مهرجان التراث الفلسطيني: دورة بال احتفاالت
كان مقررًا إقامة الدورة السادسة من مهرجان الــــتــــراث الـفـلـسـطـيـنـي عــلــى جــــري عـــادتـــه في الواجهة الجنوبية من الحي الثقافي «كتارا» في العاصمة القطرية الـدوحـة، لكن العدوان اإلســرائــيــلــي املــتــواصــل عـلـى قــطــاع غـــزة دفـع السفارة الفلسطينية إلى إقامة دورة خاصة، افتتحت مساء الخميس، تحت عنوان «معرض اإلبــــداعــــات الــتــراثــيــة والــثــقــافــيــة واملــنــتــجــات الفلسطينية»، وتستمر فعالياتها حتى الرابع من مايو/ أيـار املقبل. وبحضور أكثر من 40 ممثا لسفارات عربية وأجنبية وجمهور من القطريني والجاليات املقيمة في قطر، وقرابة 80 من جرحى غـزة الذين يتلقون العاج في قـــطـــر، رفـــعـــت الــــــدورة شـــعـــار «تـــراثـــنـــا أرضــنــا حكاية صمودنا»، واكتفت بعرض املنتجات القادمة من مختلف مدن وأرياف فلسطني. أما املسرح فقد شهد مشاركة أطفال من املدرسة الفلسطينية إللقاء األناشيد الوطنية، وألغيت كــل املظاهر االحتفالية التي رافـقـت الـــدورات السابقة التي كانت تتضمن عــروض الدبكة واألغاني الفلكلورية. وفي عشرات الحوانيت املــصــطــفــة فـــي الـــســـاحـــة، عـــرضـــت املـــشـــاَركـــات م ن ت ج ا ت الصناعة التقليدية مـن مشغوالت يــدويــة تـراثـيـة وأطـعـمـة املطبخ الفلسطيني، ما بني االلتزام بمواصفات تقليدية من جانب وملسات معاصرة من جانب آخر. وفــــرضــــت حــــــرب االحـــــتـــــال عـــلـــى غــــــزة طـلـبـًا مــكــثــفــًا عـــلـــى املـــنـــتـــجـــات الـــتـــي تــحــمــل رمـــــوزًا وطنية من أزيــاء وإكسسوارات، مثل الكوفية الــفــلــســطــيــنــيــة الـــتـــي أضـــيـــفـــت إلـــيـــهـــا مــقــاطــع شــعــريــة، أو قــطــع املـــابـــس وقــــد طــبــعــت على صدورها صـور من األزيــاء التراثية املعروفة الـــتـــي تــمــثــل تــطــريــز كـــل مــنــطــقــة، أو مكتفية بتفصيل منها، إضافة إلــى دخــول تشكيات «الــرجــل امللثم» ســواء على األلبسة أو القطع الــصــغــيــرة مـــن دبــابــيــس وأســــــاور وخــافــهــا. وقــال نائب السفير الفلسطيني يحيى األغــا لـــ «الــعــربــي الــجــديــد»، إن تحضيرات املعرض بدأت منذ فترة وجيزة، وإن الحضور «الكبير مـــن الــجــمــهــور ومــمــثــلــي الـــســـفـــارات الـعـربـيـة واألجنبية وعائاتهم» مثل رسالة مفادها أن «االحــتــال ظــن أننا انتهينا، بينما فلسطني ســتــبــقــى نــابــضــة بـــالـــحـــيـــاة». وأضــــــاف األغـــا أن «حــــضــــور الـــجـــرحـــى الــفــلــســطــيــنــيــني كـــان قــــرارًامــنــهــمللتعبيرعــندعــمــهــمللتظاهرة الوطنية، وهــم سيواصلون حضورهم طوال األيــام العشرة للمعرض»، وأفــاد بـأن املدرسة الــفــلــســطــيــنــيــة اســـتـــقـــبـــلـــت مـــــن تـــامـــيـــذ غـــزة حضر االفتتاح 80 من جرحى العدوان الذين يتعالجون في الدوحة الجرحى 366 تلميذًا مــع ذويــهــم مــن دون أي رســوم دراســيــة. وبشأن آلية مشاركة أجنحة مــــن غــــــزة، أوضــــــح أن خــــــروج املـــشـــاركـــني أمـــر بالغ الصعوبة، لذلك جــرى إخـــراج املنتجات وتطوع فلسطينيون لتمثيلهم في املعرض. وبـــــرزت مـــن بـــني املـــشـــاركـــات الـــغـــزيـــة جمعية الــنــهــوض بــاألســرة الفلسطينية، وكـــان أكثر
ما عرضته املطرزات التي ما زالت تراهن على شغلها باليد واإلبرة، رغم ذيوع املاكينات في العالم. وتختص نادية أبو غطاس بتشكيات الـفـضـة املـصـبـوبـة عـلـى ورق الــزيــتــون، وهـي لــديــهــا قــائــمــة متنوعة غــيــر أن ورق الــزيــتــون هو املسيطر ســواء منه ما يحافظ على شكل الورقة، أو املبروم. وقالت لـ«العربي الجديد» إن شغلها في صب الفضة على ورق الزيتون «تعبير عــن مقاومة حفل اإلعـــدام الهستيري ألشــجــار الــزيــتــون الـــذي يـنـفـذه املستوطنون برعاية دولة االحتال». كــمــا عــرضــت أجــنــحــة عــــدة قــطــع الــحــفــر على خــشــب الـــزيـــتـــون ومــنــهــا املـطـعـمـة بــالــصــدف، وتــــبــــرز فــيــهــا الـــلـــوحـــات الـــتـــي تــمــثــل املــعــالــم الــبــارزة في املــدن الفلسطينية، وكذلك القطع الوظيفية التي تستعمل في الحياة اليومية.
ومن الخليل حضر خزفها الشهير، وهو تراث تكاد تنفرد فيه هذه املدينة منذ مئات السنني، ومــا زالــت ورش تصنيعه تواصل عملها في مواجهة سياسة التضييق التي يعمد إليها االحـــــتـــــال. وتــــقــــدم ســـهـــى الـــعـــمـــد مــشــغــوالت الصنارة التي تظهر في املكرميات واملحافظ وغيرها، يضاف إليها اشتغالها في منتجات الخزف املرسوم بألوان الزجاج، وبالخصوص الرسم على الفناجني معالم من البلدة القديمة فــي نابلس حيث تقيم. وتخصصت أجنحة عــــديــــدة بـــأطـــعـــمـــة الـــــتـــــراث الــفــلــســطــيــنــي مـن املعمول وفطائر الزعتر األخضر التي تحضر وتـخـبـز فــي املــكــان، وبــاقــي تشكيات املطبخ الفلسطينيمــمــايــعــرفبــاملــونــة،وتتضمن املخلات وزيــت الـزيـتـون، والزعتر املطحون، والسماق، وامليرمية، والزهورات.