اغتيال العقل العربي

هناك من لا يريد أن يكون للعقل العربي موطئ رأس في حركة التاريخ، يتصيدون نوابض هذا العقل، وصولا لتحجيمه وتصديعه وتفكيكه، والإغارة عليه لعضله، والحيلولة دون انصهاره مع متطلبات العقلانية، ومحاور الثقافة الكونية والمصالح المتكافئة، واستحضاره بكل تجلياته الفكرية، واستفاقته من الغيبوبة التاريخية والركود التوهمي، والانحباس المستبد عن الاستنارة وروح العصر، والانخراط في عجلة ودينامية مفاعيل التأثر والتأثير، ونشدان الالتحاق بمعطيات ومسارات التطور والارتقاء الحضاري، لقد واجه العقل العربي في مرحلته الإحيائية المعاصرة استدراجا ملغوما، بفعل شراسة المؤامرة والحروب الغامضة والمستترة، من خلال ظاهرة التخلص من العلماء العرب، اغتيالا وتغييبا، مما كرس حالة من الانهدام والانكسار وانهيار النشاط العقلي المثمر في العالم العربي، والاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة، تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي، ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسبابا عقائدية أو سياسية أواقتصادية أو انتقامية، تستهدف شخصا معينا، يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقا في طريق أهدافهم، لقد جعلني الدكتور »يوسف حسن يوسف« أتساءل معه عن ذلك السجل المرعب، والسلسلة الجهنمية من ضحايا الاغتيالات من علماء العرب وتصفيتهم بصورة ممنهجة »د.يحيى المشد، عالم الذرة والرجل الذي أخاف إسرائيل، د. مصطفى مشرفة آنشتاين العرب، د. سميرة موسى، أول عالمة ذرة عربية، حسن الصباح أديسون الشرق الذي أضاء في بلاد الغرب، د. سامية عبد الرحيم ميمني، أول جراحة مخ وأعصاب سعودية، ومخترعة جهاز الاسترخاء العصبي وجهاز »الجونج« المتحكم في الخلايا العصبية، ويعتبر الوحيد في العالم، د. جمال حمدان، أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين، د. سلوى حبيب، أقوى المناهضين للمشروع الصهيوني في القارة الإفريقية، العالم النووي وديع جرجس، د. رمال حسن رمال، العالم الذي كاد يحكم فرنسا، د. عبير عايش، صاحبة أبحاث الموت ومكتشفة علاج الأمراض الصدرية الخبيثة، د. سمير نجيب عالم الذرة والكفاءة العلمية المميزة، د. عبده شكر صاحب الثلاث درجات في دكتوراة الهندسة النووية، د. نبيل القليني عالم الأبحاث والدراسات الذرية، والذي اختفى في تشيكو سلوفاكيا قبل أربعين عاما ولم يعثر عليه حتى الآن، د. نبيل فليفل عالم الذرة والطبيعة النووية، سعيد بدير، عالم الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، ولكن مؤلف »دماء على أبواب الموساد«، فات عليه ذكر ما قام به عميل إيران الانتهازي العراقي »نوري المالكي«، من بناء سجون سرية تديرها ميليشياته الطائفية، تسببت في قتل 730 عالما وأكاديميا عراقيا، و 120 طيارا عبر معلومات وفرها المالكي للموساد، والحرس الثوري الإيراني.