ﻓﻠﻞ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﻷﺑﺴﻂ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺒﻘﺎء
ﺗﻌﺞ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻗﺒﻠﻬﺎ املﺠﺎﻟﺲ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺎر وﻣﺎ وﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﱰة اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ رﻛﻮد، ﺑﻞ وﺻﻞ إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻬﺒﻮط ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺼﻞ إﱃ ﺛﻼﺛني ﺑﺎملﺌﺔ. ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺜﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻼ ﺗﺠﺪ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺴﻨﺎ إﻻ وﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺠﻤﻴﻊ أﻃﻴﺎﻓﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎن أراﴈ أو ﻓﻠﻼ أو ﻋﻘﺎرا ﺗﺠﺎرﻳﺎ وﻏريﻫﺎ. ﻷن اﻟﻜﻞ ﻳﻠﺤﻆ وﻻ ﺷﻚ ﻛﺜﺮة اﻟﻌﺮض ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺸﺤﻴﺢ، واﻟﺬي ﺗﺘﺒﻨﺎه ﴍﻳﺤﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ املﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﻢ ﺷﻬري ﻋﱪ )ﺗﻮﻳﱰ( ﺑﻌﻨﻮان ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳني. ﻓﻘﺪ اﺗﺤﺪ واﺗﻔﻖ املﺠﺘﻤﻊ ﺑﺠﻤﻴﻊ أﻃﻴﺎﻓﻪ ﻋﲆ وﺣﺪة اﻟﺼﻒ ﰲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳني ﺑﻌﺪ أن وﺻﻞ اﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ ذي اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻌﺎﱄ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ املﻮاﻃﻦ ذي اﻟﺪﺧﻞ املﺘﻮﺳﻂ.
ﻫﺬا ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﻧﴩ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻟﻔﻠﻞ ﺗﺴﻤﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻠﻜﺜريﻳﻦ أن ﻳﻄﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻞ اﻟﻜﺮاﺗني، واﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﱃ أﺑﺴﻂ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺒﻘﺎء ﻣﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﺳﻨﺔ إﱃ ﺳﻨﺘني. ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﺸﻊ وﻃﻤﻊ ﺗﺠﺎر اﻟﻌﻘﺎر ﰲ اﻟﻜﺴﺐ املﺎدي ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ إﺧﻼء املﺴﺆوﻟﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ. ﻧﻌﻢ اﻧﺘﴩت ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻟﻔﻠﻞ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻠﻒ املﺘﻤﻠﻚ ﻟﻠﺴﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ دﻓﻌﻪ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﴩاء، ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪأ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻟﻬﺒﻮط ﰲ اﻷرﺿﻴﺎت وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮط اﻷﻣﻄﺎر ﺗﺠﺪ املﻄﺮ ﻳﺤﻞ ﺿﻴﻔﺎ ﻋﲆ اﻟﺴﺎﻛﻦ داﺧﻞ املﻨﺰل ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺤﺎت اﻟﺴﺒﺎﻛﺔ واﻟﻜﻬﺮﺑﺎء. وﻫﺬا اﻟﴚء ﻛﻠﻪ ﻣﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ ﻋﱪ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎﻗﻞ ﻋﱪﻫﺎ املﺠﺘﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺎﻟﺢ وﻗﺒﻠﻪ ﻃﺎﻟﺢ ﻟﺘﻮﻋﻴﺔ املﺠﺘﻤﻊ.
وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺜﻴﺜﺔ ملﻮﺿﻮع اﻟﻌﻘﺎر أﻟﺤﻆ ﻛﻐريي ﺗﻜﺪﺳﺎ رﻫﻴﺒﺎ ﰲ اﻟﻔﻠﻞ املﻌﺮوﺿﺔ، وأﻧﺎ أﺗﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻳﺎض ﺑﺤﻜﻢ ﺑﺤﺜﻲ ﻋﻦ ﻓﻠﺔ ﻷﺷﱰﻳﻬﺎ، ﻓﻘﺪ وﺻﻞ اﻟﺤﺎل ﺑﺄﺻﺤﺎب وﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎر إﱃ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺸﱰ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻒ اﻟﺜﻤﻦ، وأﺻﺒﺤﺖ اﻟﻔﻠﻞ املﻌﺮوﺿﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎوض ﺑﺪون ﺟﺪال. وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن ﻫﻨﺎك ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻟﺘﻠﻚ املﻨﺘﺠﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﺣﺎﻣﻠني ﺷﻌﺎرا ﻣﻔﺎده اﻹﻳﺠﺎر أرﺣﻢ ﻣﻦ ﻓﻠﺔ ﻏﺪا أﺣﺮم ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﻗﺪ ﻳﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺴﻨﺔ أو اﻟﺴﻨﺘني.
ﻗﺮار اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺤﻤﻞ ﴐﻳﺒﺔ اﻟﻔﻠﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﺳﻌﺮﻫﺎ إﱃ ﺛﻤﺎﻧﻤﺌﺔ وﺧﻤﺴني أﻟﻔﺎ أو أﻗﻞ ﻋﻨﺪ ﴍاء ﻣﺴﻜﻦ ﻷول ﻣﺮة. ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي ﻫﻮ املﺤﻚ اﻟﺮﺋﻴﴘ أو اﻟﻘﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﺒﻌري ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺠﺎر اﻟﻌﻘﺎر. ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ املﻮاﻃﻦ ﻋﺎزﻓﺎ ﻋﻦ اﻟﴩاء ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻘﺮار ﻃﻤﻌﺎ ﰲ ﺗﻤﻠﻚ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﺪون ﴐﻳﺒﺔ ﻋﲆ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﴩاء. وﻫﻲ ﺧﻄﻮة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺬﻟﻴﻞ اﻟﺼﻌﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ املﻮاﻃﻦ ﻟﺘﻤﻠﻚ ﻣﺴﻜﻦ أو ﺑﻴﺖ اﻟﻌﻤﺮ.
وﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺟﺸﻊ وﻃﻤﻊ ﺗﺠﺎر اﻟﻌﻘﺎر أوﺻﻞ أﺳﻌﺎر اﻟﻌﻘﺎر إﱃ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻫﻈﺔ وﺻﻠﺖ إﱃ املﻠﻴﻮن ﺑﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺑﻜﺜري. اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤﻤﻠﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻫﻲ أن ﺛﻘﺎﻓﺔ املﻘﺎﻃﻌﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ آﺗﺖ أﻛﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻞ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ املﻮاﻃﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﻮة املﻬﻤﺔ، وﻳﺠﻌﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ املﻘﺎﻃﻌﺔ دﻳﺪﻧﻪ ﰲ ﺧﻔﺾ اﻷﺳﻌﺎر ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻠﻌﺔ، رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﰲ ﻗﺎدم اﻷﻳﺎم.