Al-Watan (Saudi)

كيف تصبح من المشاهير

- عبدالحميد الحمادي

سبحان الذي أودع في نفس الإنسان أسرارا تكوينية طبيعية، يبذل الإنسان في إشباعها وإراحتها كل السبل، والحاجات الإنسانية في مجملها بين البشر عموما متساوية من بداية النشأة حتى نهاية العمر، كالحاجة للغذاء والطعام، والحاجة للكساء والزينة الأساسية والكمالية، والحاجة للمعرفة والبصيرة ولو بنطاق محدود، والحاجات الإنسانية عند تفصيلها تجد التباين بين حاجة الطفل والشاب والراشد والشيخ والمرأة، وهكذا باختلاف أطوار الخلق وتنوع المراحل العمرية التي لها متطلباتها وميزاتها، ويمكن أن يكون هرم »أبراهام ماسلو للحاجات الإنسانية« قاعدة توضح تلك الحاجات حسب تحول الإنسان من سن إلى سن، فجاء تقسيمها على النسق التالي: الحاجة الفسيولوجي­ة كالطعام والنوم والتنفس، الحاجة للأمان كالوظيفة والصحة والرعاية، والحاجة الاجتماعية كالصداقة والألفة والزواج والقبول، والحاجة للتقدير كاحترام الآخرين والإنجاز، الحاجة للنجاح كالمشاركة في حل المشكلات وتحقيق الذات.

باتت الشهرة سهلة المنال مع توفر وسائل الاتصال، فبإمكان الإنسان إنشاء حساب عبر تويتر يحمل صورته وهويته ومقولاته، ويمكنه بتغريدة واحدة أن يصل للآفاق ولمئات الأشخاص وبضغطة زر، السؤال هنا لماذا باتت الشهرة غاية وليست وسيلة، وأصبح البعض يتنافس ليكون أشهر المشهورين بأي ثمن، ولديه الاستعداد أن يخلق له أعداء وخصوما أو يخالف في قضايا اجتماعية عامة حساسة؟

حب الصيت والذكر والشهرة يصنف في هرم ماسلو ضمن الاحتياجات الإنسانية في سلم الحاجة للتقدير، وهو من غرائز النفس البشرية، والأمر غير المقبول وليس طبيعيا أن تصبح الشهرة يلهث وراءها بالتنازل عن مبادئه وقناعاته، فيصبح صاحبها كالأعرابي الجاهلي الذي لطخ ستار الكعبة المشرفة بالقاذورات وحين سألوه عن ذلك. أجابهم: أحب أن أذكر ولو بلعنة.!

السؤال الكبير هنا: لماذا نتداول ونتناقل مقولات لأشخاص عظماء ماتوا منذ مئات السنين رغم عدم توفر الوسائل التي لدينا اليوم في عصرهم؟

الجواب: ببساطة لصدق إخلاصهم.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia