ديلة لإلشراف على «أونروا»
فــي مــدارســهــا جـــرى تـعـديـل بـعـض مــا جـاء فيها، واآلن ترى الوزيرة السابقة أن وصف مدينة القدس عاصمة لشعبنا الفلسطيني يــعــزز الــكــراهــيــة، رغـــم أن ذلـــك يـتـقـاطـع مع قـــــرارات األمــــم املــتــحــدة الــتــي تـعـتـرف بحق شعبنا في إقامة دولته وعاصمته القدس، وال تـــزال عـديـد الـــدول الغربية تـرفـض نقل سفارتها إلـى هناك بعد اعـتـراف واشنطن بها عاصمة مزعومة للكيان». وكانت األمم املتحدة قد عينت في فبراير/ شـــبـــاط املـــاضـــي كـــولـــونـــا عــلــى رأس فـريـق ملـراجـعـة مــدى قـــدرة «أونــــروا» على الحياد والـــــــــرد عـــلـــى مـــــزاعـــــم حــــــــدوث انـــتـــهـــاكـــات. وخلصت املـراجـعـة االثـنـن املـاضـي إلــى أن لدى الوكالة «نهجا متطورًا (تجاه الحياد) يــــفــــوق» وكــــــــاالت األمـــــــم املــــتــــحــــدة األخــــــرى أو مـثـيـالتـهـا مـــن وكــــــاالت اإلغــــاثــــة، لكنها تضيف أنــه «بـرغـم هــذا اإلطـــار الــقــوي، فإن مشكالت متعلقة بالحياد ال تــزال قائمة». وخلص التحقيق الذي أنجزه خبراء تحت إشــــراف كـولـونـا، إلـــى أن إسـرائـيـل لــم تقدم بـعـد «دلـــيـــال» عـلـى مــزاعــمــهــا، مــشــددًا على أن «الــــوكــــالــــة ال بـــديـــل مــنــهــا عـــلـــى صـعـيـد التنمية البشرية واالقـتـصـاديـة» لالجئن الفلسطينين فـــي قــطــاع غــــزة، وكـــذلـــك في األردن ولـبـنـان وســوريــة والـضـفـة الغربية املـــحـــتـــلـــة. وقــــالــــت كــــولــــونــــا، فــــي الـــتـــقـــريـــر، إن إســــرائــــيــــل لــــم تــــعــــرب مــــن قـــبـــل قــــط عـن قلقها بــشــأن أي شـخـص مــــدرج فــي قـوائـم املوظفن التي تقدمها «أونـــروا» إلسرائيل ســنــويــا مــنــذ عــــام .2011 ولـــــدى «أونـــــــروا» 32000 موظف في لبنان وسورية واألردن واألراضــــــي الفلسطينية املـحـتـلـة، بـمـا في ذلك 13 ألف موظف في قطاع غزة يقدمون خدمات التعليم والرعاية الصحية والغذاء وغــــيــــرهــــا مـــــن الــــخــــدمــــات لــلــفــلــســطــيــنــيــن وعــائــالتــهــم. وقــــال رئــيــس الـــوكـــالـــة فيليب الزاريـنـي، في بيان الثالثاء املـاضـي، إن ما يقرب من 180 من موظفي «أونـــروا» قتلوا خـــــالل الـــهـــجـــوم اإلســــرائــــيــــلــــي عـــلـــى قــطــاع غــــزة. وكــــان غـوتـيـريـس قــد وصـــف الـوكـالـة بــأنــهــا «الـــعـــمـــود الــفــقــري لـجـمـيـع (جــهــود) االســتــجــابــة اإلنــســانــيــة فـــي غـــــزة»، وتـعـهـد بالتحرك فــورًا بمجرد تلقي أي معلومات جــــديــــدة مــــن إســـرائـــيـــل تــتــعــلــق «بـــاخـــتـــراق لحماس» بن موظفي الوكالة. وكانت األمم املتحدة قد أعلنت، مساء أمس األول، أنها أغلقت أو علقت خمس قضايا مــــن أصـــــل 19 قــضــيــة بـــشـــأن مـــوظـــفـــن فـي وكالة أونـــروا تزعم إسرائيل أنهم شاركوا فـــي تـنـفـيـذ عـمـلـيـة «طـــوفـــان األقـــصـــى» في السابع من أكتوبر/ تشرين األول املاضي. وتـــجـــري هـيـئـة الــرقــابــة الــداخــلــيــة الـتـابـعـة لـــألمـــم املـــتـــحـــدة – مــكــتــب خـــدمـــات الــرقــابــة الـــداخـــلـــيـــة – الــتــحــقــيــق فـــي أعـــقـــاب مــزاعــم إسرائيل األولية في يناير/ كانون الثاني املاضي بمشاركة موظفن من «أونروا» في العملية. وقدم املتحدث باسم األمم املتحدة سـتـيـفـان دوجـــاريـــك، فــي بــيــان مــســاء أمـس األول، املعلومات األولى عن التحقيق الذي أمر به غوتيريس بشأن املزاعم اإلسرائيلية. وكـانـت األمــم املتحدة قـد تبلغت فـي يناير املــــاضــــي بــــاملــــزاعــــم اإلســـرائـــيـــلـــيـــة بــــــأن 12 مــوظــفــا فـــي «أونـــــــروا» شـــاركـــوا فـــي هـجـوم السابع من أكتوبر املاضي. وكانت الوكالة فــــي ذلــــــك الــــوقــــت قــــد أنــــهــــت عــــقــــود جـمـيـع هؤالء املوظفن. وقـــال دوجـــاريـــك إن األمـــم املـتـحـدة تلقت في وقـــــت الحـــــق مــــزاعــــم إضـــافـــيـــة مــــن إســـرائـــيـــل بـشـأن سبعة مـن موظفي «أونـــــروا»، خمسة في مــارس/ آذار املاضي واثـنـان في إبريل/ نيسان الحالي. وأوضح أنه من بن 19 ادعاء ضد موظفي «أونـروا» أغلقت قضية واحدة،
ألن إسرائيل لم تقدم أي دليل وأوقــف أربعة آخـــــــرون لـــعـــدم وجــــــود أدلــــــة كـــافـــيـــة. وبـــشـــأن الـقـضـيـة املــغــلــقــة، قـــال دوجــــاريــــك: «لـــم تـقـدم إســـرائـــيـــل أي دلـــيـــل لـــدعـــم االدعــــــــــاءات ضـد املــوظــف»، مضيفا أن األمـــم املتحدة «تــدرس اإلجــــــــــــراء ات اإلداريـــــــــــة الــتــصــحــيــحــيــة الــتــي يتعن اتـخـاذهـا فــي قضية ذلــك الشخص». وأكــــــد أن املـــحـــقـــقـــن زاروا إســــرائــــيــــل حـيـث أجــــروا مـنـاقـشـات «بـــنـــاءة ســاعــدت فــي تقدم التحقيقات»، ومن املقرر إجــراء زيــارة أخرى في مايو/ أيار املقبل. وبسبب االدعاء ات اإلسرائيلية بحق موظفي الـــوكـــالـــة، أعــلــنــت 16 دولـــــة وقــــف أو تعليق تمويلها الـبـالـغ 450 مليون دوالر للوكالة الـــتـــي أعـــلـــنـــت أخــــيــــرًا أن 10 مــــن تـــلـــك الـــــدول اسـتـأنـفـت تـمـويـلـهـا، لـكـن تــواصــل الــواليــات املـــتـــحـــدة وبـــريـــطـــانـــيـــا وإيـــطـــالـــيـــا والــنــمــســا ولــيــتــوانــيــا وهـــولـــنـــدا تـعـلـيـق الــتــمــويــل. مع العلم أن الحكومة الهولندية أعلنت في بيان أمـــس األول، عـزمـهـا عـلـى دراســــة استئناف تمويلها أونــروا، مشترطة ذلك بما اعتبرته «تـــنـــفـــيـــذهـــا تـــوصـــيـــات لـــتـــعـــزيـــز حـــيـــادهـــا». وكـــان متحدث بـاسـم األمـــم املـتـحـدة، قــد قال فــــي تـــصـــريـــح صـــحـــافـــي أخــــيــــرًا، إن الـــوكـــالـــة لديها حاليا مــا يكفي مــن التمويل إلنجاز عملياتها حتى يونيو/ حزيران املقبل. في املقابل، أعلنت الكويت تقديم مساهمة طــوعــيــة لــوكــالــة أونــــــروا بـقـيـمـة 30 مليون دوالر، مـــجـــددة مــطــالــبــة املــجــتــمــع الـــدولـــي االعـــــتـــــراف بـــعـــضـــويـــة فــلــســطــن فــــي األمــــم املتحدة. وقـال نائب املندوب الكويتي لدى األمـم املتحدة فيصل العنزي، خالل جلسة ملــجــلــس األمــــــن حـــــول الــــوضــــع فــــي الـــشـــرق األوســــط مــســاء أمـــس األول، إن «املساهمة الطوعية تأتي من منطلق مسؤولية دولة الكويت األخالقية واإلنسانية لدعم وكالة أونروا».