صحافيو غزة... شهود على المجزرة ومن ضحاياها
ارتفع عدد الصحافيين الذين قتلتهم قوات االحتالل منذ 7 أكتوبر/تشرين األول الماضي إلى 141 في قطاع غزة، عقب استشهاد محمد الجمل في قصف استهدف منزله في رفح
تـــــواصـــــل قــــــــوات االحــــــتــــــال اإلســــرائــــيــــلــــي استهداف الصحافيني في غزة، وسط حرب اإلبادة التي تشنها على الفلسطينيني في الـقـطـاع مـنـذ الـسـابـع مــن أكـتـوبـر/تـشـريـن
ا أل ول امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ي ،فـــقـــتـــلـــت 141 صــحــافــيــا ونــاشــطــا فـــي املـــجـــال اإلعـــامـــي حـتـى يـوم الخميس، وسط تخاذل زمائهم األجانب الذين واجهوا انتقادات كثيرة خال الفترة املاضية إلشاحة نظرهم عن هذه املأساة. وقــد أعــلــن املكتب اإلعــامــي الحكومي في غـــزة، الـخـمـيـس، ارتــفــاع عـــدد الصحافيني الـــذيـــن قـتـلـتـهـم قـــــوات االحــــتــــال مــنــذ بــدء العدوان على غزة إلى ،141 عقب استشهاد مـــحـــمـــد الــــجــــمــــل فــــــي قــــصــــف إســـرائـــيـــلـــي استهدف منزله في محافظة رفح جنوبي القطاع. وأفــاد املكتب اإلعـامـي الحكومي بـــــــأن الــــجــــمــــل كـــــــان صـــحـــافـــيـــا فـــــي وكــــالــــة فلسطني اآلن املحلية اإلخبارية. والصحافيون الفلسطينيون الذين ينجون من آلة القتل اإلسرائيلية يواجهون خطر االعتقال والعمل وســط الــظــروف األقسى، بـعـدمـا دمـــرت قـــوات االحــتــال املـؤسـسـات اإلعامية املحلية والدولية وكذلك البنى التحتية لشبكات االتصال واإلنترنت. وما زالت السلطات اإلسرائيلية تمنع املراسلني األجانب من الدخول إلى القطاع. وفي هذا السياق، كــررت منظمة مراسلون با حــدود، هذا الشهر، مطالبتها املجتمع الــدولــي بـ «تكثيف الضغط على إسرائيل لـــوقـــف هـــــذه املـــــجـــــزرة وبــــــذل كــــل الــجــهــود
املمكنةلحمايةالصحافةالفلسطينية». وكـــانـــت «مـــراســـلـــون بـــا حــــــدود»، ومـقـرهـا العاصمة الفرنسية بــاريــس، تحدثت إلى عدد من الصحافيني الغزيني، الذين أكدوا أن «الــحــمــايــة» هــي أهــم مــا يحتاجه اليوم أهل املهنة في القطاع الذي أصبح محاصرًا بــالــكــامــل، حـيـث يـعـيـشـون فــي رعـــب يومي منذ 7 أكتوبر، وهم الذين يقفون شاهدين على مقتل أقاربهم وزمائهم كل يوم. وعــلــى الــرغــم مــن الـــدعـــوات املــتــكــررة لفتح مــعــبــر رفـــــح مــــن مــخــتــلــف املـــنـــظـــمـــات غـيـر الـــحـــكـــومـــيـــة، ومـــــن بــيــنــهــا مــــراســــلــــون بـا حــــــدود، إال أن دخـــــول قـــطـــاع غــــزة ال يـــزال مقتصرًا على الصحافيني الذين يرافقون الـــقـــوات الـعـسـكـريـة اإلســرائــيــلــيــة، علما أن دخــــــول هــــــؤالء املـــراســـلـــني مــــشــــروط بــعــدم تخطي املناطق التي تــأذن لهم السلطات اإلسـرائـيـلـيـة بتغطيتها، بينما لـم يجلى سوى عدد قليل من الصحافيني من غزة. وفي هذا السياق، قال مدير مكتب الشرق األوســـــــــــط فــــــي «مــــــراســــــلــــــون بــــــا حـــــــدود»
جــــونــــاثــــان داغـــــــــر: «قـــــتـــــل أكــــثــــر مـــــن مـــائـــة صحافي خال ستة أشهر في غزة. يجب أن تتوقف هذه املجزرة. يجب توفير الحماية لــلــصــحــافــيــني فــــي غــــــزة. ال بــــد مــــن إجــــاء املراسلني الراغبني في مغادرة القطاع، كما يجب فتح املعابر املؤدية إلى القطاع حتى تتمكن وسائل اإلعام الدولية من دخوله.
ذلـــك أن املــراســلــني الــقــائــل الــذيــن تمكنوا مــن املــغــادرة يصفون نفس الــواقــع املــروع الذي يتعرض فيه الصحافيون للهجمات اإلسرائيلية ويصابون بجروح، بل ويلقون حــتــفــهــم». وأضــــاف داغــــر: «يـعـمـد الجيش اإلســرائــيــلــي إلـــى إســكــات كــل مــن يدفعهم واجـب نقل صـورة الواقع في امليدان. وفي هـــذا الـــصـــدد، تــدعــو مــراســلــون بـــا حـــدود املجتمع الــدولــي وقــادتــه وحــكــومــاتــه إلـى بــذل كل الجهود املمكنة لتكثيف الضغط على إسرائيل من أجل وقف هذه املجزرة، فإن حماية الصحافة الفلسطينية ضرورة ملحة ومسألة طارئة». وقـــــد الـــتـــقـــت «مــــراســــلــــون بــــا حـــــــدود» فـي الدوحة بالصحافي البارز في قناة الجزيرة وائل الدحدوح ومراسل وكالة فرانس برس محمود الهمص ومراسلة املنظمة نفسها عــا الــزعــنــون ونجلها الصحافي املستقل موسى الزعنون، وجميعهم جرى إجاؤهم مــن غـــزة. وتــحــدث هـــؤالء الصحافيون عن أخـــطـــار مــواصــلــة الـتـغـطـيـة اإلعـــامـــيـــة في ســيــاق الـحـصـار الــتــام الـــذي يــطــاول قطاع غــزة. وقالت عــا الزعنون في هــذا الصدد: «شعرنا أن املسؤولية أصبحت ملقاة على عـاتـقـنـا لنقل املــعــلــومــات إلـــى الــعــالــم». من جهته، ذكر نجلها موسى الزعنون بالواقع املرير الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة، وعلق: «يقتل أو يصاب صحافي كل يوم. كــنــت أخــــاف بــاســتــمــرار مـــن فـــقـــدان أبـــي أو أمي أو فقدان حياتي، لكنني فهمت أنه من واجبي أن أنقل ما يجري». يــذكــر أن هـــؤالء املـراسـلـني جــرى إجـاؤهـم من غزة بني يناير/كانون الثاني وفبراير/ شــبــاط، عـلـمـا أن املــدنــيــني كــانــوا يخشون من االقتراب منهم أو الوقوف إلى جانبهم مــن شــدة الــخــوف مــن استهدافهم بـغـارات إسرائيلية. وقال املصور محمود الهمص فــي هـــذا الــصــدد: «عــنــد إخـــاء مـديـنـة غـزة (فــي أكـتـوبـر)، كــان بعض الـنـاس يطلبون مــنــي عــــدم الــــوقــــوف بــجــانــبــهــم خـــوفـــا من اســـتـــهـــدافـــي ألنـــــي صـــحـــافـــي، وهــــنــــاك مـن رفضوا تأجير منازلهم لنا ســواء لإلقامة فــيــهــا أو لــلــعــمــل فــيــهــا أو لــنــيــل قــســط من الراحة داخلها، ألنهم كانوا مقتنعني أشد االقــتــنــاع بــأن جميع الصحافيني فــي غزة كانوا مستهدفني».
قتلت قوات االحتالل 141 صحافيًا وعامًال في المجال اإلعالمي