Al-Watan (Saudi)

ماكينة مستوردة

- صالح الشيحي

إن قلت إن الأمير »حمد بن خليفة« لا يثق بالصحفيين القطريين.. فلن أكون موضوعيا، وسأتخلى عن الأمانة الصحفية أثناء سرد هذه الانطباعات العابرة.. هو يثق بهم كمواطنين، لكنه، وهنا المحيّر، لا يثق بقدراتهم!.. مقابل الثقة العمياء المطلقة التي انتزعها منه الصحفيون العرب الذين استقدمهم للعمل في قناة الجزيرة التي انطلقت مطلع نوفمبر 1996 - بعد 16 شهرا بالضبط من انقلابه الأبيض على والده - إضافة إلى الوسائل الإعلامية الأخرى التي تقاسم الشعب القطري ثرواته.. مؤلم أن تُقدم الآخرين على أبنائك.. والمؤلم أكثر أن يكون السبب هو انعدام ثقتك بهم.. لقد أثبتت الأحداث الحالية أن الذي يستبسل ويبرر ويحاول أن يغطي فضائح وممارسات »حمد بن خليفة« هو الإعلام القطري الحقيقي، الذي تم تغييبه على مدى 20 عاما مضت؛ وليس الشذاذ وتجار الإعلام الذين جاؤوا من أطراف الأرض بحثا عن المال، وفتحت لهم مكاتب الأمير يدخلونها متى وكيفما شاؤوا، وسيغادرونه­ا إلى من يدفع أكثر! كنت أتحدث ذات مرة مع أحد الشخصيات الإعلامية القطرية البارزة بعد أزمة سحب السفراء، حينما قال لي: »هل تصدق لو قلت لك إنني لم أقابل أمير البلاد حتى الآن« ..! يشهد الله على ذلك، وخلال الأسبوع الماضي شاهدت هذا الزميل في تلفزيون قطر الرسمي وهو يستبسل في الدفاع عن »حمد بن خليفة«.. كنت أتمنى لو كان الأمير هو الآخر يشاهد التلفزيون القطري ليعلم أي جريمة ارتكبها بحق الإعلام القطري وهو يستقدم المرتزقة و»يُسمّنهم« كالوحوش؛ ليهاجموا جيرانه! آخر النشاطات التي حضرتها في الدوحة كانت »القمة العالمية للإعلام« تحت عنوان مستقبل الأخبار والمؤسسات الإخبارية، بالتزامن مع منتدى الجزيرة العاشر (20 - 21 مارس 2016).. يشعرك الملتقى أنه مقام في إحدى دول الشام، أو مصر.. لا وجود مطلقا للأشقاء القطريين، لا حضور، ولا تنظيم، ولا مشاركة تذكر..! كانت الدوحة أشبه ما تكون بالمستعمرة.. أما إعلامها الوافد فقد أمسى رهينة للماكينة الإعلامية الضخمة التي يديرها »الإخوان«.. الماكينة التي تتحطم أمامها كل القيم والأعراف الإنسانية.. لقد تحولت الدوحة خلال السنوات الأخيرة إلى مرتع خصب لهم.. وعوضهم »حمد« عن وطنهم الأم بما لم يحلموا به.. فتحولوا إلى مجموعة حاقدة، ينقمون على كل ما هو سعودي.. ولا أخفي دهشتي حينما تيقنت - رأيا ومعلومة - أن كثيرا من هؤلاء الدخلاء ينظرون إلى الشعب القطري الشقيق نظرة احتقار ودونية.. كنت أعلم ذلك، ولا أعلم كيف فات ذلك على قائد

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia