Al-Watan (Saudi)

إنقاذ الموصل بتسليح السُنة

-

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إنه بحلول نهاية العام ستُحرر الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، من سيطرة تنظيم داعش. واعتباراً من هذا الشهر، يكون قد مضى على العبادي عامان لإعادة بناء الجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي. وللأسف، لا تزال حكومته غير قادرة على تحرير الموصل من تلقاء نفسها، مما اضطر العبادي إلى الاعتماد على الميليشيات الشيعية -التي يعمل كثير منها بمثابة وكلاء لإيران في العراق- لإجراء الحرب. وفي الوقت نفسه، إن العرب السُنة -وهم يمثلون المجموعة الوحيدة في العراق التي ينبغي أن تتولى دوراً رئيسياً في تحرير المناطق الخاصة بها- قد تم تهميشهم من قِبل حكومة بغداد. ولقد كان تهميش الطائفة السُنية شعاراً مشتركاً منذ عام 2003. وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قد ساهم في صعود داعش. واليوم، رغم أن هناك رئيس وزراء جديد، إلا أنه يُمارس السياسات الكارثية نفسها. كما أن رئيس مجلس النواب، وهو من العرب السُنة، قد سمح بإغلاق الباب أمام العرب السُنة للانضمام إلى القتال. وهذا خطأ يجب على واشنطن أن تعمل بصورة عاجلة لتصحيحه، لأن منع السُنة من تحرير الموصل يزعزع استقرار العراق في المستقبل المنظور. لدى السُنة القدرة والاستعداد للقتال، لكنهم يفتقرون إلى الدعم. فعلى بعد نحو 20 ميلاً شمال شرق الموصل، توجد مجموعة تقدر بنحو 2000 من مقاتلي العشائر السُنية المدربين يعملون مع القادة السياسيين المحليين. وهم من أهل الموصل والبلدات المجاورة ولديهم الرغبة والقدرة على محاربة داعش وبالتالي استعادة ديارهم وحماية جيرانهم وأقاربهم، والدفاع عن البنية التحتية للمدينة، حيث ستكون هناك حاجة لإعادة بنائها. وللأسف، لم تقدم بغداد لهؤلاء المواطنين العراقيين الشجعان الدعم الجوي أو المعدات العسكرية اللازمة. اتبعت الحكومة العراقية المركزية في المعارك السابقة لتحرير المدن السُنية من عناصر داعش واحدة من إستراتيجيت­ين: ففي مدينة تكريت، نشرت الحكومة الميليشيات الشيعية لمساعدة قوات الجيش، وقد أدى ذلك إلى النهب والقتل الجماعي. وفي مدن أخرى، مثل الرمادي، اختارت الحكومة بدلاً من ذلك الاعتماد بشكل رئيسي على القصف الجوي. وفي حين أن القصف قد منع الميليشيات من ارتكاب جرائم حرب، إلا أن نتائجه لا تزال كارثية: ووفقاً لمسؤولين محليين، دمر القصف الجوي ما يقرب من 80% من المدينة. الموصل هي أكبر مدينة عراقية يستولي عليها تنظيم داعش، علماً بأن بها أغلبية ساحقة من السنة. والسبيل الوحيد لتحريرها والحد من سفك الدماء فيها هو إشراك السكان المحليين، لأن دعوة الميليشيات الشيعية في الموصل سيدفع برد فعل عنيف من هؤلاء السكان. يجب على الولايات المتحدة حجب الدعم من هذه الميليشيات إذا استمرت مشاركتها في عملية الموصل. وبدلاً من ذلك، يجب على واشنطن تسليح العشائر السُنية من الأنبار ونينوى. فبهذه القوة -بجانب نحو 2000 سُني في مقرها بالقرب من مدينة الموصليمكن­هم القتال جنباً إلى جنب مع وحدات الجيش العراقي لتحرير الموصل. *رئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي – (نيويورك تايمز) الأميركية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia