Al-Watan (Saudi)

روائي تونسي : العولمة تسعى لتحويل البشر لأرقام

- تونس: الأناضول العطش لمعرفة الواقع

اعتبر الروائي والفيلسوف التونسي، كمال الزغباني، أن نظام »العولمة« الذي يسود العالم حاليا، يسعى لتحويل البشر إلى »أرقام لا قيمة لها«، منتقدا في الوقت نفسه السياسة الثقافية في بلاده، وما أسماه »التبهيم« أو »التجهيل«.

جاء ذلك في حوار مطوّل مع الزغباوي، الحاصل على جائزة الرواية في أحدث نسخة من معرض تونس للكتاب في الربيع الماضي، والذي أكد خلاله أن ثورة يناير عام 2011 في تونس »حررت الفكر والضمير مما مكن من الكتابة بحرية .«

قال الزغباني إنّ »النظام العولمي الذّي يسود العالم اليوم يريد القضاء على إنسانية الإنسان وذاتية البشر وتحويله إلى مجرد رقم لا قيمة له«. وبرر ذلك »بتراجع نسبة القراءة نتيجة تعدد القنوات الفضائية وسياسة التجهيل والتبهيم المُعمم«، وكلمة »التبهيم« محلية تونسية تفيد معنى التجهيل، وعبّر عنها في كتابه »البهيموقرا­طية والثورة«. وفي تقييمه لواقع الرواية في تونس بعد الثورة، قال الزغباني إن »المسار الثوري يحمل دائما انتكاسات وانتصارات«، لافتا إلى أن الثورة »حققت مكاسب كبرى تتمثل في تحرير الفكر والتعبير والضمير مما مكن المثقفين التونسيين من الكتابة بكل حرية.«

وأوضح أن »التونسيين بعد الثورة عاد لهم العطش لمعرفة واقعهم من خلال قراءة روايات جديدة وجريئة تخترق كل الممنوعات والمحرمات التي كانت موجودة.«

لفت الزغباني إلى أنّ مجمل كتاباته لاسيما »ماكينة (آلة) السعادة« تجمع بين البعد الفلسفي - باعتباره أستاذ فلسفة - والبعد الأدبي لكونه كاتبا وقاصا، وأنه لا يرى تناقضا بينهما. و»ماكينة السعادة،« الرواية الجديدة للزغباني، جاءت في 350 صفحة عرض خلالها مفهوم السعادة وتعدّد مظاهرها، محذرا من الركض خلف الأوهام، ناقدا في الوقت نفسه المجتمع الرأسمالي الذي ينعم فيه أصحاب السلطة والأثرياء بالرفاه ويبيعون وعودا للمواطن البسيط.

 ??  ?? الجمع بين الفلسفي والأدبي كمال الزغباني
الجمع بين الفلسفي والأدبي كمال الزغباني

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia