جامعات تذعن لمطالب الطالب... ولندن تتشدد
مع اتجاه الحراك الطالبي الجامعي دعمًا لغزة حول العالم، إلى مزيد من التصعيد، أذعنت جامعات لمطالب المحتجين، فيما تتشّدد جامعات أخرى
أخـــبـــار مــشــجــعــة حــصــدهــا أمــــس الــخــمــيــس، الـــحـــراك الــطــالبــي املـــؤيـــد لـلـفـلـسـطـيـنـيـن في الــجــامــعــات بـــــدول غـــربـــيـــة، حــيــث اسـتـجـابـت جــامــعــتــان عــلــى األقـــــل ملــطــالــب املـعـتـصـمـن، وهـــــي الـــتـــخـــلـــي عــــن الـــتـــمـــويـــل اإلســـرائـــيـــلـــي، فـــي وقــــت تـتـجـه بـريـطـانـيـا لـلـتـشـدد مـــع هــذا الحراك، واستخدام اإلجراء ات القمعية، تحت ذريــعــة «حـمـايـة الـيـهـود» فــي اململكة. وأنهى طـالب جامعة ترينيتي كوليدج العريقة في العاصمة األيرلندية دبلن، أمس، احتجاجهم الـــــــذي اســـتـــمـــر خـــمـــســـة أيـــــــام عـــلـــى الـــــعـــــدوان اإلســـرائـــيـــلـــي عـــلـــى غــــــزة، بـــعـــدمـــا اســتــجــابــت الــجــامــعــة ملــطــالــبــهــم وأعـــلـــنـــت تــوصــلــهــا إلــى اتــــفــــاق «بـــعـــد مـــبـــاحـــثـــات نـــاجـــحـــة بــــن إدارة الـجـامـعـة واملــتــظــاهــريــن». وأعــلــنــت الجامعة أنها ستتخلى عن «استثماراتها في الشركات اإلسرائيلية التي لديها أنشطة في األراضـي الفلسطينية املحتلة واملــدرجــة على القائمة الــــســــوداء لـــأمـــم املـــتـــحـــدة فـــي هــــذا الـــصـــدد».
وقـــــال رئـــيـــس اتـــحـــاد الــــطــــالب فـــي الــجــامــعــة، الزلـــو مـولـنـارفـي، إن بـيـان ترينيتي كوليدج يظهر «قـوة الحركة الطالبية»، معلنا انتهاء االحتجاج مساء أول من أمـس. وكـان الطالب املــؤيــدون للفلسطينين، قـد نصبوا عشرات الخيم في أماكن عدة داخـل الحرم الجامعي، وســــدوا بـاملـقـاعـد مــداخــل املـكـتـبـة الــتــي تضم «كـــتـــاب كــيــلــز»، وهــــو مــخــطــوطــة شــهــيــرة من الــعــصــور الــوســطــى يــأتــي الــســيــاح لـرؤيـتـهـا فـــي الـعـاصـمـة األيــرلــنــديــة، مـــا دفـــع الـحـامـعـة لفرض غرامة على اتحاد الطالب. بدوره، أعلن مجلس شيوخ جامعة برشلونة اإلسبانية، أمس، موافقته على مذكرة دعم لفلسطن من قبل طـالب الجامعة املؤيدين للفلسطينين، والذين بدأوا اعتصامهم يوم االثنن املاضي، وتحمل الـشـروط املعروفة مـن وقــف التعامل مع االستثمارات اإلسرائيلية، وقطع العالقات مـــع الــجــامــعــات فـــي دولــــة االحــــتــــالل، عــلــى أن تــعــرض عـلـى مـجـلـس املــديــريــن والــحــكــام في الجامعة. وفي بريطانيا، بدأت االحتجاجات الــطــالبــيــة رفــضــا لــلــعــدوان عــلــى غـــزة تنتشر في البالد، وآخرها إقامة مخيم اعتصام في كلية الدراسات الشرقية واألفريقية في لندن، وذلـــك بـعـد مخيمات االعــتــصــام الـتـي أقيمت في جامعات نيوكاسل وإدنـبـره ومانشستر وكــامــبــريــدج وأكـــســـفـــورد، عـلـمـا أن مجموعة مــن طـــالب جامعة إدنــبــره املعتصمن، بــدأت إضـــرابـــا عـــن الــطــعــام لـلـمـطـالـبـة بــوقــف الــنــار في غزة. ودفع ذلك رئيس الـوزراء البريطاني ريشي سوناك إلـى االستنفار، لوضع حد ملا ســمــاه «انــتــهــاكــات مـــعـــاداة الــســامــيــة»، حيث التقى أمس رؤساء قادة جامعات في ما يبدو محاولة للضغط عليهم للتشدد مع الحراك. ووصف سوناك املعتصمن بـ «األقلية»، وقال: «أقـلـيـة عـالـيـة الــصــوت فــي جـامـعـاتـنـا تعطل حـيـاة ودراســــة زمـالئـهـا الــطــالب، وفــي بعض الحاالت، تقوم بمضايقات صريحة وإساءات معادية للسامية. هذا ينبغي أن يتوقف». وفـــي هــولــنــدا، فــرقــت الــشــرطــة أول مــن أمــس، اعـــتـــصـــامـــا داعــــمــــا لــفــلــســطــن فــــي جــامــعــتــي أمـــــســـــتـــــردام وأوتـــــريـــــخـــــت، حـــيـــث تــــــم إغـــــالق جميع الـطـرق املــؤديــة إلــى جامعة أمستردام والـتـي كــان يستخدمها املعتصمون لتنظيم فعالياتهم. كما تــم اعتقال معتصمن داخـل مـــبـــنـــى الـــجـــامـــعـــة وإخـــــــــــالؤه بـــالـــكـــامـــل عــبــر اسـتـخـدام الـشـرطـة الــكــالب والـــغـــازات مسيلة لـــلـــدمـــوع. وفــــي جــامــعــة أوتـــريـــخـــت، تـدخـلـت الشرطة واعتقلت 50 متظاهرًا. وعلى غرار هولندا، فرقت الشرطة النمساوية اعتصاما مؤيدا لفلسطن كـان مستمرا منذ ثــالثــة أيــــام فــي جـامـعـة فـيـيـنـا، بـعـد دخـولـهـا الـحـرم الجامعي فـي منتصف ليل األربــعــاء ـ الخميس، معلنة توقيف ثالثة من املعتصمن. وفـــي الــعــاصــمــة األمــيــركــيــة واشــنــطــن، أخـلـت
أخلت الشرطة بالقوة مخيم اعتصام في جامعة جورج واشنطن
الــــشــــرطــــة بــــالــــقــــوة أول مـــــن أمـــــــس مـــخـــيـــمـــا لـــلـــطـــالب املـــتـــضـــامـــنـــن مــــع غـــــزة فــــي جــامــعــة جـــــورج واشـــنـــطـــن، واعــتــقــلــت الـــعـــشـــرات، في أحــــدث مــواجــهــة مـــع الـــطـــالب الـجـامـعـيـن في الواليات املتحدة، الذين يتظاهرون احتجاجا عــلــى الــــعــــدوان اإلســرائــيــلــي عــلــى غــــزة. وكـــان الــجــمــهــوريــون فـــي الــكــونــغــرس قـــد ضـغـطـوا على السلطات املحلية للتحرك بشأن املخيم، وكـانـوا يستعدون الستدعاء شخصيات من سلطات املـديـنـة لـــإدالء بشهاداتهم أول من أمس أمام الكونغرس، وهو ما ألغي مع فض االعتصام. وانتقدت النائبة الديمقراطية في الــكــونــغــرس، مــن أصــــول فلسطينية، رشـيـدة طــلــيــب هـــــذه الــــخــــطــــوة، مــــحــــذرة فــــي مــؤتــمــر صــحــافــي، مـــن أن املــشــرعــن «ال يستطيعون بـــاالعـــتـــقـــاالت الـــــخـــــروج مــــن هـــــذه املـــعـــارضـــة املتنامية». وخـالل مؤتمر طليب، اتهم طالب فــــي الـــجـــامـــعـــة الـــشـــرطـــة بــالــتــســبــب بـــإرســـال مـــتـــظـــاهـــريـــن عـــديـــديـــن إلـــــى املـــســـتـــشـــفـــى. مـن جهتها، أعـلـنـت شــرطــة واشـنـطـن اعـتـقـال 33 شخصا بتهمة «دخول غير قانوني واالعتداء على عناصر شرطة». وكانت شرطة واشنطن قد رفضت أواخر شهر إبريل/نيسان املاضي طـلـبـا مـــن الــجــامــعــة بـــإخـــالء املــخــيــم، بحسب مـا ذكــرت صحيفة «واشـنـطـن بـوسـت» أمـس، مـــشـــيـــرة إلـــــى مــــخــــاوف بـــشـــأن الـــتـــحـــرك ضـد مــتــظــاهــريــن ســلــمــيــن. وفــــي بــيــانــهــا أول من أمس، قالت إدارة الشرطة إنها حاولت «تهدئة التوتر» من دون اعتقاالت، لكن ذلك لم ينجح.