روﺑﺮت ﻣﺮدوخ وﺧﻤﺴﻮن ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ

ﻳﻌﺪ ﻛﻴﺚ روﺑﺮت ﻣﺮدوخ، ذو اﻟﺘﺴﻌني ﻋﺎﻣﺎ، واملﻮﻟﻮد ﰲ أﺳﱰاﻟﻴﺎ، أﺣﺪ أﺑﺮز ﻣﻼك وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺈﻳﺮادات ﻣﻠﻴﺎرﻳﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﺜﻤﺎرات إﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ أﻣريﻛﺎ وأوروﺑﺎ وأﺳﱰاﻟﻴﺎ وﻏري ذﻟﻚ. وﻳﱰأس ﻣﺮدوخ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﴍﻛﺘﻪ اﻟﺸﻬرية »ﻧﻴﻮز ﻛﻮرب«، ﺛﺎﻧﻲ أﻛﱪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﺤﺖ إدارﺗﻬﺎ ﻋﺪدا ﻣﻦ املﺆﺳﺴﺎت واﻟﺼﺤﻒ واﻟﻘﻨﻮات املﻬﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﺳﻴﻨﺎﻗﺶ أدﻧﺎه. إﱃ ﺟﺎﻧﺐ »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ«، ﺗﺪار ﴍﻛﺔ »ﻧﻴﻮز ﻛﻮرب« ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﺠﻨﺴﻴﺘني اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻟﻜﻨﺪﻳﺔ »ﺟﻴﻤﺲ« و»ﻟﺘﺸﻼن« واﺑﻨﺘﻪ »إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ«. وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻓﺈن ﻣﻌﻈﻢ اﺳﺘﺤﻮاذات اﻟﴩﻛﺔ اﻟﻜﱪى ﺗﺤﺪث ﺑني أﺳﱰاﻟﻴﺎ وأﻣريﻛﺎ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، أﻣﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺳﺘﺤﻮاذ اﻷﺧﺮى واﻷﻗﻞ ﺣﺠﻤﺎ وﻛﻴﻔﺎ ﻓﺘﺘﻮزع ﻋﲆ أﺟﺰاء أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻗﺪ ﺑﺪأ »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« ﻣﺸﻮاره ﰲ ،1968 ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺷﱰى ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻧﻴﻮز أوف ذي وورد« اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻔﺮﻋﻬﺎ اﻷم ﰲ أﺳﱰاﻟﻴﺎ. ﺛﻢ ﻋﺎم واﺣﺪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، ﰲ 1969 اﺷﱰى »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« ﺻﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺻﻦ« اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ. وﰲ 1976 اﻧﺘﻘﻞ »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« إﱃ أﻣريﻛﺎ واﺷﱰى ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺑﻮﺳﺖ« اﻷﻣريﻛﻴﺔ. وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺎﻧﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﻓﻌﲇ ﻟﻪ ﰲ اﻟﺴﻮق اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻷﻣريﻛﻲ، ﺑﻌﺪ أن اﺷﱰى »ﺳﺎن أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ إﻛﺴﱪس« ﰲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت املﻴﻼدﻳﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﰲ 1981 ﻋﺎد إﱃ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ واﺷﱰى »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« اﻟﺼﺤﻴﻔﺘني اﻟﺸﻬﺮﻳﺘني »ﺗﺎﻳﻤﺰ« و »ﺻﻨﺪاي ﺗﺎﻳﻤﺰ« ﻣﻦ ﻣﻘﺮﻫﻤﺎ اﻷم ﰲ ﻟﻨﺪن، إﻧﺠﻠﱰا. وﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣﺘﻤﻠﻜﺎ ﻷرﺑﻊ ﺻﺤﻒ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻛﱪى. أﻣﺎ ﰲ 1985 ﻓﻘﺪ اﻧﺘﻘﻞ روﺑﺮت ﻣﺮدوخ »ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ إﱃ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺷﱰى« ﴍﻛﺔ اﻷﻓﻼم »ﻓﻮﻛﺲ 21 ﺳﻨﴩي« إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﰲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﺟﺰءا ﻣﻦ »ﻓﻮﻛﺲ 21 ﺳﻨﴩي«. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻌﺎﻣني، أي ﰲ 1987 اﺷﱰى »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« اﻟﴩﻛﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ »ﻫﺎرﺑﺮ & رو« اﻟﺘﻲ ﺗﻢ دﻣﺠﻬﺎ ﻣﻊ ﴍﻛﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ أﺧﺮى اﺷﱰاﻫﺎ ﻣﺮدوخ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﺎﻟﻢ »وﻳﻠﻴﺎﻣﺰ ﻛﻮﻟﻴﻨﺰ«، ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﺴﻤﻰ اﻟﴩﻛﺔ اﻟﻜﱪى »ﻫﺎرﺑﺮ ﻛﻮﻟﻴﻨﺰ«. وﰲ 1989 أﻃﻠﻖ »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻗﻨﻮات »ﺳﻜﺎي« اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎملﻴﺔ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎ وﻟﻴﺲ ﻣﺎﻟﻜﺎ. ﺛﻢ ﰲ 1996 أﻃﻠﻖ ﻗﻨﺎة »ﻓﻮﻛﺲ ﻧﻴﻮز« ﻋﱪ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺘﻠﻔﺎز اﻷﻣريﻛﻴﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺘﺴﻊ ﺳﻨﻮات ﰲ 2005 ﺑﺪأ »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻪ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺑﴩاء ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ »ﻣﺎي ﺳﺒﻴﺲ« اﻟﺬي ﺣﺎول ﺑﻪ ﻣﺠﺎراة »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﻧﺠﺎﺣﺎ وﺷﻬﺮة، ﺗﻢ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﻴﻊ املﻮﻗﻊ وﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻣﺬﻛﻮرا. ﰲ 2007 اﺷﱰى »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﺧﺒﺎر املﺎﻟﻴﺔ »وول ﺳﱰﻳﺖ ﺟﻮرﻧﺎل«. ﰲ 2010 ﺗﻢ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻗﻨﺎﺗﻪ »ﻓﻮﻛﺲ ﻧﻴﻮز« ﺑﺎﻷﺷﻬﺮ ﰲ أﻣريﻛﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻠﺔ »ﻧﻴﻮز ﺳﺘﻴﺘﻤﺎن«. ﰲ 2016 أﺻﺒﺢ اﺑﻦ »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« املﺴﻤﻰ »ﺟﻴﻤﺲ ﻣﺮدوخ« رﺋﻴﺴﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺎ ﻟﺸﺒﻜﺔ »ﺳﻜﺎي«. ﰲ 2017 ﺑﺎع »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« ﴍﻛﺔ »ﻓﻮﻛﺲ 21 ﺳﻨﴩي« اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻟـ»واﻟﺖ دﻳﺰﻧﻲ« ﺑﻘﻴﻤﺔ 52.4 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. ﰲ اﻟﺸﻬﺮ اﻷول ﻣﻦ 2018 ﴏح »روﺑﺮت ﻣﺮدوخ« ﻋﻦ اﻣﺘﻌﺎﺿﻪ ﻣﻦ ﻧﺠﺎح ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﱪ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﰲ ﺟﺬب ﺟﻤﺎﻫري اﻷﺧﺒﺎر، وﻃﺎﻟﺐ ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ﻣﻦ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« و»ﺗﻮﻳﱰ« ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺪاوﻟﻬﻤﺎ أﺧﺒﺎرا أﺻﻠﻬﺎ ﺟﺮاﺋﺪه أو ﻗﻨﻮاﺗﻪ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ. ﰲ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم واﺟﻪ روﺑﺮت ﻣﺮدوخ، ﻋﱪ ﴍﻛﺘﻪ »ﻧﻴﻮزﻛﻮرب« ﺿﻐﻮﻃﺎت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﴍﻛﺎت ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ وﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ أﻣريﻛﻴﺔ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ إﺛﺮ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ اﻻﺳﺘﺤﻮاذ اﻟﻜﲇ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ »ﺳﻜﺎي ﺗﻲ ﰲ« ﺑﻤﻨﺎﻗﺼﺔ ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ 22 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. ﻫﻨﺎك أﻣﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﺴرية ﻫﺬا اﻹﻣﱪاﻃﻮر اﻹﻋﻼﻣﻲ ذي اﻟﺘﺄﺛري اﻟﻌﺎملﻲ، وﻫﻮ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﻣﻌني. وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻨﻮﻧﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻬﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ.

abeer.khalid@alwatan.com.sa