Al Araby Al Jadeed

انتخابات أميركا «تنقذ» نفط إيران

- نيويورك ـ العربي الجديد

يــــبــــ­دو أن اســـتـــم­ـــالـــة الـــنـــا­خـــبـــن األمـــيــ­ـركـــيـــ­ن ستدفع الرئيس جو بايدن على األرجح لعدم اتخاذ إجــراءات صارمة بحق فرض عقوبات جــــديـــ­ـدة عـــلـــى الـــنـــف­ـــط اإليــــــ­رانــــــي، إذ تـخـشـى إدارته انعكاس ذلك على أسعار الوقود، التي شهدت باألساس ارتفاعًا خالل العام الجاري بفعل توترات الشرق األوســط، بينما لم يبق سوى أشهر معدودة على موعد االنتخابات الرئاسية املقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني املــقــبـ­ـل. وأقــــر مـجـلـس الـــنـــو­اب األمــيــر­كــي، يـوم السبت، عقوبات على صادرات النفط اإليرانية بعد الضربة الـتـي وجهتها إيـــران إلسرائيل ردًا على قصف قنصليتها فـي دمشق مطلع الشهر الــجــاري، وينتظر أن يـصـوت مجلس الشيوخ على القرار في وقت الحق، ثم يعرض على الرئيس األميركي بعد ذلك إلقراره. وتــعــد الـــواليـ­ــات املــتــحـ­ـدة، نـظـريـًا عـلـى األقـــل، بتعزيز القيود على صادرات إيران من النفط الــــخـــ­ـام مــــن خـــــالل تـــوســـي­ـــع نــطــاقــ­هــا لـتـشـمـل املـــوانـ­ــئ والــســفـ­ـن واملـــصــ­ـافـــي األجــنــب­ــيــة الـتـي تشارك قصدًا في التجارة. لكن محللي سوق النفط يقولون إن بـايـدن سيتردد فـي اتخاذ أي إجـــــراء­ات قــد تــزيــد سـعـر الـنـفـط الــخــام أو البنزين الذي يشتريه السائقون األميركيون مـــن مــحــطــا­ت الــــوقــ­ــود. ويــــرجــ­ــح أن يستفيد الــرئــيـ­ـس مـــن سـلـطـة اإلعــــفـ­ـــاءات املـضـمـنـ­ة في العقوبات ويتجنب التنفيذ الصارم. يــعــكــس الـــوضـــ­ع نـسـبـيـًا مـــا واجـــهـــ­تـــه إدارة بــايــدن مــع روســيــا وحـربـهـا عـلـى أوكــرانــ­يــا. وعــلــى الـــرغـــ­م مـــن أن الــبــيــ­ت األبـــيــ­ـض فــرض

فرض عقوبات على نفط إيران سيرفع سعر البرميل بنحو 8.4 دوالرات عــقــوبــ­ات عـلـى روســـيـــ­ا، إال أنـــه حــــاول الـحـد من إيـرادات البالد، مع السماح باستمرارية تـدفـق صـادراتـهـ­ا النفطية، حتى ال يضغط على اإلمـــــد­ادات العاملية ويــؤجــج التضخم، وهـــو اعــتــبــ­ار مـحـلـي مـهـم بالنسبة لـبـايـدن فــي عــام االنـتـخـا­بـات. كـذلـك سمحت اإلدارة بتدفق النفط الفنزويلي، األسبوع املاضي، رغم تجدد العقوبات التي تستهدف الرئيس نـــيـــكـ­ــوالس مـــــــــ­ــادورو. وقـــــــا­ل جـــيـــم لـــوســـي­ـــر، العضو املنتدب لدى «كابيتال ألفا بارتنرز»، وهـــــي مــجــمــو­عــة بــحــثــي­ــة مـــقـــره­ـــا واشــنــطـ­ـن لوكالة بلومبيرغ األميركية، أمس الثالثاء، إن «مــــتــــ­داولــــي الـــنـــف­ـــط ال يـــكـــتـ­ــرثـــون ألنــهــم يعلمون أن بايدن سيوقع بالتأكيد على أي إعفاءات ضرورية للحفاظ على تدفق النفط اإليراني إلى السوق، تمامًا كما يحافظ على تدفق البراميل الروسية إليها». تعد سوق النفط حساسة بشكل خاص حاليًا الحتمالية فرض قيود إضافية. فقد تجاوزت أسعار خام برنت 92 دوالرًا للبرميل في بداية إبـريـل/ نيسان الــجــاري، وهــو أعلى مستوى مــنــذ ســتــة أشــهــر تــقــريــ­بــًا، وســـط طــلــب عـاملـي قـــــوي وخـــفـــض مــســتــم­ــر لـــإنـــت­ـــاج مــــن جــانــب منظمة «أوبك» وحلفائه، وذلك قبل أن تتراجع مطلع األسبوع الجاري إلى ما دون 90 دوالرًا للبرمميل. لكن إذا نفذت العقوبات الجديدة وفـــرضـــ­ت، فـإنـهـا قــــادرة عـلـى زيــــادة األســعــا­ر العاملية بما يصل إلـى 8.4 دوالرات إضافية، حـسـب شــركــة «كـلـيـر فـيـو إنــرجــي بــارتــنـ­ـرز»، وهي شركة استشارية مقرها واشنطن. هذه األخبار ستكون سيئة بالنسبة لبايدن، الـــــذي اســتــغــ­ل بــالــفــ­عــل االحـــتــ­ـيـــاطـــ­ي الـنـفـطـي االســـتــ­ـراتـــيــ­ـجـــي لـــلـــبـ­ــالد بـــعـــد ارتـــــفـ­ــــاع تـكـلـفـة الــــوقــ­ــود املــحــلـ­ـي فـــي .2022 وبــيــنــ­مــا ال تـــزال أسـعـار البنزين فـي الــواليــ­ات املتحدة بعيدة بعض الـشـيء عـن املـسـتـوي­ـات الـتـي شوهدت آنـــذاك، إال أنها بالفعل ارتفعت هـذا العام مع اقتراب موسم ذروة القيادة.

 ?? (فرانس برس) ?? المصافي الصينية تستقبل حوالي %80 من النفط اإليراني
(فرانس برس) المصافي الصينية تستقبل حوالي %80 من النفط اإليراني

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar