قرارات عربية تسعى لإنقاذ لبنان من الوصاية الإيرانية
بيروت: فاطمة حوحو
وضــع وزراء الخارجية العرب عقب اجتماعهم الطارئ في القاهرة، أول من أمس، لبنــان أمام خيارات حاســمة، وباتت الكــرة في مثلث رئاســات الســلطة اللبنانية، وذلك بعد أن سمى البيان الختامي الأشياء بمســمياتها، ووصف ميليشيا حزب الله بالإرهاب، محملاً إياها مسؤولية دعم التطــرف والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية.
وأكد الكاتب والمراقب الســياسي فارس خشان لـ»الوطن«، أن الموقف العربي الموحد ســتكون له تداعيات لبنانيــة وعربيــة ودوليــة أعنف وأخطر مــن التداعيات التي حصلت إثر إصدار القــرار الدولي -1559- عــام 2004، باعتبــار الانتقادات اللاذعة التي تلاحق حزب الله في كل صوب وحين، متســائلا عما إذا كان باســتطاعة بيروت اختراع تســوية جديدة، أو معادلة تحميها من الرياح المنتظرة نتيجة القــرارات الإقليمية والدولية المتسارعة.
وأضاف خشــان »أن البيان يمنع أي فكرة لإبقــاء الحكومة الحالية، حتــى في حال إعــلان نوايا من قبل الأطراف المشاركة فيها، لا سيما وأن »حزب الله« و»التيار الوطني الحر« وحلفاءهما، سيحولون دون تشكيل حكومة جديدة، وهو ما يعني الفراغ السياسي.
الانتخابات البرلمانية
أبان خشان، أن مصير الانتخابات البرلمانية قد تتعثر أو تواجه العراقيل، وذلك في ظل التطــورات والمواجهة العربية الإيرانية، مشددا على أن لبنان دخل مرحلة الحســم، وأن العملية الديموقراطية لــم تعد تنفع، في ظل تعنت الميليشيات وتمسكها بأسلحتها غير المشروعــة، لافتــا إلى أن لبنان يواجه في الوقت الراهن أحداثا تتشابه مع أحداث عام 2005، وقت الوصاية السورية.
الضغوط الشعبية
مــن جانبها، تحدثــت مصادر مطلعــة، أن عمليــة وصف »حزب الله« بالإرهابي والإشارة إلى وجوده وضع حكومة لبنان في اختبار حاسم قطع الطريق عن الأطماع السياسية للميليشيات كشريــك في الحكومة، هــو تمهيد الأرضية لقــرارات مســتقبلية قد تطال لبنان إذا استمر تعنت »حزب التأكيد على أهمية الأمن القومي العربي الله«، وقيامــه بأعمال منفردة، مثل قطــع العلاقات الديبلوماســية، أو اجتياح المدن الرئيســية وغيرها من السيناريوهات. ويشــير خبراء إلى أن هذه المســؤولية تقــع على عاتق اللبنانيين في عــدم إيصال الأمور إلى هذه المرحلة، والضغط على حزب الله لنزع ســلاحه، والعودة من سورية والعراق واليمن، والكف عن زعزعة استقرار الدول العربية.
منع التحركات المستقبلية
لفت مديــر مؤسســة »لايف«، المحامي نبيــل الحلبي، إلى أن البيان العربي الــذي اعتبر »حــزب الله« منظمــة إرهابية، مهــد لمنع تمثيل الحزب مستقبلا بأي حكومة لبنانية، مشــيرا إلى أن الطريق بــات متاحا للذهــاب إلى مجلــس الأمن لإصدار قرار تحت الفصل السابع. ووصل إلى بيروت، أمس، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، قبل التقائه برئيس الجمهورية، ميشــال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، شــارحا الظروف التي أحاطت باجتماع أول أمس. وأكد أبو الغيط أن اســتمرار عمــل هــذه الحكومة أو تشــكيل أخرى جديــدة، هو شــأن داخلي يخص اللبنانيــين وحدهم، موضحا أن الأطراف العربية تضررت بسبب الصواريخ الباليســتية التي يشرف عليها حزب الله.