Al-Watan (Saudi)

مقتطفات الجمعة

صالح الشيحي

- صالح الشيحي

مذيع قناة الجزيرة المخضرم »جمال ريان« كتب تغريدتين سيئتين هاجم فيهما الإعلام السعودي، والتزم الصمت بعدها. تذكرت نكتة تقول: سأل القاضي المتهم: »لماذا أطلقت طلقتين ناريتين على خصمك«؟! فأجاب المتهم: »وماذا أفعل يا سيدي، لم يكن في المسدس سوى طلقتين«! لو كان لدى ريّان شيئ لما التزم الصمت!

جاءت الأزمة الخليجية القطرية الحالية لتبرهن أن الصحافة الورقية هي سيدة المشهد. بالأمس كان كثيرون يتابعون بشغف وفرحة غامرة أخبار تعثر بعض الصحف الورقية المحلية، ويتبادلون التكهنات بإغلاقها، واليوم يتناقلون صور صفحاتها الأولى وعناوينها ومقالات كتابها ورسوماتها! إن كان لي رجاء من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور »عواد العواد«، أن يتبنى فكرة إعادة دعم الوزارة للصحف المحلية بما يضمن استمراريته­ا وقوتها. إن توقف الصحف الورقية في ظل عدم وجود مصادر موثوقة، سيجعل الصورة شديدة القتامة.

لا أدافع عن الأخ والصديق »جميل الذيابي«، لكن كلمة الحق أنه صحفي متمكن من أدواته، وكاتب خبير، ولذلك لا يمكن أن يُمرر عبارة خالية من المضمون، والعاقل يدرك أن توظيفه عبارة »المعدة القطرية« هو توصيف وتوظيف بلاغي سياسي بحت، وأول من يعلم ذلك هم زملاؤنا في الصحافة القطرية. لكنها التقاطات تندرج في إطار المواجهة الإعلامية لا أكثر!

الذي أعلمه أن هناك متحدثا رسميا لوزارة الداخلية، وهناك متحدث رسمي للأمن العام، ومتحدث ثالث لرئاسة الحرمين الشريفين، تتم إحالة أي استفسارات تتعلق بالمشاعر المقدسة إليهم. ما المبرر إذن أن يسمح لغيرهم من العاملين في المشاعر بالحديث إلى التلفزيون أو الصحف، سيما أن كثيرا من وسائل الإعلام والمراقبين في الخارج يرصدون أي تصريح أو زلة لسان، قد يتم توظيفها للإساءة إلى البلد وجهوده في خدمة المعتمرين وزوار المشاعر المقدسة؟!

بقي القول: المزايدات رخيصة، وتبلغ غاية الرخص حينما تتحدث عن الحب والمشاعر والولاء. لكن »الحياد« والصمت، أرخص بكثير حينما يتعلق الأمر بسلامة وطني، ووحدة أراضيه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia