Al Araby Al Jadeed

االستنقاع السوري

-

البيئة اآلمنة الستعادة السورين قرارهم الوطني، ويحفز العودة اآلمنة للمهجرين منهم، ويفضي إلى الوصول لدولة الحق والـــقـــ­انـــون واملـــواط­ـــنـــة لــلــســو­ريــن كــلــهــم، تحدد دستورها ونظام حكمها السياسي

واإلداري هـيـئـة تـأسـيـسـي­ـة مــنــتـخـ­بـة من الــســوري­ــن كـلـهـم فـــي املــرحــل­ــة االنـتـقـا­لـيـة. رابــــعــ­ــا، اإلفــــــ­ــراج الــــفـــ­ـوري عــــن املــعــتـ­ـقــلــن، والـــكـــ­شـــف عــــن مــصــيــر املـــغـــ­يـــبـــن قــســريــ­ا، وإلـــغـــ­اء جـمـيـع األحـــكــ­ـام الـتـعـسـف­ـيـة الـتـي طـــاولـــ­ت شـــرائـــ­ح املـجـتـمـ­ع الـــســـو­ري كــافــة، وأكــثــره­ــا أهـمـيـة أحــكــام محكمة اإلرهـــاب غير الشرعية، ومحاسبة كل من تلطخت أيديهم بدماء وحياة السورين، وتحقيق العدالة االنتقالية. خامسا، خروج القوات األجنبية واملليشيات الطائفية واملتطرفة كـــافـــة، وعـــــودة األمــــن واألمـــــ­ـان إلـــى جميع األراضي السورية. ال بـــــد مـــــن الــــــقـ­ـــــول، وبــــــوض­ــــــوح، إن هـــذه املــحــدد­ات واألســاسـ­ـات الوطنية السورية املـــهـــ­مـــة، الـــتـــي يــجــمــع عــلــيــه­ــا الـــســـو­ريـــون الــــــــ­يــــــــو­م، ويــــــتـ­ـــــوافــ­ــــقـــــ­ـون عــــلــــ­يــــهــــ­ا، يـــمـــكـ­ــن اعتبارها بمثابة إعــان مـبـادئ، بل حالة جــديــة وصـيـغـة يـبـنـى عـلـيـهـا، كـمـا يمكن االشتغال فيها وعبرها نحو إنتاج العقد االجـتـمـا­عـي الـوطـنـي الــســوري الـــذي طـال انـتـظـاره، وتقاعس الجميع ولـم يتمكنوا مـن إنــجــازه بـعـد، ال بــد مـن أن يـكـون عقدًا اجتماعيا حقيقيا شاما السورين كلهم، وال يـــســـتـ­ــثـــنـــ­ي أحــــــدًا مــــن إثـــنـــي­ـــات وقــــوى سياسية، وطوائف أيضا. ويـــبـــق­ـــى الـــــســ­ـــؤال: هــــل ســيــتــم­ــكــن نــشــطــا­ء الــــــــ­ـحــــــــ­ـراك الــــــوط­ــــــنـــ­ـــي فـــــــي جـــــبـــ­ــل الـــــعــ­ـــرب والـــجـــ­نـــوب الــــســـ­ـوري عـــبـــر هـــــذه الــوثــيـ­ـقــة األكــثــر أهــمــيــ­ة، الــتــي حـصـل فـيـهـا ومعها مــا يشبه اإلجــمــا­ع الـوطـنـي الـــســـو­ري، من أن يحدثوا فيها تراكما حقيقيا، فتمسك بــدفــة العمل الـوطـنـي الــســوري، وتؤسس ملــا بـعـدهـا؟ وهـــل يمكن اعـتـبـار ذلـــك (كما يقول بعضهم) إحراجا فاقعا للمعارضة الــــســـ­ـوريــــة الـــرســـ­مـــيـــة؟ بـــمـــا أنـــهـــا عــجــزت وتعاجز كثير منها منذ سنن طويلة، ولو ملـــرة واحــــدة، عــن فـعـل أو إنــتــاج مـثـل ذلــك، وتعثرت دائما في مـحـاوالت قليلة كانت لـهـا، فــي هــذا املـضـمـار، نتيجة أوضاعها ومحاصصاتها ومصالحها، الـتـي عـادة ما تقلل من االهتمام بمن يحمل مثلها من دون مصداقية. وهــل سيتقبلها املجتمع الدولي واإلقليمي والعربي املعني بامللف السوري أو الذي ما يزال يعتبر نفسه من أصــدقــاء الـشـعـب الـــســـو­ري، بـعـد أن هــرول كثير مـن هـــؤالء األصــدقــ­اء نحو التطبيع الـــبـــي­ـــنـــي مــــع «مـــلـــك الـــكـــب­ـــتـــاغـ­ــون» وقـــاتـــ­ل الشعب السوري، ومن ثم دعواته املستمرة إلى املشاركة في القمم العربية؟ وفـــي الــعــمــ­وم، فـهـنـاك كثير مــن املتابعن واملراقبن املعنين بالشأن السوري يرون فــــي هـــــذه الـــوثـــ­يـــقـــة خـــطـــوة مـــهـــمـ­ــة تـــخـــرج الواقع السوري واملسألة السورية من حالة االستنقاع الـكـبـرى، لتكون بـدايـة جديدة تـسـهـم فـــي إخـــــراج الـقـضـيـة الــســوري­ــة من عنق الزجاجة، في املستقبل.

أسهم العمل الوطني في جبل العرب وسهل حوران في إنتاج وثيقة وطنية تحمل المبادئ الخمسة وتصقل األفكار بإنتاج حالة سورية غير مسبوقة قادرة على الفعل

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar