Al-Watan (Saudi)

دور القبيلة في التنمية والتطوير والبناء

- علي آل عمير

بعيدا عن العنصرية القبلية والإشكالات التي تقود لها واستخدام اسمها في المزايدات والملتقيات الفارغة وما يصاحبها من مدح فج وإسراف مذموم ونعرات لا تخدم المجتمع ولا تقود إلى نتائج إيجابية، أود في مقالي هذا أن أكتب عن دور القبيلة في التنمية والتطوير، وسأبدأ بمقدمة بسيطة عن بدايات القبيلة في التاريخ.

القبيلة ككيان اجتماعي ظهرت مع بدايات وجود الإنسان، وهي تمثل حاجة ملحة وطبيعية للوجود الإنساني وما يتطلبه ذلك الوجود من أمور لعل أبرزها الحماية والغذاء، ولم تكن التجمعات البشرية الأولى أكثر من عدة أسر مغلقة تتبادل المصالح والمنافع والعلاقات الاجتماعية فيما بينها.

العرب في الجاهلية كانوا يتكونون من قبائل إما كبيرة أو صغيرة، وكانت هناك بعض تحالفات وحروب بين هذه القبائل، حيث كانت القبيلة على الأغلب تحارب وتسالم وتهاجر بشكل جماعي، وشكّلت القبيلة الوحدة الأساسية في المجتمعات العربية في الجاهلية والإسلام.

وعندما جاء الإسلام بقي تشكيل القبيلة ولم تتغير كثيرا، بل إن القبائل حاربت لنصرة الإسلام ضمن الجيوش الإسلامية كوحدات تسهم في رفع راية الدين.

وتُعرّف القبيلة بأنها جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى أو اسم حلف قبلي يعتبر بمثابة جد، وتتكون من عدة بطون وعشائر، ويسكنون في إقليم مشترك، ويتحدثون لهجة واحدة، ولهم ثقافة متجانسة.

المجتمع السعودي يعتبر مجتمعا قبليا استطاع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبناؤه الملوك من بعده التأليف بين هذه القبائل وتشكيل هويتها واستمرار وحدتها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهي راية ومنهج المملكة العربية السعودية.

وقد حرصت وزارة الداخلية والقائمون عليها -حفظهم اللهعلى وجود شيوخ ونواب القبائل، وحرصت على توجيههم نحو ما يخدم وطننا المبارك المملكة العربية السعودية.

وبما أن القبيلة جزء رئيسي من تكوين مجتمعنا السعودي فإن لشيخ ونائب القبيلة دورا في مساعدة أجهزة الدولة المختلفة، وذلك من خلال جانب التوعية والتثقيف وحماية الشباب من الانحراف والانجراف في مشاكل ومصائب الإرهاب والمخدرات، والاستمرار في التنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية لاستقطاب الدعاة المتميزين والمفكرين البارزين لإلقاء محاضرات وندوات تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الفكر السليم وتوجيه الشباب نحو كل ما يبني وطن الخير المملكة العربية السعودية.

إن شيخ ونائب القبيلة لهما دور كبير في صناعة المواطن الصالح الذي يسعى إلى كل ما يفيد نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، ذلك المواطن الصالح الذي يحافظ على مقدرات الوطن ويعمل على تطوير وتعليم نفسه وكل من حوله القيم الإسلامية والمبادئ الفاضلة.

(المواطن الصالح) ليست شعارات ولا مفردات عابرة، بل هي أعمال وسلوكيات وتصرفات يطبقها الفرد على نفسه وأسرته، وتظهر نتائجها في تنمية وتطوير الوطن.

كم أشعر بالفخر حينما أشاهد أبناء وبنات وطننا وهم يرفعون راية الوطن في المحافل الدولية المختلفة وفي الجامعات العالمية، ويغمرني إيمان تام بأن هذا الوطن -بإذن الله- مقبل على خير ووفرة ورفاهية وسعادة، وأحوالنا دائما من حسن إلى أحسن، ولسان حالنا يردد (دائما بالإمكان أحسن مما كان).

وأختم مقالي بأن أدعو الله -عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي عهده، وأن يمدهم بالعون والتوفيق، وأن يسخرنا جميعا لخدمة هذا الوطن المعطاء الذي قدم لنا كل شيء، وآن الأوان أن نفعل كل شيء لتحقيق الاستقرار واستدامة الأمن والأمان.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia