Al-Watan (Saudi)

الأطفال بحاجة لثناء الآباء

-

وفقا لدراسة جديدة قدمت للمؤتمر السنوي للجمعية النفسية البريطانية فإن الهدف من ثناء الآباء على سلوك أطفالهم الجيِد خمس مرات في اليوم هو مساعدتهم على النمو العاطفي والاجتماعي. ووجدت الدراسة أن الآباء الذين فعلوا ذلك بالضبط لاحظوا زيادة في رفاهية أطفالهم وانخفاضا في فرط النشاط وعدم الانتباه. وبالنسبة للدراسة التي لم تنشر بعد في مجلة »مراجعة الأقران«، طلب باحثون من جامعة دي مونتفورت في إنجلترا 38 من أولياء الأمور الذين تتراوح أعمار أبنائهم بين 2-4 سنوات لاستكمال الاستبيانا­ت عن سلوك أطفالهم ورفاههم. كما تم إعطاء بعض الآباء والأمهات معلومات عن كيفية ومدة الثناء على أطفالهم لحسن سلوكهم، وطلب منهم تتبع عدد المرات التي فعلوا فيها ذلك يوميا. بعد أربعة أسابيع، لاحظ الآباء والأمهات الذين أشادوا بأطفالهم خمس مرات في اليوم تحسنا في رفاه أطفالهم، مقارنة مع أولئك الذين لم يتَبعوا هذا المسار. ووفقا لاستجابات الآباء، كان سلوك الأطفال في مجموعة الثناء أفضل، مع ملاحظة انخفاض مستويات فرط النشاط وعدم الانتباه. وقالت كبيرة المحاضرات في جامعة دي مونتفورت، سو ويستوود، إن الإشادة بالطفل هي »تدخُل بسيط وفاعل من حيث التكلفة« يمكن استخدامه على أساس منتظم. وقالت في بيان صحفي »إن تحسين السلوك والرفاهية يمكن أن ينجم ببساطة عن ضمان مكافأة الإجراءات الإيجابية للأطفال بالثناء، ويرى الأولياء أنهم يراقبون سلوك أطفالهم الجيِد«. يقول الباحثون في مواد وزِعت على الآباء والأمهات في الدراسة: إن التقدير والثناء المنتظمين يعززان مشاعر التقارب والحب لدى الأطفال الرُضَع والأطفال الصغار، ويشجعانهما أيضا على مواكبة سلوكهم الحميد. وتقول الباحثة كارول سوتون، المشارك الأساسية في الدراسة، يجب على الآباء اغتنام الفرصة لـ»جذب« أطفالهم ليكونوا جيدين، وأن يعترفوا بجهودهم وإنجازاتهم اليومية: مثل تنظيف أسنانهم، وركبوهم دراجة ثلاثية العجلات، ورعايتهم لأشقائهم أو للحيوانات الأليفة، على سبيل المثال. وفي الوقت نفسه، يجب على الآباء أيضا تعيين حدود ثابتة بحيث لا ينمو الأطفال بمواقف متزعزعة. تقول سوتون »الثناء للطفل خمس مرات يوميا قد لا يكون عددا سحريا، ولذا يمكنكم أن تستخدموا عددا أقل أو أكثر، ولكن النقطة المهمة هي أن الأطفال يجب أن يسمعوا كلمات إيجابية بشكل متكرر وعلى مدى أسابيع وشهور، ليس فقط ليوم أو يومين«. وتقول سوتون أيضا »إنه ليس فقط الآباء والأمهات، ولكن الأجداد والمعلمين وأي شخص يتفاعل مع الأطفال في أي سن، يجب أن يبذلوا جهدا للثناء على السلوكيات التي يرغبون غرزها في أطفالهم. وإذا ما فعلوا ذلك، فإنهم سيشهدون بالتأكيد تحركا لأطفالهم نحو أنماط لسلوكيات أكثر إيجابية في الأسر والفصول الدراسية وفي المحال التجارية، بل في كل مكان«. كاتبة في الشؤون الصحية والعلمية مجلة تـايـم الأميركية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia