«غوغل» تنتقم من الموظفين المناصرين للفلسطينيين
استشرست شركة غوغل ضد موظفيها المحتجين على تعاونها مع إسرائيل، فطردت خالل أسبوع واحد 50 منهم على دفعتين، في خطوة لم يسبق أن أقدمت عليها في تاريخها
طردت أكثر من 50 موظفًا احتجوا على تعاونها مع االحتالل
بــعــدمــا طـــــردت «غــــوغــــل» 28 مــوظــفــا دفـعـة واحــدة، أقدمت على طرد 20 موظفا آخرين احــــتــــجــــوا عــــلــــى تــــعــــاونــــهــــا مـــــع الـــحـــكـــومـــة اإلســــرائــــيــــلــــيــــة، لـــيـــصـــل إجــــمــــالــــي عــــــدد مـن فصلتهم خالل األسبوع املاضي بسبب هذه القضية إلى أكثر من 05، وفقا ملجموعة «ال تكنولوجيا لألبارتهايد»، في تصعيد لحدة اإلجـــراءات التي اتخذتها الشركة العمالقة ضـــد املــوظــفــني املــنــاصــريــن للفلسطينيني وســـــط حـــــرب اإلبـــــــــادة الـــتـــي تــشــنــهــا قــــوات االحـــــتـــــالل عـــلـــيـــهـــم فـــــي غــــــزة مـــنـــذ الـــســـابـــع مـــن أكــتــوبــر/ تــشــريــن األول املـــاضـــي. وأكـــد متحدث باسم «غوغل» لصحيفة واشنطن بوست، االثنني، أن الشركة طردت املزيد من املوظفني بعدما استكملت تحقيقاتها بشأن االعتصامات التي نظمت في مكتبيها في نـــيـــويـــورك وســانــيــفــيــل (كـــالـــيـــفـــورنـــيـــا)، في 16 إبــــريــــل/ نــيــســان الـــحـــالـــي. وتـــأتـــي هــذه الخطوة بعد أيام من مذكرة وجهها الرئيس التنفيذي لـــ«غــوغــل» ســانــدر بيتشاي إلـى جميع املوظفني، حذرهم فيها من استخدام الشركة «منصة شخصية»، وشدد على أنها ليست املـكـان املناسب «للنضال فـي سبيل الــقــضــايــا الـــتـــي تــخــل بــالــنــظــام أو ملـنـاقـشـة السياسة». في املقابل، قالت املتحدثة باسم مــجــمــوعــة «ال تــكــنــولــوجــيــا لــألبــارتــهــايــد» الـــتـــي نــظــمــت االحـــتـــجـــاجـــات األخــــيــــرة على تــعــاون «غـــوغـــل» و«أمـــــــازون» مــع الحكومة اإلســرائــيــلــيــة مــنــذ عـــام 2021 جـــني تشونغ إن شـــركـــة غـــوغـــل «تــــحــــاول قــمــع املــعــارضــة وإسكات موظفيها وإعــادة تأكيد سلطتها عـلـيـهـم». كـمـا نـفـت املـجـمـوعـة أن يــكــون كل املوظفني الذين طردتهم «غوغل» قد شاركوا فــي االعــتــصــامــات خـــالل األســـبـــوع املــاضــي. وجــاء في بيان نشرته املجموعة الخميس املـــاضـــي: «هــــذا الــعــمــل االنــتــقــامــي الــصــارخ يوضح أن شركة غوغل تقدر عقدها الـذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دوالر مـع الحكومة والـــجـــيـــش اإلســـرائـــيـــلـــيـــني الـــذيـــن يـرتـكـبـون اإلبــادة الجماعية أكثر من موظفيها الذين يخلقون قيمة حقيقية للمديرين التنفيذيني واملساهمني». وكان عدد من موظفي شركة غوغل قـد اعتقلوا، مساء الـثـالثـاء املاضي، مــــن مــكــتــبــيــهــا فــــي نـــيـــويـــورك وســانــيــفــيــل،
بـــعـــد تــنــظــيــمــهــم اعـــتـــصـــامـــات لــالحــتــجــاج عـلـى تـعـاونـهـا مــع الـحـكـومـة اإلسـرائـيـلـيـة. املوظفون املحتجون كانوا قد أصــروا على عدم املغادرة حتى تستجيب الشركة لطلبهم بـاالنـسـحـاب مــن مــشــروع «نـيـمـبـس»، الــذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دوالر، وتتقاسمه مع شركة أمـــازون لتوفير الخدمات السحابية ومـــراكـــز الــبــيــانــات لـلـحـكـومـة اإلسـرائـيـلـيـة. وطـــردت «غـوغـل» املهندس إيــدي هاتفيلد، الناشط فـي «ال تكنولوجيا لألبارتهايد»، بـعـدمـا احــتــج عـلـى مــشــروع نيمبس خـالل فـــعـــالـــيـــات «مـــايـــنـــد ذا تــــــــك»، وهـــــو مــؤتــمــر إســــرائــــيــــلــــي ســـــنـــــوي لـــلـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا فــي نيويورك، في مارس/ آذار املاضي. وكشفت مجلة تايم األميركية أن اثنني من موظفي «غــوغــل» اسـتـقـاال احـتـجـاجـا عـلـى املـشـروع نـفـسـه الـشـهـر املـــاضـــي. كـمـا أوردت «تــايــم» أن مـــوظـــفـــي الـــشـــركـــة يـــخـــشـــون االعــــتــــراض داخـــلـــيـــا عــلــى مـــشـــروع «نــيــمــبــس» أو دعــم الـفـلـسـطـيـنـيـني، بـسـبـب مـــا وصــفــه البعض بالخوف من االنتقام. عارض بعض املوظفني والناشطني مشروع «نـــيـــمـــبـــس» مـــنـــذ تـــدشـــيـــنـــه عـــــام ،2021 إذ تسمح التكنولوجيا الـتـي يـوفـرهـا بمزيد مـــن املـــراقـــبـــة وجـــمـــع الــبــيــانــات بــشــكــل غير قانوني عن الفلسطينيني، وتسهيل توسيع املستوطنات اليهودية غير القانونية على األراضـــي الفلسطينية. وقـــع هــذا العقد في األســـبـــوع نــفــســه الـــــذي هــاجــمــت فــيــه قـــوات االحتالل اإلسرائيلي فلسطينيني في قطاع غـــزة، مــا أسـفـر عــن اسـتـشـهـاد مــا يـقـرب من 250 شخصا، من بينهم أكثر من 60 طفال. هـــذه لـيـسـت املــــرة األولــــى الــتــي تــطــرد فيها «غــوغــل» املـوظـفـني النـتـقـادهـا عـلـنـا، لكنها لــم يسبق أن طـــردت هـــذا الــعــدد الـكـبـيـر من األشــــخــــاص دفـــعـــة واحــــــــدة. وهــــــذا اإلجــــــراء االنتقامي والـعـدائـي يتناقض مـع السمعة التي بنتها «غوغل» لنفسها خالل السنوات املــاضــيــة، إذ اعـتـبـرت الـشـركـة األكــثــر حرية وانفتاحا بني شركات التكنولوجيا الكبرى. وتـأتـي االحـتـجـاجـات فـي «غـوغــل» ضمن مــوجــة مـــن املــعــارضــة لـــــإدارة األمـيـركـيـة والــــشــــركــــات الــــتــــي تـــعـــمـــل مــــع الــحــكــومــة والــــجــــيــــش اإلســــرائــــيــــلــــيــــني. فـــقـــد اعــتــقــل مـــتـــظـــاهـــرون مـــنـــاصـــرون للفلسطينيني فــــي األيــــــــام األخـــــيـــــرة فــــي جـــامـــعـــتـــي يـيـل وكـــولـــومـــبـــيـــا. ويـــطـــالـــب املــــشــــاركــــون فـي االحتجاجات في جامعة كولومبيا بقطع الصالت بني املؤسسة املرموقة وإسرائيل. وقوبلت النشاطات الداعمة للفلسطينيني فـــي جـــامـــعـــات عـــــدة، خــصــوصــا املــرمــوقــة منها مثل هـارفـارد وكولومبيا، بالقمع، إذ اعتقل أكثر من مائة طالب من جامعة كولومبيا بعدما دعـت سلطات الجامعة الـشـرطـة للحضور إلـــى الــحــرم الجامعي الـــخـــاص، الـخـمـيـس املـــاضـــي، فـــي خـطـوة يبدو أنها أدت إلى تصعيد التوتر ودفعت عـــددًا أكـبـر مــن األشــخــاص للمشاركة في التحرك بنهاية األسبوع. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن االحتجاجات امتدت إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجـامـعـة ميشيغان، فيما تـم توقيف 47 شــخــصــا عـــلـــى األقــــــل خـــــالل تـــظـــاهـــرة فـي جامعة ييل االثنني.