Al-Watan (Saudi)

أعتقد أن الرؤية يتقدمها قائد طموح، ذو بُعد نظر إستراتيجي، لا يكƩل، ويعرف الطريق إلى هدفه، ممثلا في ولي العهد، ولديها فريق من المسؤولين الحكوميين الذين يملكون الخبرة

-

2 - له رؤية مختلفة، أو ما يسمى العين الجديدة، فله القدرة على رؤية الأمور من زاوية مختلفة، ربما تختلف عن كل فريق العمل، ولهذه النظرة بُعد إستراتيجي وشمولي مقنع، وقد تغطي نظرته الزوايا التي لا يراها الغالبية، إما استكمالا أو معاكسة، فهو ليس مجرد سمكة مع التيار.

3 - يملك صفات القيادة الحكيمة، وهنا نعني بالقيادة الحكيمة بتعريفها الشمولي يخشى أن يطرح رأيه بكل صراحة إذا احتاج الموقف ذلك دون التأثر بالملامة، وفي الوقت نفسه قد يبني تحالفات في الفريق لكن لا تكون على حساب استقلاليته أو حياديته. وهو ينطبق عليه مقولة هوجو »لا قوة كقوة الضمير ولا مجد كمجد الذكاء.«

مرّ على العالم رجال دولة مميزون تاريخيا وحديثا، وربما من أشهرهم حاليا، هنري كسنجر، فمنذ عدة عقود وإلى يومنا الحالي، لا يوجد رئيس أميركي يدخل البيت الأبيض إلا ويطلب المشورة من هنري كسنجر، أو يطلب من كسنجر مهمة معينة، وكان آخرها قبل أيام.

وفي السعودية مرّ علينا رجال دولة مثل الدكتور غازي القصيبي، والشيخ عبدالعزيز التويجري »رحمهم الله«، فلم يكونوا مسؤولين أو وزراء، بل كانوا أكبر من ذلك بكثير، وكمثال آخر عربيا، كان عمر سليمان في مصر.

أعتقد أن الرؤية يتقدمها قائد طموح، ذو بعد نظر إستراتيجي، لا يكلّ، ويعرف الطريق إلى هدفه، ممثلا في ولي العهد، ولديها فريق من المسؤولين الحكوميين الذين يملكون الخبرة، ولديها فريق آخر من المسؤولين في القطاع الخاص فيهم مرونة وكفاءة، لكن تحتاج رجلا أو رجال دولة، الذي يحدث التوازن بين الفريق ككل، ويكون عضيدا للقائد، فالقرار الأول والأخير سيكون للقائد، لكن يحتاج سماع الرأي الآخر حتى لا يكون كل الفريق من لون واحد، وكما هو معروف فإن فرق العمل -مهما اختلفت عناصرها- فإنه مع الوقت سيطغى عليها اللون الواحد، وما يعرف بالتيار السائد! مما يحجب مستقبلا ما يسمى الرؤية الإبداعية، ولكن ربما تبقى الرؤية الإبداعية في وجود رجل الدولة المحايد!.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia