االحتالل يصّعد االعتقاالت والهدم في الضفة
تـواصـلـت عمليات الـجـيـش اإلسـرائـيـلـي في الــضــفــة الــغــربــيــة والـــقـــدس املـحـتـلـتـني، أمــس الـــخـــمـــيـــس، وســــــط مــــواجــــهــــات مــــع الـــشـــبـــان الـفـلـسـطـيـنـيـني، فـيـمـا أكــــد أجــيــث ســانــغــاي، مدير مكتب األمم املتحدة لحقوق اإلنسان في األرض الفلسطينية املحتلة، في تصريحات أمس، أن «قوات االحتالل تستخدم في الضفة الغربية عــددًا هائال من جنودها، وطائرات مـــن دون طـــيـــار، وأحـــيـــانـــًا طــــائــــرات مـقـاتـلـة تسقط قنابل وقذائف على األهالي واملباني في مخالفة واضحة للقوانني الدولية». ولفت إلـــى أنـــه تــم تسجيل ارتــفــاع كبير فــي أعـــداد املــعــتــقــلــني الـفـلـسـطـيـنـيـني، ومـــســـتـــوى عنف املستوطنني، واالستخدام املفرط للقوة بحق املدنيني، فضال عن هدم منازل وإخالئها. وعلى وقــع مـواجـهـات، أصيب فتيان اثنان، ظــهــر أمـــــس، خــــالل اقـــتـــحـــام قـــــوات االحـــتـــالل بــلــدة بــيــرزيــت شــمــال رام الـــلـــه، وفــــق وكــالــة األنـــبـــاء الفلسطينية (وفــــــا)، فـيـمـا انسحب االحـــتـــالل، مـــن مـديـنـة قلقيلية بـعـد اعـتـقـال شــاب، وإصـابـة شابني آخـريـن. كذلك أصيب شاب فلسطيني واعتقل ثالثة آخـرون، عقب اقــتــحــام الـجـيـش اإلســرائــيــلــي بــلــدة قباطية وقرية مثلث الشهداء، جنوب جنني، إذ ذكرت «وفا» أن االحتالل نشر القناصة على أسطح املباني في قباطية، وأطلق الرصاص صوب املواطنني، فيما دهم سوق الخضار املركزي وأجــبــر الـعـامـلـني فـيـه عـلـى مــغــادرتــه، وسـط حملة تفتيش واسعة في املحالت التجارية. وطاولت االقتحامات أمـس، والتي تخللتها مداهمات واعتقاالت، مدينة أريحا، وأحياء من مدينتي رام الله والبيرة، ومدينة الخليل،
إلـــى جــانــب قـــرى وبـــلـــدات فــي نـابـلـس وبيت لحم وسلفيت. وبينما ذكر بيان لنادي األسير الفلسطيني وهــــــيــــــئــــــة شـــــــــــــؤون األســــــــــــــــرى واملــــــحــــــرريــــــن الـفـلـسـطـيـنـيـة أن 25 فلسطينيًا عــلــى األقـــل اعتقلوا مـن الضفة بـني مساء أول مـن أمس وصــبــاح أمـــس، مــا رفـــع حصيلة االعـتـقـاالت مـنـذ 7 أكــتــوبــر/ تـشـريـن األول املــاضــي إلـى أكــثــر مــن 8665 اعــتــقــاال، حـــذر نـــادي األسـيـر مــــن وتــــيــــرة الــتــصــعــيــد مــــن ســـيـــاســـة إعـــــادة اعتقال أسرى مفرج عنهم أخيرًا من سجون االحتالل. وأوضح في بيان أمس، أن غالبية مــــن أعــــيــــد اعــتــقــالــهــم كــــانــــوا رهـــــن االعـــتـــقـــال اإلداري (من دون تهمة)، علمًا أن الجزء األكبر حصيلة االعتقاالت في الضفة بلغت أكثر من 8665 اعتقاًال
مــمــن اســتــهــدفــوا بــحــمــالت االعـــتـــقـــال بــعــد 7 أكتوبر هم من األسرى السابقني. وأضاف أن جـزءًا كبيرًا ممن أفـرج عنهم أخيرًا تعرضوا لـــتـــهـــديـــد واعـــــــتـــــــداءات قـــبـــل اإلفــــــــــراج عـنـهـم بــســاعــات وبــعــد اإلفـــــراج عـنـهـم، وغالبيتهم يـعـانـون الــيــوم مــن مـشـاكـل صـحـيـة، عـــدا عن الــضــرر الـنـفـسـي، والــــذي نـتـج عــن التعذيب والتنكيل والتجويع. وفــي إطـــار الـعـقـاب الجماعي الـــذي تمارسه الـسـلـطـات اإلسـرائـيـلـيـة ضــد الفلسطينيني، فـجـرت قـــوات االحـــتـــالل، صـبـاح أمـــس، منزل عـــائـــلـــة الــشــهــيــد فــــــادي جـــمـــجـــوم فــــي مـخـيـم شعفاط، شمال القدس املحتلة، بعد ساعات من اقتحام املخيم وحصار املنزل وتفخيخه. وقالت الشرطة اإلسرائيلية في بيان أمس، إنها هدمت منزل جمجوم الذي «نفذ عملية إطــالق نـار بمنطقة الــرام شمال الـقـدس» في 16 فبراير/ شباط املاضي، «ما أدى إلى مقتل إسرائيليني اثنني وإصابة آخرين». فـــي غـــضـــون ذلــــك هــــدم االحــــتــــالل، أمـــــس، ما تبقى من املجمع التجاري في بلدة نحالني، غرب بيت لحم، واملقام على خمسة دونمات فـــي مـنـطـقـة واد الــبــقــر شـــمـــال الـــبـــلـــدة، بعد أن أجــبــر صــاحــبــه، وفــــق «وفـــــا» عــلــى هـدمـه بــنــفــســه، أول مـــن أمــــس، بــذريــعــة الــبــنــاء من دون ترخيص، كما دفــع كفالة مالية بقيمة 25 ألــف شيكل 6700( دوالر أمـيـركـي). وفي الــســيــاق قـــال املـــشـــرف الـــعـــام ملـنـظـمـة الـبـيـدر لــلــدفــاع عـــن حـــقـــوق الـــبـــدو حــســن مـلـيـحـات، لـ«العربي الجديد» أمس، إن قوة من الجيش اإلسرائيلي وبرفقة اإلدارة املدنية التابعة له، ومركبة للمستوطنني اقتحموا قرية دومـا، جنوب نابلس، وهدموا عدة منشآت زراعية (بركسات وغرف). إلــى ذلــك دانـــت رابــطــة الـعـالـم اإلســالمــي، في بيان أمس، االعتداء «الهمجي» للمستوطنني اإلسرائيليني على مقر وكالة األمــم املتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئني الفلسطينيني في الــشــرق األدنــــى (أونــــــروا)، فــي مـديـنـة الـقـدس املحتلة. وحملت االحتالل «مسؤولية تكرار هــــذه الـــجـــرائـــم الـــتـــي تــرتــكــب بــحــق املــدنــيــني الـــعـــزل والــعــامــلــني فـــي املـنـظـمـات اإلنـسـانـيـة واإلغـــــاثـــــيـــــة»، مـــطـــالـــبـــة «املـــجـــتـــمـــع الــــدولــــي بتحرك جاد وفاعل لوقف جرائم وانتهاكات االحـــتـــالل واملـسـتـوطـنـني املــتــواصــلــة». وكــان املـفـوض الـعـام لــــ«أونـــروا»، فيليب الزاريـنـي، قد استنكر أول من أمس، احتجاجات نظمها اليمني اإلسرائيلي املتطرف أمام مقر الوكالة بـالـقـدس، مـسـاء الـثـالثـاء املــاضــي، ومحاولة اقـــتـــحـــامـــه، واصــــفــــًا إيــــاهــــا بـــأنـــهـــا «تــرهــيــب وتخريب». على صعيد آخر دعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب والقيادة الفلسطينية املحلية، فــي األراضــــي املحتلة عـــام ،1948 إلـــى إقـامـة صالة الجمعة اليوم على أرض وادي الخليل، حيث هدمت السلطات اإلسرائيلية، أول من أمــس، تجمع عائلة أبـو عصا املـكـون مـن 47 مــنــزال، مــن دون تـأمـني بـديـل لسكانه الـذيـن يقدرون بنحو 500 شخص. وبينما افتخر وزير األمن القومي اإلسرائيلي إيتمار بن غفير، أول من أمس، بهدم املنازل فـي وادي الخليل، قـائـال إنــه يشكل «خطوة مـهـمـة نـحـو اســتــعــادة الــحــكــم»، أكــــدت لجنة املتابعة العليا للجماهير العربية، في بيان أمـــس عـقـب اجتماعها الـــــدوري، أن «جريمة تـدمـيـر عــشــرات الـبـيـوت فــي الـنـقـب، فــي يـوم واحـــد، تـنـدرج فـي إطــار الـحـرب اإلسرائيلية عـلـى شعبنا الفلسطيني فــي جميع أمـاكـن وجـــــــــوده فـــــي الــــــوطــــــن». ودعـــــــت إلــــــى أوســـــع مـشـاركـة فــي مسيرة الــعــودة الـقـطـريـة، التي تبادر لها لجنة الدفاع عن حقوق املهجرين، يوم 14 مايو/ أيار الحالي.