أن تكون قارئا
إن كنت تفتح كتابا من المنتصف وتقلب صفحاته سريعا، ثم تقرأ صفحات مبعثرة فقد خسرت مهنة قارئ، وقد تخسر وقتك بقراءة هذا المقال أيضا.
أن تكون قارئا يعني أن تكون صديقا ومنصتا جيدا محترما للآراء متعمقا واسع الفكر.
أن تجلس أمام كاتب وتتحاور معه في نسج خيالك، أن تسمح له بالذهاب بك بعيدا عن أرض الواقع.
قد تسأله أحيانا عن سبب كتابته لهذا الكتاب وتجيب عن نفسك!
أن تكون قارئا يعني أن تحترم عدد الساعات التي قضاها الكاتب في التدقيق ومحاولة إيصال فكرته لك، فتترتب في تقليب صفحاته بتعمق وتجاوب.
أن تكون قارئا يعني ألا تشعر بالوحدة مطلقا، بل تكون دائما خائضا للتجارب الاجتماعية ومقابلة العالم من شتى نواحيه والسفر عبر الزمن، قد تكون بطلا، وقد تكون الضحية، وقد تكون متفرجا، ولكنك بطريقة أو بأخرى ستغوص في عالم آخر.
حول مقولة [الكتاب خير صديق]، نحن نجالس الكاتب هنا في كل مرة ننعزل بأفكار جديدة وعالم مختلف بقلم مميز، لذا أود تغييرها إلى [الكاتب خير صديق].
من مهنة القارئ أيضا إيجاد الحلول لما يقرأ عنه من مشكلات.. واجهت مشكلة من البعض بمحاولتهم في القراءة، ولكنهم لا يحوزون على النفع أو المتعة، لكنني متأكدة أن كل كتاب يباع في المكتبة له قصة وفكرة أو إيضاح لظاهرة معينة، وإن لم يكن فقد كسب أن يكون متميزا برأيه ومختلفا.
حسب تجربة ألهمتني للقراءة والاستفادة أكثر قمت بكتابة ثلاث مهمات يتحتم عليّ فعلها بعد الانتهاء من كل كتاب أقرؤه، فمثلا عند انتهائي من كتاب [الأب الغني.. الأب الفقير] كانت مهماتي كالتالي:
تلخيص أبرز النقاط والاقتباسات الملهمة ونشرها.
كتابة المشاريع التي أشعر أن المجتمع بحاجتها، وكيف نعمل على تحقيقها.
كتابة أكبر قدر من النصائح التي حصلتُ عليها من الجميع بكيفية كسب المال والوصول إلى الثراء وانتقاء الصحيح منها، لأن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي تقتصر على الدراسة والحصول على وظيفة آمنة فقط، فكان هذا الكتاب منبعا لفكر أعمق بالنسبة لي.
تضم الكتب قدرا مهولا من النصائح وسرد القصص الملهمة، لكن علينا أولا تحديد وظيفتنا كقراء، وتسجيل النقاط التي نود تطبيقها من هذا الكتاب، والبدء بالعمل للوصول إليها مع مراعاة كتابة نقاط بسيطة حتى يصبح التركيز عليها عاليا.