الغالء في المغرب يطاول التعاونيات النسائية
تبدي املوظفة األربعينية آمــال الناجي، استغرابها من ارتفاع أسعار املنتجات التي توفرها تعاونيات نــســائــيــة فـــي املـــغـــرب، فــقــد تــضــاعــفــت أســـعـــار بعض املـنـتـجـات الــتــي تـمـتـد مـــن الـكـسـكـس إلـــى مـــاء الـــورد املقطر. اخـتـارت الناجي في األعـــوام األخـيـرة التزود بمنتجات التعاونيات الزراعية النسائية من األسواق املخصصة لذلك، غير أنها تالحظ أن سعر الكسكس ارتـفـع مـن دوالر ونصف إلــى دوالريــــن، بينما انتقل سعر ماء الورد املقطر من 3 دوالرات إلى 4 دوالرات.
لم تتوقف عن شراء تلك املنتجات التي تعتبر أنها انتشلت الكثير من نساء املناطق الريفية من الفقر، غير أنـهـا خفضت مشترياتها كـي تـوافـق املـوازنـة التي تخصصها لها. غير أن للتعاونيات مبرراتها االقتصادية الــصــرف. فهي تعاني مـن الـغـالء الـذي يـمـس تكاليف اإلنــتــاج بسبب الجفاف الـــذي عرفه املغرب في الستة أعوام األخيرة، ما أثر في األسعار والـطـلـب عـلـى منتجات تـلـك الـتـعـاونـيـات. تتحدث رقية أبو الطالب بنبرة ملؤها الحرج عندما تثير معها موضوع ارتفاع أسعار املنتجات التي توفرها التعاونية التي ترأسها. فالزيادة في تلك األسعار
يجعل العمالء يعدلون عن شـراء ماء الـورد املقطر. ال تـجـد رقــيــة أبـــو الــطــالــب، الــتــي تـــرأس التعاونية النسوية «تيماتني لـلـورد الـعـطـري»، بـديـال لزيادة األسعار بسبب غالء املواد األولية. تؤكد أن محصول الورد تأثر بالجفاف الذي أتى على إنتاج كامل في بعض الحقول، أو حصد نصفه في ضياع تعتمد على السقي. وتؤكد أن سعر الورد ارتفع بنسبة 50 في املائة بسبب قلة العرض، ما ينعكس على السعر النهائي الذي تضطر التعاونية إلى رفعه، خصوصًا أنها تحرص على جودة املنتج. ترأس نوال معارف تعاونية «سيدتي». تلك تعاونية أسستها مجموعة
من السيدات الريفيات، حيث يتخصصن في إنتاج الكسكس الــعــادي والـكـسـكـس بــاألعــشــاب. ال تخف معارف أن تأثر نشاط التعاونية يرتهن لها معاش الــعــديــد مـــن الــنــســاء الـــريـــفـــيـــات، بـــارتـــفـــاع تـكـالـيـف اإلنتاج في املوسم الحالي، ما انعكس على أسعار البيع والطلب. وهــــذا مــا تــؤكــده الـتـعـقـلـي فــاطــمــة، رئـيـسـة تعاونية ورززات إلنـــــتـــــاج وتــــســــويــــق الـــكـــســـكـــس املـــــعـــــروف «بالخماسي»، حيث تشدد على أن كلفة القنطار من القمح املستعمل لتوفير هذا املنتج قفزت في األعوام األخيرة من 40 إلى 75 دوالرًا للقنطار.