اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة ﺗﻌﺰز ﻗﻮة اﻟﺪﻣﺎغ
ﻗــﺎل ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﺪﻳــﺚ إن 10 دﻗﺎﺋﻖ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻨﺸــﺎط اﻟﺒﺪﻧــﻲ ﻗﺎدرة ﻋــﲆ زﻳﺎدة اﻟﻘــﻮة اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﻟﻔﱰة ﻗﺼــرية ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، وذﻟــﻚ وﻓﻘــﺎ ﻟﺪراﺳــﺔ ﻧــﴩت ﰲ ﻣﺠﻠﺔ .Neuropsychologia ووﻓﻘﺎ ملﺠﻠﺔ »اﻟﺘﺎﻳﻢ« اﻷﻣريﻛﻴــﺔ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻻﻛﺘﺸــﺎف ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻸﺷــﺨﺎص اﻟﻜﺒﺎر ﰲ اﻟﺴــﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﺪرات ﻣﺤﺪودة ﰲ ﻣﻤﺎرﺳــﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن، وﻛﺬﻟﻚ ﻷي ﺷــﺨﺺ ﻳﻄﻤﺢ ﻟﺘﺤﺴني أداءه ﰲ أي ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻗﺎدﻣﺔ.
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ
أﺷﺎرت اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﱃ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑني اﻟﻨﺸــﺎط اﻟﺒﺪﻧﻲ ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ واﻟﺼﺤﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴــﺔ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﻊ ﻣــﺮور اﻟﻮﻗﺖ. وﻗﺪ اﻛﺘﺸــﻔﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ أن ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ملﺪة 20 دﻗﻴﻘﺔ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ذا ﺗﺄﺛري ﻗﻴﺎﳼ وﻣﺒﺎﴍ ﻋﲆ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ.
ﻳﻘﻮل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪراﺳــﺔ ﺑﺮوﻓﻴﺴﻮر ﻋﻠﻢ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ »وﻳﺴﱰن« ﺑﻜﻨﺪا ﻣﺎﺛﻴﻮ ﻫﻴﺚ: »ﻟﻘﺪ رﻏﺒﻨــﺎ ﰲ أن ﻧﻌﺮف إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ رﻳﺎﴈ أﻗﴫ ﻗﺎدر ﻋﲆ أن ﻳﻜﻮن ذا ﻓﺎﺋﺪة إدراﻛﻴﺔ«.
اﺧﺘﺒﺎر ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﻴﻦ
ﻗﺎم ﻫﻴﺚ وزﻣﻼؤه ﺑﺈﻋﻄﺎء 14 ﺷــﺨﺼﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ اﺧﺘﺒﺎرا ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌني وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﺪي أﺟﺰاء ﻣــﻦ اﻟﺪﻣﺎغ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ، ﻣﺜﻞ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات وﺣﻞ املﺸﻜﻼت وﻏريﻫﺎ. وﻣﻦ ﺛﻢ ُﻃِﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ إﻣﺎ أن ﻳﺠﻠﺴﻮا وﻳﻘﺮأوا ﻣﺠﻠﺔ، أو أن ﻳﻘﻮدوا دراﺟﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﴪﻋﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ إﱃ ﺷﺪﻳﺪة ملﺪة 10 دﻗﺎﺋﻖ. وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻔﱰة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺗﻢ إﻋﺎدة اﺧﺘﺒﺎر ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌني ملﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ.
ﻟﻢ ﺗﺘﻐــري درﺟﺎت اﻟﻨــﺎس ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﺮاءة ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﰲ املﺮة اﻷوﱃ ﻋﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎس ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪراﺟﺔ، ﻓﺈن ﻋﺪد ﻣــﺮات اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻗﺪ ﺗﺤﺴــﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻞ إﱃ 50 ﺟﺰءا ﻣــﻦ اﻷﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – ﻣﻊ ﻋﺪم وﺟــﻮد ﺗﺮاﺟﻊ ﰲ اﻟﺪﻗﺔ. وﻫﺬا ﻳﻤﺜﻞ زﻳﺎدة ﻗﺪرﻫــﺎ %14 ﰲ اﻷداء اﻹدراﻛﻲ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺒﺎﺣﺜــﻮن، وﻳﺸــري إﱃ أن اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ »ﺗﻌﻄﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰا ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌني املﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ«، ﻛﻤﺎ ذﻛﺮت اﻟﺪراﺳﺔ.
اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻔﺎﺋﺪة ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ
ﻛﺸــﻔﺖ اﻟﺪراﺳــﺔ أن ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﻨﺎس أن ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﲆ اﻟﻔﻮاﺋــﺪ اﻹدراﻛﻴﺔ املﺒﺎﴍة ﻣﻦ روﺗني رﻳــﺎﴈ ﻗﺼري ملﺪة 10 دﻗﺎﺋﻖ. وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن ﻳﺤــﺪدوا ﻣﻘﺪار اﺳــﺘﻤﺮار ﺑﻘﺎء ﻫﺬه اﻟﻔﻮاﺋــﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ، وﻳﻄﻤﺤﻮن إﱃ اﻛﺘﺸــﺎف ذﻟﻚ ﰲ اﻟﺪراﺳﺎت املﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ. )ﺗﻢ إﺟﺮاء ﺟﻤﻴﻊ اﺧﺘﺒﺎرات ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌني ﺧﻼل اﻟـ 17 دﻗﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ(.
ﻛﻤﺎ أن اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﻘﻮﻟﻮا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ، وﻟﻜــﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋــﺪة ﻓﺮﺿﻴﺎت. »ﻳﻌﺘﻘــﺪ أن ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ زﻳﺎدة ﰲ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﺪم إﱃ اﻟﺪﻣﺎغ. أو ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎﻟﻚ إﻓﺮاز ﻟﻨﻮع ﻣﻌني ﻣﻦ اﻟﱪوﺗﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إﺛﺒﺎت أﻧﻬــﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﻓﻮاﺋﺪ ﻋﺼﺒﻴﺔ وﺗﺤﻔﺰ ﻧﻤﻮ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴــﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة. أو أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر ﻣﺴﺘﻮى ﻋﺎل ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬه اﻟﻘﻮة ﻣﻊ اﻟﻤﻬﺎم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ وﻟﻴﺲ وﻗﺖ اﻟﺮاﺣﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺸﺎط ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻟﻘﺼﻴﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﺮف اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻘﺼﻴﺮ ﻳﺴﺎﻋﺪ أﻳﻀﺎ اﻷﻗﻞ ﺻﺤﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ اﻟﺸــﺪﻳﺪ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻤﺘﻠﻚ ذﻟﻚ املﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﱄ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ، وﻫﺬا ﻳﺤﺜﻚ ﻋﲆ أن ﺗﻜﻮن أﻓﻀﻞ ﰲ إﻧﺠﺎز املﻬﺎم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ«. وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻣﻌﺎ.
وﻗﺎل ﻫﻴﺚ إن ﻫﺬه اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ذات ﺗﺄﺛري ﻋﲆ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ املﺼﺎﺑني ﺑﺎملﺮاﺣﻞ املﺒﻜــﺮة ﻣﻦ اﻟﺨﺮف، اﻟﺬﻳــﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ملﺪة 20 دﻗﻴﻘﺔ أو أﻛﺜﺮ. ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺣﺎﺟــﺔ إﱃ إﺟﺮاء املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت، وذﻟﻚ ﻛﻲ ﻧﻌﺮف إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﺗﺸــﻤﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻷﻛﱪ ﺳﻨﺎ واﻷﻗﻞ ﺻﺤﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﺷــﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻤﻠﺘﻬﻢ اﻟﺪراﺳﺔ.