تدهور المعيشة يدفعهم إلى العودة لالحتجاج
مع اقتراب عيد العمال قررت النقابات المستقلة في الجزائر العودة إلى استعمال لغة «االحتجاجات» والنزول إلى الشارع احتجاجًا على تدهور معيشة العمال وتجاهل النقابات
قــــــررت الـــنـــقـــابـــات املــســتــقــلــة فـي الــجــزائــر الـــعـــودة إلـــى اسـتـعـمـال لغة «االحتجاجات» والنزول إلى الشارع، إلسماع صوتها للحكومة، منهية بذلك الهدنة التي استمرت لقرابة سنتني، وذلـــكبــعــدمــابقيتمطالبهماالجتماعية واملــهــنــيــة مــن دون رد، واخــتــيــار الحكومة لـطـريـق «املــــرور بــالــقــوة» وتــمــريـر مشاريع قـــوانـــني أســاســيــة مـتـعـلـقـة بـمـهـنـة األطــبــاء واألئــمــة فــي انتظار القطاعات األخـــرى من دون أخذ رأيهم، وهو ما ترفضه النقابات املــســتــقــلــة. وتــتــجــه كــونــفــدرالــيــة الــنــقــابــات الــجــزائــريــة (تــكــتــل عــمــالــي يــضــم 14 نقابة مــن مختلف القطاعات) قطع حبل الهدوء مــــع الـــســـلـــطـــات الــعــمــومــيــة وتــنــظــيــم وقــفــة احـــتـــجـــاجـــيـــةأمــــــاممـــقـــروزارةالـــعـــمـــلفــي الجزائر العاصمة، أول مـايـو/ أيــار املقبل، بمناسبة احــتــفــال عــمــال الــجــزائــر بعيدهم العاملي، حسب ما علمته «العربي الجديد» مــن مــصــادرهــا، وذلـــك بـعـد اجـتـمـاع طــارئ عقد يوم 24 إبريل/ نيسان الحالي. وحذر التكتل النقابي املمثل لتسعة قطاعات، من ممارسات الغلق والتضييق، ومن محاولة فـــرض واقــــع نــقــابــي ال يــتــوافــق والــحــريــات الــــنــــقــــابــــيــــة الـــــدســـــتـــــوريـــــة ومــــــــا تــتــضــمــنــه االتــفــاقــيــات واملـــعـــاهـــدات الــدولــيــة املــصــدق عليها من طرف الدولة الجزائرية.
فرص اجتماعية
وستدعو الكونفدرالية النقابية في حركتها االحــتــجــاجــيــة إلـــى فـــرض سـيـاسـة اجتماعية تـــشـــاركـــيـــة مــبــنــيــة عـــلـــى الـــــحـــــوار والـــتـــشـــاور والــــتــــفــــاوض، ومــطــالــبــة الـــرئـــيـــس الـــجـــزائـــري عــبــد املــجــيــد تـــبـــون بــالــتــدخــل الــعــاجــل لفتح مـلـف تـعـديـل قــوانــني الـعـمـل الـحـالـيـة الــتــي ال تتوافق والدستور وال تتطابق واالتفاقيات واملعاهدات الدولية املصدق عليها من طرف الدولة الجزائرية، وكــذا تحميل وزارة العمل مسؤولية عدم اعتماد سياسة االنفتاح واليد املمدودة مع النقابات وتبني سياسة اإلغاق املمنهج وانتهاك حق ممارسة العمل النقابي. إلـــــى ذلــــــك، أكـــــد الـــنـــقـــابـــي الـــــهـــــادي نــــــواري، العضو القيادي فــي كونفدرالية النقابات الــجــزائــريــة أنـــه «ال يـمـكـن إجـــــراء تـعـديـات عميقة في القوانني األساسية، بما يجعلها تــــرقــــى إلــــــى مـــســـتـــوى تـــطـــلـــعـــات املـــوظـــفـــني والعمال، في ظل سريان القوانني املرجعية املــقــيــدة لــهــا». وتـــابـــع: «كــذلــك يـجـب إشـــراك
مطالب بإشراك العمال في مناقشة القوانين األساسية الــشــركــاء االجتماعيني فــي مناقشة وإثـــراء القوانني األساسية واألنظمة التعويضية، وإخــضــاعــهــا لــتــغــيــيــرات جـــذريـــة وعـمـيـقـة، بـمـا يـحـقـق زيـــــادات مـعـتـبـرة فــي املــرتــبــات، ويجسد قـرارات رئيس الجمهورية الرامية إلـــى حـمـايـة الـــقـــدرة الــشــرائــيــة لـلـعـمـال، مع تمكينهم أيــضــًا مــن االطـــاع على مشاريع القوانني قبل صدورها والتصديق عليها». كذلك أضــاف النقابي الجزائري في حديث مــع «العربي الجديد» أن «التكتل النقابي ال يزال متمسكًا بمطلب اإلسراع في إنشاء «املـــــرصـــــد الــــجــــزائــــري لـــلـــقـــدرة الـــشـــرائـــيـــة» ملـــا لـــه مـــن أهــمــيــة فـــي تـحـقـيـق تــوازنــاتــهــا، فضا عن مطلب العودة إلى العمل بنظام التقاعد املسبق والتقاعد دون شرط السن، كـــمـــا نـــطـــالـــب الـــحـــكـــومـــة بــأهــمــيــة تـجـسـيـد الـــــــقـــــــرارات الــــهــــادفــــة إلــــــى املـــحـــافـــظـــة عــلــى الطبقة املتوسطة، من خال دعم القطاعات االستراتيجية والحساسة في املجتمع». وكــان الرئيس الجزائري عبد املجيد تبون قد صدق مطلع الشهر الحالي على القانون األســـاســـي لــأئــمــة وعـــمـــال قـــطـــاع الـــشـــؤون الدينية، الذي بادرت به الحكومة، من دون استشارة ملمثلي األئمة، فيما دعا الحكومة إلى إعــادة دراســة النظام التعويض لعمال قــطــاعــي الــتــربــيــة والـــصـــحـــة، بــعــد تـوسـيـع املشاورات مع ممثليهم.
تحركات احتجاجية
واسـتـبـقـت نـقـابـات الـتـربـيـة واألئــمــة عــودة الـتـكـتـل الـنـقـابـي إلـــى الـعـمـل االحـتـجـاجـي، بتنظيم إضـــراب شــامــل قبيل عيد العمال، يـــومـــي 28 و92 إبــــريــــل/ نــيــســان الــحــالــي، تـعـقـبـه حـــركـــات احــتــجــاجــيــة أخــــرى حسب طبيعة رد الحكومة على املطالب العمالية. وإلـى ذلـك، قال النقابي الجزائري واملنسق الوطني لنقابة مستخدمي قطاع التربية «كناباست»، مسعود بوديبة، إن «إضـراب يــومــي 28 و92 ال يــعــد إضـــــراب «خـــبـــز» أو «إضــراب منح» رغم االنهيار الكبير للقدرة الــشــرائــيــة الــتــي يعيشها املعلم الـجـزائـري، والــحــالــة االجتماعية املخيفة،الـتـيوصل إليها األســاتــذة، بل هو إضــراب كرامة ورد االعتبار ملكانة املعلم املربي، لذلك فإن هذا الـــحـــدث لــحــظــة تــاريــخــيــة كــــان لـــزامـــًا على الــنــقــابــات إقــــــراره، لـلـفـت انــتــبــاه الـسـلـطـات العليا وكل غيور على املدرسة الجزائرية». وأضــاف املتحدث نفسه لـ «العربي الجديد» أن «إضــــــــــراب يــــومــــي 82و 92إبـــــريـــــل جـــاء بــعــد أكــثــر مــن سنتني مــن مــحــاوالت تغليب سياسة الحوار والتشاور مع الحكومة التي تعنتت وأبت إال انتهاج اإلقصاء والتهميش وسياسة فـرض األمــر الواقع والـهـروب نحو األمام». من جانبه، قال رئيس نقابة املستقلة