فرنسا تعزز استثماراتها في المغرب
تـسـعـى فــرنــســا إلـــى الــحــفــاظ عــلــى مـوقـعـهـا كــــأول مستثمر بــــاملــــغــــرب، حـــيـــث تــتــطــلــع إلــــــى الــــحــــصــــول عـــلـــى حـــصـــة فـي االسـتـثـمـارات الـتـي انخرطت فيها اململكة، وهــو مـا ينتظر أن يـتـرجـمـه املــنــتــدى االقـــتـــصـــادي الــفــرنــســي املــغــربــي الـــذي ستحتضنه الرباط يوم الجمعة. وأول من أمس اتفق وزير الفالحة املغربي محمد الصديقي ونظيره الفرنسي مـارك فيسنو، بمدينة مكناس، على خريطة طريق للتعاون بني البلدين في املجال الزراعي. ويعتبر املغرب أول شريك تجاري لفرنسا في أفريقيا، حسب بيانات رسمية. هذا ما يدفع وزير التجارة الخارجية الفرنسية فرانك رايستر إلى االعتقاد بأنه يمكن عبر املسائل االقتصادية والتجارية تعميق االنطالقة التي يراد إعطاؤها للعالقات بني البلدين. وصرح رايستر ليومية «ليزيكو» الفرنسية، بأن تعميق هذه العالقات يأتي في سياق متسم بالكثير من التحديات املرتبطة ومــنــهــا نــــزع الـــكـــربـــون عـــن االقـــتـــصـــاد. وكـــــان فـــرانـــك ريـسـتـر، قـد حـل بـاملـغـرب، بعد الــزيــارة التي قامت بها وزيــر الشؤون الخارجية، ستيفان سيجورني، وهما زيارتان أعقبتهما تلك الـتـي قـــام بــه وزيـــر الـداخـلـيـة دارمـــنـــان يـومـي األحـــد واالثـنـني املاضيني، باإلضافة إلى وزير الفالحة مارك فيسنو. ويسعى الفرنسيون إلى تكريس حضورهم االقتصادي باملغرب، بعد نـوع مـن الـبـرود الــذي شـاب العالقات بـني البلدين على مدى الـثـالثـة أعـــوام األخــيــرة، حيث أغلقت جميع قـنـوات االتـصـال بينهما، إلى درجة عدم استجابة اململكة لعرض تقديم الدعم إثــر زلـــزال سبتمبر/ أيـلـول املــاضــي. ويـرنـو الفرنسيون إلى الحصول على حصة في املشاريع التي انخرط فيها املغرب، والـتـي تثير اهتمام دول أخـــرى، علمًا أن اململكة تسعى إلى تنويع مـصـادر جــذب االسـتـثـمـارات األجنبية املـبـاشـرة، عبر تدابير تحفيز يؤطرها ميثاق االستثمار الــذي جـرى تبنيه في العام املنصرم. وسعى املغرب إلى تسويق الفرص التي يتيحها للمستثمرين بعد بلورة ميثاق لالستثمار يتضمن تحفيزات للمستثمرين املحليني واألجــانــب، مـع استهداف استثمارات بقيمة 55 مليار دوالر، مـا يساعد على توفير 550 ألف فرصة عمل بحلول عام .2026 ويتيح املغرب فرصًا جـــديـــدة لـلـمـسـتـثـمـريـن املـحـلـيـني واألجــــانــــب، تــهــم قـطـاعـات الـطـاقـات املـتـجـددة والـهـيـدروجـني األخـضـر والـنـقـل، خاصة السكك الحديدية، والبنيات التحتية، وقطاع الصحة. وتـتـطـلـع فــرنــســا، حــســب رئــيــس املــعــهــد املــغــربــي لـلـعـالقـات الـدولـيـة، جــواد الــكــردودي، إلــى الحفاظ على مركزها كـأول مستثمر فـــي املـــغـــرب، حـيـث بـلـغ رصــيــد اســتــثــمــارات البلد األولــــــى 20 مــلــيــار دوالر، بـيـنـمـا تـــأتـــي فـــي املـــغـــرب الــثــانــي على مستوى املــبــادالت الـتـجـاريـة، بعد إسـبـانـيـا. ويوضح الكردودي في تصريح لـ«العربي الجديد» أن تعبير الوزير الفرنسي فرانك رايستر عن االستعداد ملواكبة استثمارات اململكة فـي الـصـحـراء املغربية، يستحضر اإلمـكـانـات التي تتوفر عليها األقاليم الجنوبية في مجاالت الصيد البحري واملعادن والطاقات املتجددة، خاصة الهيدروجني األخضر. ويـشـيـر إلـــى أن الـفـرنـسـيـني يمكنهم املـسـاهـمـة فـــي الـتـوجـه املغربي الــرامــي إلــى تعزيز ولـــوج دول الساحل إلــى املحيط األطـلـسـي، حيث يمكن إنـجـاز مشاريع مشتركة بـني املغرب وفــرنــســا فـــي دول مـنـطـقـة الــســاحــل األفـــريـــقـــي. ويــضــيــف أن املـغـرب يتطلع إلــى إنـجـاز استثمارات مهمة فـي العديد من الـقـطـاعـات مرتبطة بالطاقة والـبـنـيـات التحتية، باإلضافة إلـى تلك املرتبطة بتنظيم كـأس العالم في عـام 2023 بمعية البرتغال وإسبانيا. ويحيل الكردودي على أهمية املنتدى االقتصادي، الذي ستشهده الرباط يوم السادس والعشرين من إبريل/ نيسان الجاري، حيث سينظمه رجال األعمال في البلدين، بحضور وزيــرة االقتصاد واملالية املغربية نادية فتاح ووزير االقتصاد واملالية والسيادة الصناعي والرقمنة بفرنسا برونو لومير. وسيشهد املنتدى الـذي ينظم تحت شعار «جميعًا من أجل انطالقة متجددة للفرص االقتصادية واالجــتــمــاعــيــة» مــشــاركــة 300 مـــن رجــــال األعـــمـــال املــغــاربــة والفرنسيني الفاعلني فـي مختلف القطاعات االقتصادية، حــيــث يـــــراد لـــهـــذا املـــنـــتـــدى إعـــطـــاء دفـــعـــة جـــديـــدة لــلــشــراكــة االقتصادية بني البلدين.