Al-Watan (Saudi)

سلامة الناس يا مرورنا العزيز

- عبدالقادر الغامدي

كتبت عدة مقالات، وغردت في توتير بعشرات التغريدات عن التقصير الذي نشاهده ونلمسه من رجال المرور في حياتنا اليومية، وكنت في معظم المقالات أعطي أمثلة حية على هذا التقصير غير المبرر وغير المقبول.

فالدولة -أعزها الله- أنشأت هذا الجهاز الحكومي المهم لضبط حركة المرور ولضمان سلامة السائقين والمركبات. ولن يتأتى ذلك بمحض الصدفة، فإن لم يقم المرور بفرض النظام بالقوة فإن الفوضى ستسود، لأن الإنسان جبل على الانفلات وحرية التصرف، ويكره أن يقيد إحدى حركاته وسكناته. ولهذا نجد الحروب الأهلية الطاحنة تكثر في البلدان التي يقل فيها أو تنعدم فيها القوة التي تحكم تصرفات الناس، وأقصد هنا الحكومة بجميع مؤسساتها.

نحن للأسف تحدث عندنا حرب ولكن من نوع آخر، وضحايا هذه الحرب قد يفوق ضحايا بعض الحروب التي تقوم بين دول يعادي بعضها بعضا. حربنا التي أتكلم عنها تقع باختيارنا وتقع في شوارعنا، وأبطالها هم أبناؤنا، خصوصا من هم في مقتبل العمر، وبيدنا نحن فقط المقدرة على إيقافها في أي وقت نشاء.

إنها حرب الحوادث المرورية التي تقع في شوارعنا وطرقاتنا الرئيسية والتي يذهب ضحيتها الآلاف من خيرة شباب الوطن، ناهيك عن المصابين والتلفيات التي تقع على المركبات والتي تقدر خسائرها بالمليارات. وإن كانت الحروب التقليدية بين البلدان لها من يشعلها ويؤججها من أطراف داخلية وخارجية فإن مشعلي ومؤججي الحرب المرورية في شوارعنا هم للأسف من يقع على عاتقهم الحفاظ على شوارعنا آمنة من الحوادث.

ولكن نظرا لتساهلهم في تطبيق القانون جعل الفوضى تنتشر وتكثر الحوادث والوفيات، حتى أصبحنا نملك النسبة الأعلى في الحوادث والوفيات على مستوى العالم. سأعطي مثالا على تساهل المرور في تطبيق الأنظمة لكي لا يقال إني أطلق الكلام على عواهنه وأعيد وأكرر في الأسطوانة المشروخة التي تقلل من عمل وأداء رجال المرور.. أليس الحفاظ على انسيابية حركة السيارات وسلامة المارة في شوارعنا من صميم مسؤوليات المرور؟ الجواب بلى.. فما بالهم إذن يتركون المتسولين والمتسولات يمارسون مهنتهم عند إشارات المرور، معرضين أنفسهم للخطر أولا ومعكرين حركة وانسيابية المرور ثانيا؟ من فرط تساهل المرور في هذا الأمر شجع عمال النظافة على ممارسة نفس المهنة تاركين أعمالهم ومتسمرين عند إشارات المرور للتسول. هذا غيض من فيض، ولو سردت المظاهر السلبية التي يقوم بها قائدو المركبات والفوضى في شوارعنا نتيجة لتساهل رجال المرور لاحتجت إلى عدة مقالات. وإنه لمن المؤسف حقا أن يصل الحال لدرجة تصبح فيه كاميرا ساهر أكثر هيبة من رجل المرور.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia