Al-Watan (Saudi)

هؤلاء هم أبرز الأسباب

-

واقعنا يؤكد أن تجمد الفكر الإسلامي، وتجمد الاجتهاد فيه، كان بسبب التيار الأعظم من علماء الدين الإسلامي؛

فهم الذين وقفوا عقبة في طريق التجديد، وسببوا هذا التراجع الحضاري الذي يشعر به العقلاء.. الدين عند هذه المجموعة لا يحتاج إلى تجديد، أو إلى اجتهاد جديد، فـ(الإبداع) عندهم محصور فيما كان، و(الأواخر) في عقلياتهم، لا بد أن يلبسوا جلاليب الأوائل، ومن يقول عكس ذلك مخالف للدين، مع أن الدين الحق، هو الموافق لسنة تقلبات الحياة، والموافق للسير فيها، بلا توقيف لعجلاتها عن الدوران..

عقول كثير ممن ذكرت غير قادرة على مسايرة الحال، وغير مؤهلة لفهم تطورات الزمان، وبعضها لا شأن له

بما يدور في عالم اليوم، والمصيبة أنهم يسخرون من الداعين إلى التجديد، بل ويعتبرونهم مارقين، والأدهى من هذا وذاك، أنهم لا يتورعون عن احتكار الدين لأنفسهم، وإقصاء غيرهم عنه، والتكسب منه من أجل السيطرة على الناس؛ والمتابع للواقع، يستطيع وبكل سهولة؛ أن يؤكد على أن هؤلاء العلماء قعدوا عن تحمل مسؤولياتهم، ولهذا السبب وغيره، انفتح الباب للغلاة والمتشددين، الذين اختزلوا الدين في شكليات خالية من أي جوهر..

ترك دعاة الجمود والجهل في الصفوف الأولى أمر محبط، والبحث عن السبل الكفيلة بإخراج الناس من المآزق الحضارية، وسيطرة الفكر الديني الصحيح لا المتخلف؛ أمور لازمة، ولا بد من تشكيل مجموعة عمل من صفوة علماء البلاد، ومفكريها، ومثقفيها، وتفريغهم مدة كافية، وإتاحة كل ما يكفل لهم وضع خطة متكاملة لتجديد فكرنا الديني، وتقديم مشروع يخرج الناس من النفق المظلم الذي هم فيه، واقتراح الموضوعات التي يلزم البدء بها،

وحشد وسائل الإعلام من أجل إنجاح هذا التوجه الوطني الهام..

إن كان المذكور سابقا مكررا، فهو من المكرر اللازم؛ ولا سيما أن الأمر جد، لا هزل فيه، وليس التأخير بالأمر المحتمل، كما أن فكرنا الإسلامي اليوم، في أمس المختلفة، مع الاستيعاب التام لمختلف القضايا والقيم والأفكار، والإدراك لمنزلة المقاصد والوسائل، وفهم العام والخاص، و(قراءة الوحي) جنبا إلى جنب مع (قراءة الكون)، وبهذا يتيسر تكوين مجتمع متميز في الجوانب الروحية والأخلاقية والفكرية وغيرها، وقادر على مواجهة

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia