بطولة سياحية

شاهدت لقطتي تحكيم من بطولة الأندية العربية القائمة في مصر يندى لهما الجبين إنْ كان للمنافسات العربية جبين، لقطة ضربة جزاء لصالح الفتح المغربي ضد الزمالك المصري شاهدها كل سكان العالم العربي وإفريقيا إلّا الحكم، ولقطة هدف لصالح النفط العراقي ضد الترجي التونسي بينه وبين التسلل ما بين تونس والعراق إلّا في عين مساعد الحكم. البطولة سياحة صيف فلابد أنْ تبقى فيها فرق الإعلام والجمهور رغم أنّ إعلامها أكثر من جمهورها!. تذكرت مباراة بين الأهلي المصري بجمهوره وإعلامه والهلال السعودي في نسخة سابقة من هذه البطولة لم يشاهد حكمها ضربة جزاء للضيف السعودي كان احتسابها أقل واجبات الضيافة العربية غير الكروية. بعد البطولة التقيت حكماً شهيراً فسألته عن تلك الضربة التي قصمت ظهر الهلال ففاجأني بالقول »لو حسبها لما خرج من الملعب، وإنْ خرج منه فلن يخرج من مصر« قلت له: »لو كانت في بطولة إفريقية؟«، أجاب بحدة »لاحتسبها وخرج من مصر آمناً«، وأضاف بحزم »في البطولة الإفريقية لو حدث شيء للحكم سيطال الإقصاء الأهلي، بل ربما الكرة المصرية من البطولة لسنوات إنْ لم يُصعّد الكاف الحدث لفيفا«، ثم أضاف بسخرية »البطولة العربية مثل الجامعة العربية!«. رغم هذه السمعة غير الرياضية للبطولة العربية فإن إعادتها كمنشط سياحي في الإسكندرية وطنجة وتونس والطائف وأبها وعمّان ودبي تبدو فكرة قومية بشرط أنْ نتعامل معها كما نتعامل مع المهرجانات الفنية دون حساسية، فيفوز بها الجدير حتى لو وصفوه بغير الكبير. يا معشر الإعلاميين والحكام، دعوا الملعب يحدد الكبير من الصغير، أما أخطاء التحكيم فإنها من اللعبة حين تكون كهلال العيد يحتاج ثبوته لعين ومرصد وشهود، أما حين تكون بدراً في منتصف الشهر فإنها تكون لعبة وليس من اللعبة، إن عمي عنها الحكم فهو قاصر بصر، وإنْ تعامى عنها فهو قاصر بصيرة.