Al-Watan (Saudi)

ليش تقول إنك سعودي

-

في الحقيقة، إنني لا أجهل الفكرة التي سأكتب عنها مقالا، لكني أفكر كثيرا في كيفية تلقي القارئ لما أكتبه. هذا الأمر يشغلني أكثر من اللازم. لم أكن لأهتم في السابق بوجهة نظر القراء لأي من مقالاتي، وعلى أي منحنى يمكن لهم فهم ما أتطرق إليه، لكني الآن أشعر بكثير من الخوف، على الرغم من أنني التي لم تكن تعرف يوما معنى التردد، حتى تمنيت لأيام أن أفكر عشر مرات قبل أن أفعل شيئا ما، قبل أن أقرر أداء واجب ما تجاه أحد ما. إنني حتى هذه اللحظة ما زلت أسأل نفسي كيف استطعت المغامرة -على سبيل المثال- والذهاب بكل جرأة ودون تفكير لإجراء عملية تصحيح النظر؟ غير عابئة بأنه من الممكن لمثل هذا النوع من العمليات أن يكلفني فقدان بصري. هذه الجرأة غير الاعتيادية لم أرتح لها الآن، لم أعد أسعد بأنني أجيب دوما على الفور بـ»لا« أو »نعم«، كنت أتمنى لو استطعت تأمل مفرداتي أكثر من المعتاد، لو توقفت عن الركض المضني، لو كنت أكثر ولاءً لذاتي وأقل قسوة، ذلك الرفض الصارخ متعب جدا، لا يمكن للنفس احتمالها حينما تصرخ بكل قوتك بـ»لا«، ولا تندم حتى وأنت تكتشف أنه كان يجب عليك أن تقول »نعم«.

بعد هذه المقدمة التي كنت أحاول فيها تبرير ما سأكتبه، هل سأكون على صواب أم أنني أجاور الخطأ؟ هل سيفهمني القارئ الذي اعتاد قراءة مقالاتي؟ إذًا لماذا أشعر بالتردد؟ أعرف جيدا ما السبب الذي يجعلني لا أطرق الفكرة على الفور، لا أريد أن أكون خليطا من العنصرية للدم والقبيلة، ولا أود أن أكتب بشكل جيد، وأن أعبر عن فكرتي كما يجب، وأن يفهم الآخرون أنني لا يمكن أن أتعمد إقصاء هوية على حساب أخرى، وأنني لست من مراهقات »إنستجرام«. هؤلاء الذين يجدون خلاصهم الوحيد في شتم عدد من الجنسيات العربية، وامتهان كرامة الآخر، والشعور بالعنترية وهم يطلقون وابلا من الرصاص العنصري ضد

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia