ﻣﺪن اﻷﻃﺮاف وﻫﺮوب اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ

ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ

ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺮﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮزن اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ املﺘﻮﺳﻂ، اﺳﺘﺜﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺸﻬري وأﻛﻤﻞ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰه اﻟﻄﺒﻲ املﺘﺨﺼﺺ، وﺑﻼ ﺟﺪال أو دﻋﺎﻳﺔ ﻷﺣﺪ، ﻓﻘﺪ ﻗﺪم ﻟﺘﻠﻚ املﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﺧﺪﻣﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة،ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﰲ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ. أﻋﺮف ﻣﺸﻮاره ﺟﻴﺪا، وإن ﻛﻨﺖ أﻛﺘﺐ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺑﺎب رﻓﻊ ﻗﺼﺔ املﺒﻨﻰ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮل. ﻧﺤﻦ وﺑﻜﻞ وﺿﻮح وﴏاﺣﺔ، ﻣﻮاﻃﻨني ﻛﻨﺎ أو ﻛﺘّﺎﺑﺎً أو ﺣﺘﻰ ﻣﺴﺆوﻟني، ﻻ ﻧﺴﺘﻤﻊ أﺑﺪاً إﱃ ﻣﻌﺎﻧﺎة رﺟﻞ اﻷﻋﻤﺎل وﻻ ﻟﺸﻜﻮى املﺴﺘﺜﻤﺮ، وﻻ ﻧﻠﺘﻔﺖ ﻟﻌﴩات اﻟﻘﻮاﻧني اﻟﺒريوﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪد ﻫﺆﻻء، وﻫﻢ ﺑﺎﻵﻻف، ﺑﺎﻟﺨﺮوج اﻟﻘﴪي ﻣﻦ اﻟﺴﻮق. ﻧﺤﻦ ﻧﻀﻊ املﺴﺘﺜﻤﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻊ املﺴﺘﺜﻤﺮ اﻟﻮﻫﻤﻲ ﰲ ورﻗﺔ ﺣﻮاﺟﺰ وﺗﻌﻘﻴﺪات واﺣﺪة. وﺣني اﺳﺘﻤﻌﺖ إﻟﻴﻪ داﺧﻠﻨﻲ ﺷﻚ أﻗﺮب إﱃ اﻟﻴﻘني أﻧﻨﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺪن اﻷﻃﺮاف ﺳﻨﻌﻮد ﻋﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ إﱃ اﻟﻌﻼج اﻟﺨﺎص ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ املﺮﻛﺰ، ﻣﻌﻈﻢ املﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻟﻜﺒﺎر ﰲ اﻟﻘﻄﺎﻋني اﻟﺼﺤﻲ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ املﺪن اﻟﺼﻐرية واﻟﺒﻌﻴﺪة ﺳﻴﺨﺮﺟﻮن ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻮق، إذا ﻣﺎ ﻇﻠﺖ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ. ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ، وﺑﺎﻟﱪاﻫني، ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﺗﺄﺷرية ﺻﺤﻴﺔ واﺣﺪة ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم ﻷن دوزﻧﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﻻ ﺗﻔﺮق ﺑني اﺳﺘﻘﺪام ﻃﺒﻴﺐ أو ﻓﻨﻲ ﺗﺨﺪﻳﺮ، وﺑني اﺳﺘﻘﺪام ﻋﺎﻣﻞ ورﺷﺔ أو ﻓﻨﻲ ﻧﺠﺎرة. ﻻ ﺗﻔﺮق ﺑني ﻣﺴﺘﺜﻤﺮ ﰲ ﺟﺪة ﺣﻴﺚ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﺑﺎﻵﻻف وﺑني آﺧﺮ ﰲ ﺟﺎزان أو ﺗﺒﻮك، ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺼﺤﻲ اﻟﺜﻘﻴﻞ ﻣﻐﺎﻣﺮة ﻣﺤﻔﻮﻓﺔ ﺑﺎملﺨﺎﻃﺮ. وﰲ اﻟﺪول اﻟﻜﱪى، ﰲ املﺴﺎﺣﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ، ﺗﺘﺠﻪ ﺑﻨﺎءات اﻷﻧﻈﻤﺔ املﺨﺘﻠﻔﺔ إﱃ اﻟﻘﻮاﻧني اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳﺔ اﻟﺘﺸﺠﻴﻌﻴﺔ، وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ﰲ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺴﻬﻴﻞ وﺻﻮل ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات إﱃ أﻃﺮاف اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ. وإذا ﻟﻢ ﻧﺒﺘﻜﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻧني اﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻳﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎً ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﻓﺴﻴﺒﻘﻰ ﺳﻜﺎن ﻫﺬه املﺪن اﻟﻄﺎرﻓﺔ واﻟﺼﻐرية اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﺎﻟﺔ ﻋﲆ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ ﻣﺪن املﺮﻛﺰ. ﻳﺤﺼﻞ املﺴﺘﺜﻤﺮ ﻣﺜﻼ ﰲ وﻻﻳﺎت ﺷﻤﺎل اﻟﻐﺮب اﻷﻣريﻛﻲ ﻋﲆ إﻋﻔﺎءات ﴐﻳﺒﻴﺔ، وﻋﲆ أﻧﻈﻤﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﺮوﻧﺔ وﺗﺴﺎﻫﻼً، ﻧﻈﺮاً ﻟﻘﻠﺔ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ واﻧﻌﺪام ﺟﺎذﺑﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻴﻬﺎ، ﻫﻨﺎ، وﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﻘﻂ، ﻻ ﻓﺮق ﰲ ﻗﻮاﻧني اﻟﻌﻤﻞ أو املﺎﻟﻴﺔ أو ﻛﻞ إدارة أﺧﺮى ذات ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑني اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ ورﺷﺔ ﺣﺪادة أو ﻣﺸﻔﻰ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻻ ﺗﻔﺮق أﺑﺪا ﺑني ﻣﺴﺘﺜﻤﺮ ﻣﻐﺎﻣﺮ ﰲ رﻓﺤﺎء أو ﺻﺎﻣﻄﺔ ﺟﺎزان، وﺑني آﺧﺮ ﰲ ﺷﺎرع اﻟﻌﻠﻴﺎ أو اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ.

almosa@alwatan.com.sa