Al-Watan (Saudi)

الجميلات في إيران وتطهير المستقبل

-

تقول صديقتي الإيرانية عندما أخبرتها عن كتاب سجينة طهران »لم يعد لدينا نساء سجينات فقط، بل لدينا جيل كامل من النساء اللواتي ولدن في السجن وخرجن ليعدن إليه مرة أخرى مقاومات«، أفكر في جملتها تلك وأنا أقرأ تقريرا نشرته وزارة الخارجية البريطانية في 8 فبراير الماضي حوى أرقاما مخيفة وصادمة حول التعامل اللاإنساني مع المرأة الإيرانية، والذي وصل إلى إعدام الأمهات والشابات بدون إدانة، حتى وصل الرقم منذ تولي روحاني 70 امرأة، وتم رجم 3 نساء بتهمة الزنا، ولقد أسماه التقرير العدوان الديني، وكان أجدر بهم أن يسموه العدوان الخميني، فكما نعرف كمسلمين أن الرجم عقوبة تكاد تكون نادرة في الشريعة الإسلامية لصعوبة إثبات الزنا، وغالبا ما تم سواء في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم أو حتى الدول لتي تطبق الشريعة، تم باعتراف المرأة وإصرارها على تنفيذ الحكم ضدها، رغبة منها في التطهر، ونحن هنا نتكلم عن 1400 سنة، فكيف ترجم ثلاث نساء في ظرف أقل من ثلاثة أعوام؟ ناهيك عن حالات لشاعرات ومثقفات زج بهن بالسجون لأجل قصائد شعرية أو مقالات أو اغتصبن حتى الموت، كالمصورة من أصل كندي زهراء كاظمي، وهي بالمناسبة من ألهمت صاحبة كتاب سجينة طهران لرواية قصتها وعدم الصمت على أفعال النظام الخميني البشع.

إن هذه المعاناة مع النظام ليست فقط محصورة في ما سبق، بل إنها أعطت لأمور مثل مايسمى بزواج المتعة الرسمية التي يحتاجها، بل وجعلته سلاحا يستخدمه النظام لاستعباد النساء الإيرانيات من قبل رجال السلطة الخمينية، حتى وصل الأمر بهن إلى إحراق جمالهن كما فعلت الشاعرة الإيرانية بروين غفارخاني، بعدما كاد يجبرها قاض على الزواج منه زواج متعة.

يقول التقرير إنه يتم اعتقال 2000 امرأة إيرانية كل يوم، وهذا يضع العديد من علامات الاستفهام حول لماذا هذا الاستهداف للنساء الإيرانيات من النظام الإيراني؟

في الواقع 50% من مجلس المقاومة الإيرانية هن نساء، ورئيستهم امرأة اسمها مريم رضوي، ربما لأن النساء يأتين بالمستقبل لهذا العالم، ولهذا أرادت جميلات إيران تطهيره من الخمينية قبل حضوره. azza@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia