اﻹﺑﺪاع ﺑﲔ اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻹﻧﺴﺎن

ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ املﺴﻤﻴﺎت واﻷوﺻﺎف اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺳﻮاء ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ داﺧﻞ اﻟﻮﻃﻦ أو ﺧﺎرﺟﻪ، وﻳﺠﺘﺎز اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت وﻣﻘﺮرات اﻟﺪراﺳﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺗﺨﺼﺺ أو ﻣﺴﺎر، وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺳﻮى اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺒﻴﺌﺔ، وإذا دﻗﻘﻨﺎ وﻗﻴﻤﻨﺎ املﻨﺘﺞ واملﺨﺮج - أي اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ إدراك وﻣﻌﺮﻓﺔ وﻋﺰﻳﻤﺔ - وﺟﺪﻧﺎ أن ﻫﻨﺎك اﺧﺘﻼﻓﺎ ﰲ ﻣﺠﻤﻞ وﻣﻌﻈﻢ املﻜﺘﺴﺒﺎت املﻬﺎرﻳﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑني ﻃﻼﺑﻨﺎ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج، ملﺎذا؟.

ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺴﺎؤل ﺟﺪﻳﺪا، وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ اﻧﺤﻴﺎز أو اﻧﺘﻘﺎص ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻨﺎ وﺗﻀﺨﻴﻢ وﺗﻌﻈﻴﻢ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﻓﻬﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺎﻷرﻗﺎم واﻟﱰﺗﻴﺐ واملﻨﺠﺰات وﻛﺜﺮة ﺷﺪ اﻟﺮﺣﺎل إﻟﻴﻬﻢ أﻛﱪ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﰲ اﻟﺨﺎرج، وﺧﺎﺻﺔ املﻌﱰف ﺑﻬﺎ، ﺗﺨﺮج ﻃﻼﺑﺎ ﻣﺒﺪﻋني ﻣﺘﻤﻴﺰﻳﻦ واﺛﻘني ﻣﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ وﻗﺪراﺗﻬﻢ، ﺗﺴﺘﺤﻖ أن ﻳﺮﺣﻞ إﻟﻴﻬﺎ، وﻳﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻨﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ واملﻌﺮﰲ، وأﻣﻠﻨﺎ ﰲ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ أوﻻ، ﺛﻢ ﰲ ﺧﺎرﻃﺔ رؤﻳﺔ املﻤﻠﻜﺔ 2030 اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪة ﻋﲆ ﺗﻘﻠﻴﺺ املﺴﺎﻓﺔ واﻟﻔﺠﻮة ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺧﻤﺲ ﺟﺎﻣﻌﺎت ﺳﻌﻮدﻳﺔ ﻣﻦ ﺑني أﻓﻀﻞ 200 ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺎملﻴﺔ.

ﻣﻮﻗﻊ »ﺳﻌﻮدﻳﻮن ﰲ أﻣﺮﻳﻜﺎ«، واﻟﺬي أﺳﺴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ املﺒﺘﻌﺜني ﰲ أﻣريﻛﺎ ﻳﻌﺪ ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻸﻋﻤﺎل املﺒﺪﻋﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﺪى اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ وأﻟﻬﻤﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ إﱃ ﺗﺄﺳﻴﺲ وﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﻮﻗﻊ ﻋﲆ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻄﻼب املﺘﺠﻬني ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﰲ أﻣريﻛﺎ واﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻤﻼً ذا ﻗﻴﻤﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺣﺘﻰ أﻣﻨﻴﺔ - ﺗﺨﺘﴫ اﻟﻮﻗﺖ - ﻋﲆ أي ﻣﺒﺘﻌﺚ إﱃ أﻣريﻛﺎ، وﻗﺪ ﻳﻘﻮل اﻟﺒﻌﺾ اﻟﺤﺎﺟﺔ أدت إﱃ اﺑﺘﻜﺎر وإﻧﺠﺎز ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺠﻬﺪ، ﻻ ﺷﻚ وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻗﺪم ﻃﻼب ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﻣﺒﺪﻋﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻟﻬﺎ ﺻﺪاﻫﺎ وﺗﺄﺛريﻫﺎ.

ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر املﻮﻫﺒﺔ واﻹﺑﺪاع رزق وﻣﻜﺮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ، وﻟﻜﻦ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻬﺎ إﱃ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ، وﻟﻜﻦ ﺣني ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة وﺑﺈﴍاف أﺳﺎﺗﺬة ﺑﺎرﻋني ﺑﺎﺣﺜني ﺟﺎدﻳﻦ ﻳﻨﻈﺮون ﻟﻠﻌﻠﻢ واملﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻓﻬﺬا ﻣﺤﻔﺰ وﻣﺤﺮك ﻟﻺﺑﺪاع واﻟﺘﻤﻴﺰ واﻟﱪاﻋﺔ.

ﻗﺼﺔ ﻣﺨﺘﺺ ﻣﻨﻘﻮﻟﺔ: ﻳﻘﻮل أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص وﻗﺪ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻠﺤﻘﺎ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﰲ أﻣريﻛﺎ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﺑﻤﻨﻊ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ املﺪرﺳﺔ ﰲ اﻟﻐﺪ إذا ﻫﻢ أﺧﻠﻮا ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻘﻮاﻧني اﻷﴎﻳﺔ، وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻛﺎﻓﻴﺎً ﻟﻨﻬﻴﻬﻢ واﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻬﻢ.