــي فــي الـبـرملـا­ن األوروبي بشبهة التجسس لصالح الصني. وقــــال املـــدعــ­ـون الــفــيــ­درالــيــو­ن إن جــيــان غو متهم بالتجسس على معارضني صينيني فــي أملـانـيـا وتـقـديـم مـعـلـومـا­ت عــن الـبـرملـا­ن األوروبـــ­ــــــي إلـــــى االســـتــ­ـخـــبـــا­رات الــصــيــ­نــيــة. وأوضـــحــ­ـت الـنـيـابـ­ة الــعــامـ­ـة أن املـتـهـم «هـو عـــنـــصـ­ــر فـــــي االســـــت­ـــــخــــ­ـبـــــارا­ت الـــصـــي­ـــنـــيــ­ـة». وأضافت أنه «نقل معلومات في مناسبات عـــدة خـــال يــنــايــ­ر/ كــانــون الــثــانـ­ـي املـاضـي بشأن مفاوضات وقرارات البرملان األوروبي إلــــــى مـــوكـــل­ـــه فـــــي جــــهــــ­از االســــتـ­ـــخــــبـ­ـــارات»،

وتجسس أيضًا «على معارضني صينيني فـــي أملــانــي­ــا لــصــالــ­ح جــهــاز االســتــخ­ــبــارات» الصيني. وأوقــف املشتبه بـه، أول من أمس االثنني، في مدينة دريسدن، شرقي أملانيا، وتــم تفتيش مـنـزلـه. وأفــــادت وســائــل إعــام أملــانــي­ــة بــــأن املــشــتـ­ـبــه بـــه يـقـطـن فـــي كـــل من دريسدن األملانية وبروكسل البلجيكية. وجـــــــا­ء فـــــي املـــــوق­ـــــع اإللــــكـ­ـــتــــرو­نــــي لـــلـــبـ­ــرملـــان األوروبـــ­ــي أن جـيـان غــو هــو أحـــد مساعدي النائب ماكسيميليا­ن كـــراه، أبــرز مرشحي حــــزب «الـــبـــد­يـــل مـــن أجــــل أملـــانــ­ـيـــا» اليميني املـتـطـرف لانتخابات الـقـاريـة فـي يونيو/ حزيران املقبل. وجيان باشر عمله مساعدًا لكراه في بروكسل في عام .2019 وحـــــــو­ل هــــــذه الـــــتــ­ـــطـــــو­رات، وصــــفـــ­ـت وزيــــــر­ة الداخلية األملـانـي­ـة نانسي فـيـزر االتهامات بـــتـــجـ­ــســـس الــــصـــ­ـني عـــلـــى مـــجـــلـ­ــس الــــنـــ­ـواب األوروبـــ­ــــي بــــ «الـــخـــط­ـــرة لــلــغــا­يــة». وأضـــافــ­ـت فــــي بــــيــــ­ان أنـــــه «فـــــي حـــــال ثـــبـــت أن أجـــهـــز­ة االســـتــ­ـخـــبـــا­رات الــصــيــ­نــيــة تــجــســس­ــت عـلـى البرملان األوروبي من الداخل، فسيكون هذا اعتداء على الديمقراطي­ة األوروبية». ورأت فـــيـــزر أن «أي شــخــص يــســتــخ­ــدم مــثــل هــذا املـــوظــ­ـف يـتـحـمـل املــســؤو­لــيــة أيـــضـــًا. يتعني إيــــضـــ­ـاح هـــــذه الــقــضــ­يــة بــــدقـــ­ـة. يـــجـــب إلـــقـــا­ء الضوء على كافة الصات والخلفيات». فــي الـسـيـاق، اعتبر حــزب «الـبـديـل مــن أجل أملــانــي­ــا» فـــي بــرلــني أن املــعــلـ­ـومــات املتعلقة باعتقال مساعد كــراه مقلقة جــدًا. وأضــاف الـــحـــز­ب فـــي بـــيـــان: «كــونــنــ­ا ال نـمـلـك حـالـيـًا أي معلومات إضافية حـول هـذا املوضوع، علينا انتظار استمرار التحقيق الذي يجريه الــنــائـ­ـب الـــعـــا­م». وأتــــى اإلعـــــا­ن عـــن توقيف جـــيـــان غــــو غــــــداة اعـــتـــق­ـــال ثـــاثـــة مــواطــنـ­ـني أملـــان يشتبه أيــضــًا بـأنـهـم «عـمـلـوا لصالح جــهــاز اســتــخــ­بــارات صـيـنـي»، وفـــق االدعـــاء األملـــان­ـــي، قــبــل يــونــيــ­و .2022 ويــشــتــ­بــه بــأن أحــدهــم «حـصـل عـلـى مـعـلـومـا­ت فــي أملانيا بـشـأن تقنيات مبتكرة يمكن استخدامها ألغــــــر­اض عـــســـكـ­ــريـــة». لــكــن قــضــيــت­ــي جــيــان واألملــــ­ــان الــثــاثـ­ـة غــيــر مــرتــبــ­طــتــني، بحسب اإلعــــــ­ــام املـــحـــ­لـــي. وردت بـــكـــني بــنــفــي «كـــل املـــزاعـ­ــم بتجسس صـيـنـي مـــزعـــو­م»، مـنـددة بـــــ«افــــتـــ­ـراء» بــحــقــه­ــا. وقـــــال املـــتـــ­حـــدث بـاسـم وزارة الــخــارج­ــيــة الـصـيـنـي­ـة وانــــغ ون بـني، أمس الثاثاء، إن «نظرية التهديد بتجسس صيني مزعوم ليست أمرًا جديدًا لدى الرأي الـــعـــا­م األوروبـــ­ـــــــي»، مــديــنــًا «افـــــتــ­ـــراء» هـدفـه «الـــقـــض­ـــاء عـــلـــى جــــو الـــتـــع­ـــاون بــــني الــصــني وأوروبــــ­ــــــــا». وردًا عـــلـــى ســــــؤال فــــي مــؤتــمــ­ر صحافي فـي بكني حــول اعتقال جيان غو، قــال وانــغ ون بـني إن «التقارير القادمة من أوروبا حول التجسس الصيني مبالغ فيها بـهـدف تـشـويـه وقـمـع الــصــني». وأضــــاف أن «بكني تحث األطـــراف املعنية على التوقف عـــن نــشــر مــعــلــو­مــات مـضـلـلـة حــــول تـهـديـد التجسس الصيني، والتوقف عن التاعب السياسي والتشهير الخبيث ضد الصني». ولــم تكن الـحـادثـت­ـان فـي أملـانـيـا منفردتني، إذ وجهت شرطة لندن البريطانية، أول من أمـــس االثـــنــ­ـني، الئــحــة اتـــهـــا­م لــرجــلــ­ني، عمل أحدهما في البرملان البريطاني، عمرهما 29 و23 عامًا، يشتبه بأنهما تجسسا لصالح الصني بني نهاية عام 2021 وفبراير/ شباط .2023 وأفـــــاد­ت تــقــاريـ­ـر بـــأن املـــوقــ­ـوف الــذي عمل في البرملان البريطاني كان من معاوني مــشــرع بــــارز فــي حـــزب املـحـافـظ­ـني الـحـاكـم، ولــم يتم الكشف عـن اسـمـه. وقــال دومينيك مــيــرفــ­ي، قــائــد وحــــدة مـكـافـحـة اإلرهـــــ­اب في شرطة العاصمة، إن التحقيق «كــان معقدًا جدًا وانطوى على مزاعم شديدة الخطورة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar