مُتدينون مسيحيون يرون أن الحجارة تمتلك صفات بشرية

توصل علماء في جامعة فنلندية إلى أن المسيحين الأكثر تدينا، أقل فهما للعالم المحيط بهم، وبعيدون جدا عن إدراك العلوم الطبيعية، حتى أن بعضهم حسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "الإندبندنت"، يؤمنون بأن بعض الأجسام مثل الحجارة والورق، تمتلك صفات بشرية وفقاً لما قاله العُلماء. قام باحثون في جامعة "هلسنكي" في فنلندا بعمل مُقارنة ما بين الأشخاص المؤمنين جدا بالمسيحية أو بالأمور الخارقة للطبيعة والأشخاص المُصابين بالتوحد، بعد أن اكتشفوا أنهم عادةً ما يُواجهون صعوبات في فهم حقائق العالم من حولنا. حيث تم ربط المُعتقدات الدينية بالمقدرة الضعيفة على فهم الظواهر الفيزيائية والحيوية مثل البراكين والأزهار والصخور والرياح دون إعطائها صفاتٍ بشرية، وكانت المفاجأة أن المتدينين جدا أكثر ترجيحاً بأن يعتقدوا أن الجمادات مثل المعادن والنفط والملابس والورق تستطيع أن تُفكر وتشعر، ويتفقون مع مقولات مثل "الصخور تشعر بالبرد". وتقول الباحثتان ماريانا ليندمان وهولمهاكينين– اللتان أكملتا هذه الدراسة: كُلما زاد المُشاركون في الدراسة تشددا دينيا أو إيمانا مفرطا بالأمور الخارقة للطبيعة، كُلما قلّت مهاراتهم الفيزيائية البديهية، وقدراتهم الميكانيكية العقلية، ودرجاتهم التحصيلية في الرياضيات والفيزياء، ومعرفتهم حول الظواهر الفيزيائية والحيوية.... وكُلما زاد اعتقادهم بأن للجمادات ظواهر عقلية". عرفت الدراسة "العقلية" بأنها عبارة عن الخصائص البشرية مثل التفكير والروح. وقال الباحثون: إن نتائج دراستهم أشارت إلى أن قلة فهم الناس للعالم الفيزيائي تجعلهم يُطبّقون الصفات البشرية الخاصة بهم على الكون بأكمله، "مما ينتج عنه الإيمان المفرط بالظواهر الخارقة للطبيعة". وقام العُلماء بعمل مُقارنة بين الأشخاص المُتدينين بالأشخاص المُصابين بالتوحد، قائلين بأن كليهما يواجهان صعوبات في التمييز بين الجوانب العقلية والمادية، بالرغم من أن المُصابين بالتوحد عادةً ما يرون أن العالم بأكمله عالم مادي، ويواجهون صعوبات في فهم الحالة العقلية للآخرين. قامت ليندمان وسفيد هولمهاكينين، بسؤال 258 شخصاً فنلندياً عن رأيهم، في ما إذا كانوا يُؤمنون بالظواهر الخارقة للطبيعة مثل رؤى المستقبل. وبعدها قامتا بربط إجاباتهم بالعديد من العوامل المختلفة، بما فيها نتائج الامتحان، وإجابات الاستطلاع، ومستوى الأداء في مختلف الاختبارات. فاكتشفتا أن الأشخاص الذين يؤمنون بالظواهر الخارقة للطبيعة أكثرهم من النساء، وعادةً ما تستند تصرفاتهم على الفطرة، بدلاً من التفكير التحليلي. وأشارت الدراسات السابقة إلى أن الأشخاص المسيحيين المتدينين جدا، عادةً ما يكونون ذوي نسبة ذكاء منخفضة، وأكثر يؤمنون حرفياً، بأشياء قال عنها العُلماء بأنها "عبارات ساذجة"، مثل بعض عبارات "الأرض تُريد المياه"، و"القوة تعرف اتجاهها". وكشفت الدراسات أن هؤلاء الناس أكثر سعادة ورضى عن حياتهم، مُقارنةً بغير المُؤمنين، ودائماً ما يكونون في أعين الناس أكثر كرماً وجدارةً بالثقة.

(الوطن) قداس في كنيسة كاثوليكية أبها: الوطن