ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ورﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻄﺎﻗﺔ

ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ

ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻋﲆ رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻮﻗﻮد وأﻧﻤﺎط اﻟﻄﺎﻗﺔ، وإﻗﺮار ﻗﻴﻤﺔ اﻟﴬﻳﺒﺔ املﻀﺎﻓﺔ، ﻳﺒﺪو اﻟﺴﺆال: ﻫﻞ ﻃﺮأ ﻣﻦ ﺗﻐﻴري ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻛﻲ ﻧﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ املﺎﻟﻴﺔ املﺴﺘﺠﺪة؟، ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺮاﻛﺰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ملﺆﴍات ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻛﺜرية وﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺪﻻت اﻻﺳﺘﻬﻼك أو ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ أو ﻧﺴﺐ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ. ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺠﺮد ﻇﻨﻮن وﺗﺨﻤﻴﻨﺎت ﺑﻔﻮارق رﻗﻤﻴﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﺑني ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ املﺴﺆول وﺑني ﻣﺎ ﺗﻮرده ﻟﻨﺎ دراﺳﺎت املﺘﺨﺼﺼني وأﺑﺤﺎث أﻫﻞ اﻟﺸﺄن. وﺧﺬ ﺑﺎملﺜﺎل املﱪﻫﻦ أن اﻟﻔﺎرق ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻳﺼﻞ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﻋﴩﻳﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، ﺑني ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﻮزﻳﺮ املﺨﺘﺺ وﺑني ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﺧﱪاء اﻟﻌﻤﻞ وﻣﻴﺪان اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ. وﺳﺄﻋﻴﺪ ﺟﻤﻠﺔ ﺳﺒﻖ ﱄ أن ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ: ﻛﻞ ﻣﺎ أﺧﺸﺎه ﻟﻴﺲ إﻻ أن ﺑﻌﺾ املﺴﺆوﻟني اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳني ﻳﺘﻘﺪﻣﻮن ﺑﻤﺸﺎرﻳﻊ ﻗﺮارات إﺻﻼﺣﻴﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﱃ أرﻗﺎم وﻧﺴﺐ ﻻ ﺗﻌﻜﺲ واﻗﻊ ﺣﻴﺎة املﻮاﻃﻦ، وﻻ ﻃﺒﻴﻌﺔ املﻼءة املﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﴍاﺋﺢ املﺠﺘﻤﻊ املﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻳﱪﻫﻦ ﻋﲆ ﻫﺬا أن ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني وﺳﻤﻮ وﱄ اﻟﻌﻬﺪ ﻗﺪ ﺗﺪﺧﻼ ﰲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻌﻜﺲ ﺳري ﻫﺬه اﻟﻘﺮارات ورﻓﻊ املﻌﺎﻧﺎة ﻋﻦ املﻮاﻃﻦ ﺑﻘﺮارات ﺳﻴﺎدﻳﺔ ﻣﻀﺎدة. أﺗﻮﻗﻊ ﺷﺨﺼﻴﺎ أن أﺻﺤﺎب املﻌﺎﱄ، أو ﻓﻠﻨﻘﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻗﺮارات اﻟﺒﺸﺎﺋﺮ املﻠﻜﻴﺔ إﻻ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻋﲆ ﻧﴩة اﻷﺧﺒﺎر. ﻧﻌﻮد ﻣﺮة أﺧﺮى إﱃ ﻣﺆﴍ اﻻﺳﺘﻬﻼك: ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﺜﺮ أﻧﻪ رأس ﻛﻞ املﺆﴍات اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﻛﻞ اﻷﺳﻮاق اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﺐ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ. وﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻔﺎدح ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ إﱃ ﻛﺒﺢ وﺗﺤﺠﻴﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼك. إﻧﻬﺎ اﻟﺮﺻﺎﺻﺔ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻟﻘﺘﻞ اﻟﺴﻮق، وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ رﻛﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎد. املﻌﺎدﻟﺔ املﺘﻮﻗﻌﺔ ﰲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻌﻮدي ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أﻧﻪ ﺳﻴﻘﺎﺑﻞ زﻳﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﻄﺎﻗﺔ وﴐﻳﺒﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﻀﺎﻓﺔ ﺑﺨﻔﺾ اﻷﺳﻌﺎر إﱃ ﻧﺴﺐ ﺗﻔﻮق ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ املﻮاﻃﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺎدات اﻟﻮﻟﻴﺪة. ﻫﺬا ﳾء ﺑﺪأﻧﺎ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﰲ ﺳﻠﻊ وﺧﺪﻣﺎت ﻣﺘﻌﺪدة. ﺳﻴﺘﺨﲆ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ﻋﻦ ﺟﺸﻊ اﻟﺮﺑﺢ املﻀﺎﻋﻒ ﺗﺤﺖ رﻫﺎب اﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻫﺮوب اﻟﺰﺑﻮن، وﻫﺬا ﻳﺤﺪث ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ، وﻫﻨﺎ أﻧﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﺮﻫﺎن: ﺳﻨﻜﻮن ﻣﻊ ﺳﻮق أرﺧﺺ وﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﺠﻮدة.

almosa@alwatan.com.sa